أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

تداعيات سياسية:

أسباب انتشار "كورونا" بين المسؤولين والقادة في دول العالم

08 أبريل، 2020


نُقل رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" إلى قسم العناية الفائقة في مستشفى سان توماس بعد أن "ساءت" أعراض إصابته بفيروس كورونا المستجد في 6 أبريل 2020، لينضم بذلك إلى قائمة طويلة من كبار المسؤولين الذين أُصيبوا بالمرض، وهو ما يثير التساؤل حول أسباب الانتشار السريع للفيروس بين كبار المسؤولين في بعض هذه الدول، وتداعياته، وكذلك الإجراءات التي بدأت بعض الدول في اتباعها للحد من التداعيات المترتبة على انتشاره.

إصابة قيادات عليا وكبار المسؤولين:

شهدت العديد من الدول حول العالم انتشارًا لوباء كورونا المستجد بين كبار مسؤوليها، فقد أُصيبت "صوفي ترودو"، زوجة رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو"، وذلك عقب عودتها من زيارة إلى لندن، الأمر الذي ترتب عليه وضعها هي وزوجها في الحجر الصحي، كما أُصيبت وزيرة الدولة لشؤون الصحة البريطانية "نادين دوريس".

وفي فرنسا، أصيب خمسة نواب واثنان من موظفي الجمعية الوطنية الفرنسية بالوباء، وكذلك زعيم الحزب الديمقراطي المشارك في الحكومة "نيكولا زينغاريتي". كما أُصيب وزير الاتصالات البرازيلي "فابيو واجنجارتن" بالفيروس، وكذلك وزير الشؤون الداخلية الأسترالي "بيتر كريج داتون"، وزوجة رئيس الوزراء الإسباني "بيغونا غوميز". 

وفي الولايات المتحدة الأمريكية تثار مخاوف من انتشار فيروس كورونا في الكونجرس الأمريكي، نظرًا لأن أكثر من نصف أعضاء مجلس الشيوخ تجاوزوا الستين من أعمارهم، بينما تخطى نحو الربع منهم السبعين، وهي الفئة العمرية الأكثر تأثرًا بالفيروس، بينما يبلغ معدل متوسط الأعمار بين الأعضاء في مجلس النواب حوالي 57 عامًا.

أما في إيران، فقد كانت تداعيات المرض على كبار المسؤولين أشد وطأة، ففي حين لم يتم تسجيل وفيات بين كبار المسؤولين في الدول الغربية، حتى الآن، فإن طهران شهدت وفاة بعض مسؤوليها جراء المرض. فقد أصيب بالمرض عدد من كبار المسؤولين ورجال الدين وأعضاء الحرس الثوري في إيران، ومن أبرز المصابين: "علي أكبر ولايتي" كبير مستشاري المرشد الإيراني "علي خامنئي" ووزير الخارجية سابقًا، و"محمد جواد إيرواني" مسؤول الرقابة والتدقيق الحسابي في مكتب المرشد الأعلى "علي خامنئي"، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام. بالإضافة إلى نائب الرئيس الإيراني "إسحاق جهانغيري"، ووزير الصناعة "رضا رحماني"، والسياحة "علي أصغر منسان"، ومساعدة الرئيس لشؤون المرأة "معصومة ابتكار"، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 20 نائبًا في البرلمان الإيراني.

وإلى جانب المصابين، توفي عدد من المسؤولين أبرزهم: "محمود بلارك" مسؤول الإمداد والدعم اللوجيستي بمقر القدس التابع للقوة البرية بميليشيا الحرس الثوري الإيراني، بمحافظات جنوب شرق إيران، فضلًا عن كونه عضوًا في قيادة فيلق القدس (الذراع الخارجية لميليشيا الحرس الثوري الإيراني). وكذلك مستشار المرشد الإيراني "محمد مير محمدي"، في 2 مارس عن عمر يناهز 71 عامًا.

