أخبار المركز
  • يشارك مركز "المستقبل" في الدورة الـ33 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في الفترة (29 إبريل - 5 مايو 2024)، وجناحه رقم C39 في القاعة 9
  • مركز "المستقبل" يصدر العدد 36 من دورية "اتجاهات الأحداث"
  • صدور العدد السادس من "التقرير الاستراتيجي" بعنوان "حالة الإقليم: التفاعلات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط 2024"
  • محمد خلفان الصوافي يكتب: (منتدى الخليج وأوروبا.. دبلوماسية جماعية للتهدئة الإقليمية)
  • معالي نبيل فهمي يكتب: (تأملات حول فشل جهود السلام الفلسطينية الإسرائيلية)

اليمن غير السعيد (ملف):

انقلاب الحوثيين.. تهديدات داخلية وإقليمية

01 مارس، 2015

image

إعداد: أحمد عاطف

تصاعدت الأزمة في اليمن المضطرب أمنياً وسياسياً بعدما سيطر الحوثيون بقوة السلاح على مناطق شاسعة من البلاد، وما تبع ذلك من استحواذهم على مفاصل الدولة بعد "انقلاب" على الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، مدعومين في ذلك بتأييد إيراني واضح، وهو ما جعل اليمن على مفترق طرق، مُنذراً بانحداره المريع إلى الفوضى، بما تحمله من تهديدات أمنية على المنطقة كاها.

لقد دخلت عدة قوى داخلية يمنية في صراع سياسي منذ ثورة 2011 التي أنهت حكم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وفق المبادرة الخليجية، وكان الحدث الأهم بكل انعكاساته قيام جماعة الحوثي بالسيطرة على صنعاء والمقرات السيادية فيها منذ 21 سبتمبر 2014 تحت قوة السلاح؛ فمنذ ذلك التاريخ تتابعت الأحداث في اليمن بشكل سريع، وكان أبرزها إجبار الرئيس الحالي هادي على الاستقالة بعد محاصرة القصر الرئاسي، وإصدار الحوثيون بشكل انفرادي ما سموه "الإعلان الدستوري" تضمن حل البرلمان، وتولي اللجنة الثورية برئاسة محمد الحوثي رئاسة البلاد.

وبعد أن وُضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية لأشهر من قِبل "الحوثيين"، خرج الرئيس اليمني منصور هادي في 21 فبراير الماضي إلى عدن، وأصدر منها بياناً بتوقيع "رئيس الجمهورية"، شدد خلاله على أن جميع القرارات التي اتخذت منذ 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها، واعتبر اليمنيون هذا الأمر بمثابة خطوة جيدة لكسر "الانقلاب الحوثي"، خاصةً في ضوء إغلاق عدة دول سفاراتها، ونقل بعضها، وفي مقدمتها سفارات دول الخليج، إلى عدن، بما يعكس رسائل مُوجهة للحوثيين من قِبل دول الجوار، وكذلك القوى الكبرى، بأن عدم التراجع عن "الانقلاب" سيجعل اليمن في عزلة دولية.

هكذا، أصبح النموذج الليبي يلوح في الأفق، بتشكيل حكومتين لليمن؛ الأولي في عدن ستًمنح اعترافاً دولياً وإقليمياً، وحكومة أخرى في صنعاء تسيطر عليها جماعة الحوثي وحلفائها؛ كما ثمة مخاوف كبرى من أن يؤدي هذا الوضع الخطير إلى تعميق مخاطر الإرهاب، وذلك بزيادة أماكن التوتر والصراع من ناحية، وجذب الجهاديين من ناحية أخرى.

ويلاحظ في هذا السياق أن صعود الحركات المتطرفة في أنحاء اليمن مرده الانهيار طويل المدى للدولة اليمنية، حيث أدى فشل الحكومات المتعاقبة في تقديم معظم الخدمات الأساسية للمواطنين إلى إتاحة الفرصة لظهور حركة الحوثيين كرقم أساسي في المعادلة السياسية اليمنية منذ سنوات، وباعتبارها حليفاً لإيران في الحرب التي تخوضها بالوكالة مع قوى إقليمية أخرى، وهو ما كان أحد أسباب صعود تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المارقة على الدولة.

وقد سعت إيران طيلة السنوات الماضية إلى استغلال حالة عدم الاستقرار السياسي في اليمن من أجل توسيع نفوذها في المنطقة، خاصةً بعد أن أصبح لها نفوذ واضح في بغداد ودمشق. وفي هذا الإطار قدمت طهران الدعم المالي والسياسي والعسكري للحوثيين.

في هذا الإطار، يقدم هذا الملف أبرز تطورات الأزمة اليمنية والرؤى المطروحة حولها عبر بعض التحليلات والدراسات والتقارير، وكذلك العروض الصادرة عن المعاهد والمراكز البحثية الغربية، حيث يتضمن الحديث عن تطور المعضلة اليمنية إلى أن وصلت لمرحلة التصعيد الراهن، ويتطرق إلى وضع الحوثيين والدور الذي تلعبه إيران في اليمن، ويقدم بعض الرؤى الأمريكية لما ينبغي على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يقدمانه من سياسات لحل المعضلة اليمينة وتجنب شبح الحرب الأهلية في هذا الاستراتيجي المهم.