صعوبات حماية كبار المسؤولين:

أُصيب عدد كبير من المسؤولين بمرض كورونا، بل إن بعض التحليلات تشير إلى أن معدلات إصابتهم تفوق معدلات إصابة السكان، وفقًا للخبراء (1) ، ويمكن إرجاع أسباب انتشار الفيروس بين مستوى القيادات والمسؤولين إلى ثلاثة أسباب تتمثل في التالي: 

1- سهولة انتشار الفيروس: تكشف الدراسات المتتالية انتشار فيروس كورونا الجديد بصورة سريعة، غير أن المراكز الطبية أكدت -بناء على دراسات أجرتها- أن فيروس كورونا المستجد ينتشر قبل أن تظهر الأعراض على المصابين به، الأمر الذي يجعل من السهل تفشي المرض بين عدد كبير من الأفراد. كما كشفت دراسات أخرى أن الفيروس يستطيع العيش على الأسطح البلاستيكية والفولاذ المقاوم للصدأ، لمدة تصل إلى 3 أيام، بل والعيش في الهواء لمدة تصل إلى ثلاث ساعات، وهي كلها عوامل تجعل من السهولة بمكان انتشار الوباء بين عدد كبير من الناس، خصوصًا في الأماكن العامة والمكتظة(2) . 

ويجعل هذا الأمر المناطق العامة المفتوحة للجماهير، مثل البرلمانات كالكونجرس الأمريكي، أو مقر الاتحاد الأوروبي، مكانًا محتملًا لانتشار المرض لأعضاء البرلمانات، ومن ثم انتشاره إلى أعضاء الحكومات عند تفاعل النواب مع مسؤولي الحكومات.

وفي ضوء سهولة انتشار الفيروس، تتوقع الدكتورة "بريان مونهان"، وهي أدميرال بحري سابق في الجيش الأمريكي، وطبيب مقيم لأعضاء الكونجرس وقضاة المحكمة العليا، أن عدد الأشخاص الذين قد يصابون بفيروس كورونا المستجد حوالي 70 إلى 150 مليون مواطن أمريكي، وذلك في اجتماع مغلق في مجلس الشيوخ الأمريكي. كما رأى "مارك ليبسيتش"، أستاذ علم الأوبئة في جامعة هارفارد، في وقت سابق من هذا الشهر، أنه يعتقد أن حوالي 40٪ إلى 70٪ من سكان العالم يمكن أن يصابوا بالفيروس، وأن 1٪ منهم سيموتون (3) .

2- اختلاط السياسيين بناخبيهم: يكون السياسيون على اتصال بالعديد من الأشخاص، خاصة في أوقات الانتخابات، إذ إنه خلال الحملات الانتخابية يقوم المرشحون بالحضور وسط تجمعات كبيرة، وهو ما يعزز فرص انتشار المرض بين جمهور الناخبين وكذلك مرشحيهم من السياسيين، بالإضافة إلى إمكانية نقل العدوى إلى كبار المسؤولين في الدولة، خاصة إذا ما كان هؤلاء المرشحون ينتمون لنفس تيارهم السياسي، وهو ما يجعل انتشار المرض بينهم أمرًا مرجحًا للغاية. ومن جهة ثانية، فإن أعمار السياسيين دائمًا ما تكون كبيرة، وبالتالي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس مقارنة بالشباب.

ويُلاحظ أن الانتخابات البرلمانية الإيرانية كانت أحد العوامل التي ساعدت على تفشي وباء كورونا داخل إيران، فقد حرصت الحكومة الإيرانية على التعتيم على انتشار المرض، من أجل رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، وهو ما ساهم في تفشي الفيروس نتيجة المخالطة بين المرشحين وناخبيهم، ولذلك ارتفعت الإصابة بالمرض بين نواب البرلمان الجديد، إذ بلغ عدد المصابين حوالي 23 عضوًا في البرلمان الإيراني، بل وكان رئيس البرلمان "علي لاريجاني" من ضمن المصابين (4) .

3- التواصل بين المسؤولين وبعضهم بعضًا: كان مساعد للرئيس البرازيلي مصابًا بفيروس كورونا، أثناء زيارة الأخير إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وهو ما يفتح الباب أمام انتقال الفيروس إلى أعضاء الإدارة الأمريكية. وقد أُصيب في أعقاب هذا اللقاء عمدة ميامي "فرانسيز سواريز". ويُلاحَظ أن كل الدول لا تلتزم بنفس إجراءات الوقاية من الفيروس، وهو ما يجعل بعضهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض من غيرهم، ومن ثم نقلها إلى نظرائهم من الدول الأخرى. 

وأعلن وزير الشؤون الداخلية الأسترالي "بيتر دوتون" أنه أصيب بالفيروس، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من لقائه مع النائب العام "وليام بار"، و"إيفانكا ترامب" ابنة الرئيس الأمريكي، وكبار المسؤولين الأمنيين من دول ما يسمى تحالف "العيون الخمسة"، الذي يضم: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، ونيوزيلندا، وهو ما يجعل انتقال العدوى إليهم أمرًا واردًا.

4- الاختلاط بين السياسيين وباقي فئات المجتمع: يكون الأفراد الذين يتمكنون من الحفاظ على "التباعد الاجتماعي" هم الأشخاص الأكثر قدرة على حماية أنفسهم من المرض، ولا يمثل السياسيون استثناءً من هذه القاعدة؛ إذ إن السياسيين الذي يُواصلون أداء مهامهم بصورة طبيعية، ويلتقون بأفراد عديدين، سواء من أعضاء حكومتهم، أو نواب البرلمان، أو الخبراء، أو غيرهم من الأفراد؛ هم الأكثر عرضة للإصابة (5) .

فقد أصيب رئيس الوزراء البريطاني بالمرض، وقبل إصابته تعرض للإصابة "نيل فيرجسون"، أستاذ البيولوجيا الرياضية في إمبريال كوليدج في لندن، والذي كان يقدم رأيًا استشاريًّا للحكومة البريطانية ورئيس الوزراء البريطاني حول كيفية التعامل مع المرض، كما أنه أكد عند إصابته أن العديد من زملائه الذين يقدمون استشارات للحكومة قد ظهرت عليهم أعراض المرض. ويلاحظ أن هؤلاء المستشارين يعملون في جامعات ويلتقون بالطلبة ويخالطون أفراد المجتمع، وهو ما يسهل من عملية العدوى (6) .

فرص حدوث فراغ دستوري:

يتمثل أحد التداعيات المترتبة على انتشار المرض بين كبار المسؤولين بالدولة في التهديد بحدوث أزمة حكم، خاصة إذا ما أصيب كبار المسؤولين، مثل رؤساء السلطة التنفيذية، ولم يكن هناك خط واضح حول من سيخلفهم، أو أن خليفتهم المحتمل أصيب هو الآخر، خاصة وأن كبار المسؤولين وقيادات الدول غالبًا ما تقع في الفئة العمرية الأكثر عرضة للخطر.

ويلاحَظ أنه في بعض الحالات يتسبب غياب القادة في أزمات دستورية، خاصة إذا ما كان من غير الواضح من الذي سيحل محل رئيس السلطة التنفيذية في حالة غيابه، بسبب الوفاة، أو المرض الشديد. وينطبق هذا، على سبيل المثال، في حالة بريطانيا، إذ لا ينص الدستور البريطاني على دور رسمي لنائب رئيس الوزراء، أو رئيس وزراء بالوكالة (7) ، وإن لجأ "بوريس" إلى تعيين وزير الخارجية بديلًا له (8) . وحتى في حالة عجز "بوريس" عن تولي منصبه، فإن الأمر سوف يعود إلى حزب المحافظين للتوافق على شخص يخلفه، وفي حالة بروز انقسامات داخل الحزب، فإن هذا سوف يرتب أزمة سياسية قد تستمر لفترة محدودة.

وقد تدفع هذه الأزمة بريطانيا إلى محاولة سد هذا الفراغ الدستوري عبر النص صراحة على من يشغل منصب رئيس الوزراء في حالة عجزه عن القيام بمهام منصبه لفترة محدودة، وفي حالة عدم اتجاههم لتحديد ذلك صراحة فإنه يتوقع أن يسير اختيار رئيس الوزراء، في حالة مرضه لفترة زمنية محدودة، لمن سيتولى منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء من أعضاء حكومته عرفًا في التقاليد السياسية البريطانية.

وعلى الجانب الآخر، فإن بعض الدول الأخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لها خط واضح فيمن سيخلف الرئيس الأمريكي في حالة وفاته. على سبيل المثال، نائبه سوف يتولى المنصب، وفي حالة وفاته فإن رئيس مجلس النواب الأمريكي هو من سيتولى المنصب، وفقًا للدستور الأمريكي.

من ناحية أخرى، على الرغم من كبر سن القادة السياسيين، ومن ثم عرضتهم لتداعيات المرض بصورة أكبر؛ فإنهم -في المقابل- يتلقون رعاية صحية فائقة، ومن ثم يتم اكتشاف إصابتهم بالمرض سريعًا، ويتم تقديم العلاج اللازم لهم، الأمر الذي يرجح تعافيهم من المرض سريعًا، ولذلك لم تحدث وفيات بين كبار القادة السياسيين في الدول المختلفة حتى الآن.

ومن جهة أخرى، فإنه في حالة إصابة كبار المسؤولين المعنيين بصنع القرار في دولة معينة، فإن هناك تساؤلًا يُثار حول تأثير ذلك على السياسة الخارجية والداخلية لهذه الدول، وما إذا كانت إصابة بعض المسؤولين البارزين، أو تغييبهم، قد تؤثر على إدارتهم للسياسة الخارجية من عدمه، كما في حالة إيران، غير أنه لا يتوقع أن يتسبب هذا الأمر في إحداث تغير بارز في السياسة الإيرانية، نظرًا لإحكام التيار المحافظ في إيران سيطرته على مفاصل الدولة، وإن كان من المتوقع أن أي تغيير يحدث في السياسة الإيرانية سيكون نتاجًا للتداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا على الدولة الإيرانية، خاصة مع استمرار العقوبات الأمريكية، وليس نتاجًا لحدوث تغير في قادة الدولة.

تدابير وإجراءات وقائية:

في ضوء انتشار الفيروس بين كبار المسؤولين، عمدت بعض الدول إلى تبني إجراءات لتأمين كبار مسؤوليها، ويمكن الإشارة إلى أبرز هذه الإجراءات في النقاط التالية:

1- عقد اجتماعات عن بعد: أقامت كل من الحكومة الكندية، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، اجتماعاتها عبر خدمة الفيديو كونفرنس، سواء لمنع انتقال العدوى من رئيس الوزراء الكندي إلى باقي الوزراء، أو خشيةً من إصابة أحد الوزراء في إسرائيل بفيروس كورونا ونقله إلى باقي الوزراء (9) .

وبالمثل، اتجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لعقد قمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" في 17 مارس، على خلفية المخاوف من فيروس كورونا المستجد. كما أكد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" أنه تحدث مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وقادة الدول السبع، واتفقوا على تنظيم قمة استثنائية للقادة عن طريق فيديو كونفرنس لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

2- تعديل المراسم والبروتوكولات للاحتفاظ بمسافة واسعةٍ بين كبار المسؤولين: قام الملك "محمد السادس"، ملك المغرب، بتعيين الأعضاء الأربعة الجدد للمحكمة الدستورية دون أن يسلموا عليه، مكتفين بإلقاء التحية عليه على بعد أمتار. ويأتي هذا الإجراء كتدبير وقائي اتخذه القصر لمنع تفشي وباء كورونا. وفي إيران، ونتيجة لتفشي الفيروس في البلاد، قامت الحكومة الإيرانية بعقد اجتماع وزاري جلس خلاله الوزراء على مسافة تقدر ببضعة أمتار لمنع تفشي فيروس كورونا فيما بينهم. 

وفي الاتجاه نفسه، نأى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بنفسه عن مصافحة شخصيات بارزة خلال اجتماعات مع رئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشيل" في بروكسل، ومع سفراء جدد في أنقرة، واكتفى بوضع يده على صدره.

3- وقف الاتصال الجماهيري فترةً من الزمن: قرر البرلمان الأوروبي تعليق جميع الفعاليات والأنشطة والزيارات الشخصية في كافة مباني ومرافق البرلمان، كإجراء وقائي ضد انتشار فيروس كورونا، وذلك في الوقت الذي لم يتم فيه تعليق الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي. ويهدف هذا الإجراء إلى منع انتشار المرض، خاصة وأن البرلمان هيئة مفتوحة بطبیعتھا تستقبل نحو 700 ألف زائر سنویًّا (10) .

4- تعليق الاجتماعات الحكومية والبرلمانية: أعلن البرلمان الكندي في 13 مارس تعليق اجتماعاته حتى 20 أبريل، وذلك لتجنب انتشار الفيروس بين أعضائه (11) ، خاصة بعد إصابة ثمانية نواب في البرلمان الإسباني بالمرض. وبالمثل، أعلن البرلمان الإيراني تعليق اجتماعاته إلى أجل غير مسمى في 28 فبراير 2020.

5- إخضاع أعضاء الحكومة للكشف الطبي: قامت إسبانيا بعد تأكد إصابة وزيرة المساواة "إيرين مونتيرو" بالفيروس بإخضاع جميع أعضاء حكومة رئيس الوزراء "بيدرو سانتشيث" لاختبارات الإصابة بكورونا. وتقوم الحكومة الفرنسية بالتحقق المنتظم من درجات الحرارة للمسؤولين، كما يتم إبلاغهم بضرورة استشارة الأطباء فور ظهور أي أعراض (12) . وبالمثل، خضع الرئيس الأمريكي للكشف الطبي بفيروس كورونا للتأكد من خلوه من المرض بعد لقائه وفدًا برازيليًّا كان أحد أعضائه مصابًا بالمرض.

وفرض البيت الأبيض إجراءات جديدة لحماية الرئيس الأمريكي وطاقمه من تفشي فيروس كورونا، بما في ذلك تسجيل درجات حرارة أي شخص يدخل المجمع، حيث يتم إخضاع أي شخص يقترب من الرئيس ونائبه "مايك بنس"، لمقياس حرارة مؤقت على جباههم، وأولئك الذين تبلغ درجات حرارتهم 37.6 درجة مئوية أو أقل يسمح لهم بالدخول إلى المجمع (13) .

6- استخدام الكاميرا الحرارية: قامت الرئاسة التركية بتوظيف الكاميرا الحرارية لاستخدامها في أي ظهور علني لأردوغان في المستقبل للحد من تعرضه للفيروس. إذ يصاحب الرئيس التركي مصور يحمل كاميرا حرارية تفحص الأشخاص الذين يلتقي بهم للتأكد من عدم إصابتهم بارتفاع درجة الحرارة، الذي قد يكون مرتبطًا بفيروس كورونا.

ختاماً يبدو أن أغلب الدول سوف تتجه إلى تبني بعض هذه التدابير أو كلها لمنع انتشار المرض بين كبار المسؤولين الحكوميين، خاصة وأن كبار المسؤولين يعملون في وزارات يعمل بها موظفون ينتمون إلى طبقات الشعب المختلفة، كما أن بعض الوزارات تكون منفتحة على التعامل مع مواطنين على أساس يومي، وهو ما يُعزز من فرص انتشار المرض لدى هؤلاء الموظفين، ومن ثم انتقاله إلى كبار المسؤولين الحكوميين.

المراجع: 

1-Mélissa Godin, Why Are So Many Politicians Testing Positive With COVID-19?, Time, March 11, 2020, accessible at: https://bit.ly/34hXITx 

 2- دراسة تكشف عن "عمر" فيروس كورونا في الهواء وعلى الأسطح، سي إن إن، 20 مارس 2020، موجود على الرابط التالي: https://cnn.it/2xSR6iC 

 3- Berkeley Lovelace Jr., Up to 150 million Americans are expected to contract the coronavirus, congressional doctor says, CNBC, March 11, 2020, accessible at: https://cnb.cx/34vRXSF 

 4- إصابة علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني بفيروس كورونا، سي إن إن، 2 أبريل 2020، موجود على الرابط التالي: https://cnn.it/2xb6Hdg 

 5- Sarah Boseley, Boris Johnson has coronavirus. Why do politicians seem prone to it?, The Guardian, March 27, 2020, accessible at: https://bit.ly/34g45XI 

 6- Nazia Parveen, Top UK Covid-19 expert self-isolates after developing symptoms, The Guardian, March 18, 2020, accessible at: https://bit.ly/2Rj58kj 

7- إدخال بوريس جونسون العناية المركزة يثير صدمة في بريطانيا، وكالة الأنباء الفرنسية، 7 أبريل 2020، موجود على الرابط التالي: https://bit.ly/2V7MyNf 

 8-With Boris Johnson in Intensive Care, UK Faces a Leadership Quandary, The New York Times, April 8, 2020, accessible at: https://nyti.ms/2Rnk0ht 

 9- خوفًا من كورونا.. حكومة الاحتلال تجتمع عبر "الفيديو كونفرنس"، البوابة، 15 مارس 2020، موجود على الرابط التالي: https://bit.ly/2Xhjkho 

 10- "كورونا" يغلق أبواب البرلمان الأوروبي أمام الزوّار ويعلّق فعالياته، يورو نيوز، 3 مارس 2020، موجود على الرابط التالي: https://bit.ly/2xYkV1f 

 11- البرلمان الكندي يعلّق جلساته بسبب فيروس كورونا، الاتحاد، 14 مارس 2020، موجود على الرابط التالي: https://bit.ly/2RllAR6 

 12- حكومة إسبانيا تخضع لاختبار كورونا بسبب وزيرة المساواة، ديوتش فيله، 12 مارس 2020، موجود على الرابط التالي: https://bit.ly/2xV62N4 

 13- إجراءات صارمة جديدة لحماية ترامب من فيروس كورونا، سكاي نيوز عربية، 16 مارس 2020، موجود على الرابط التالي: https://bit.ly/2JLmQJb