أخبار المركز
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)
  • شريف هريدي يكتب: (مخاطر الانفلات: خيارات إيران للرد على استهداف قنصليتها في دمشق)

احتفاء ترامب:

التوظيفات الإقليمية والدولية لمقتل "البغدادي"

29 أكتوبر، 2019


ثمة تساؤلات عديدة يطرحها الإعلان عن مقتل زعيم داعش "أبو بكر البغدادي" تبدأ بماهية الدلالات المرتبطة بالعملية، وتنتهي بمستقبل تنظيم "داعش". فالعملية التي نفذتها القوات الأمريكية الخاصة داخل الأراضي السورية تداخلت مع سياقات إقليمية ودولية متشابكة ربما تدفع العديد من الأطراف إلى توظيف عملية استهداف "البغدادي" لخدمة مصالح بعينها. ناهيك عما أنتجته هذه العملية من إشكاليات متعلقة باستشراف مستقبل "داعش"، وقدرته على الاستمرار، خاصة وأن مقتل "البغدادي" تزامن مع ضغوط أمنية يتعرض لها التنظيم في أكثر من منطقة. 

الإعلان الأمريكي:

خرج الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في خطاب تليفزيوني، يوم الأحد 27 أكتوبر 2019، ليؤكد نجاحَ عملية استهداف "أبو بكر البغدادي"، وقال: "الليلة الماضية اقتصّت الولايات المتحدة من زعيم الإرهاب الأول في العالم"، في إشارة إلى العملية التي نفذتها القوات الأمريكية الخاصة داخل الأراضي السورية ضد الموقع الذي كان يختبئ به "أبو بكر البغدادي". وأضاف "ترامب" أن "البغدادي وصل إلى نهاية النفق بينما كانت كلابنا تلاحقه. فجّر سترته فقتل نفسه وأطفاله الثلاثة. شوهت الانفجارات جثته، وانهار النفق فوقه". 

ووفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" فقد تم الحصول على المعلومات حول موقع تواجد واختباء "أبو بكر البغدادي" بعد اعتقال واستجواب إحدى زوجات "البغدادي" وحاملة رسائله في الصيف الماضي، وأضافت الصحيفة أنه استنادًا إلى هذه المعلومات عملت وكالة الاستخبارات المركزية مع مسئولي المخابرات العراقية والكردية في العراق وسوريا لتحديد مكان "البغدادي" بصورة أكثر دقة، ونشر الجواسيس لمراقبة تحركاته الدورية، مما سمح للقوات الخاصة الأمريكية بتنفيذ عمليتها ضد "البغدادي".

وتذكر الصحيفة أيضًا أن أولى الخطط لتنفيذ العملية بدأت في الصيف الماضي، عندما شرعت وحدة كوماندوز تابعة لقوة دلتا الخاصة في وضع خطط للتدريب على القيام بمهمة سرية لقتل زعيم "داعش" أو القبض عليه، وقد واجهت عقبات جمة، كان أبرزها عمق الموقع داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وسيطرة سوريا وروسيا على أجواء هذه المنطقة، وقد ألغى الجيش المهمة في اللحظة الأخيرة مرتين على الأقل.

وتُشير العديد من التقارير إلى أن عملية استهداف "البغدادي" تمت على مرحلتين، حيث بدأت في حدود الساعة الثانية عشرة بمنتصف الليل حينما استهدفت 8 مروحيات أمريكية وطائرتين مسيرتين نقطة قريبة من قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية على مدى 90 دقيقة تقريبًا، وقوبلت المروحيات بقصف مسلح من الأرض عبر أسلحة ثقيلة، وعقب القصف الجوي، غادرت المروحيات المنطقة، وبعد نحو نصف ساعة عادت وبدأت بالقصف مجددًا. وفي هذه الأثناء، أجرت المروحيات إنزالًا لعناصر يُعتقد أنهم من القوات الخاصة، وبعد ذلك كانت هناك مرحلة ثانية من الاشتباكات دامت ساعتين ونصف تقريبًا. 

دلالات رئيسية:

تُشير المعلومات المتاحة عن عملية استهداف "البغدادي" والسياقات المصاحبة لها إلى عددٍ من الدلالات الرئيسية المتمثلة فيما يلي:

1- الاحتفاء والوصم: فقد احتفى الرئيس الأمريكي بعملية استهداف "البغدادي"، وحتى قبل أن يخرج في الخطاب التليفزيوني كتب تغريدة على تويتر يقول فيها: "حدث للتو أمر هائل"، وطرح "ترامب" خلال الخطاب التليفزيوني تفاصيل عملية استهداف "البغدادي" باعتبارها جزءًا من سياسة الترويج لإنجاز الإدارة الأمريكية. وبموازاة هذا الطابع الاحتفائي لخطاب الإدارة الأمريكية، انطوى خطاب "ترامب" على وصم للبغدادي وتوصيفه بصفات سلبية، وهو ما يعكس سعي "ترامب" لتقويض صورة "البغدادي" لدى أتباعه.

وفي هذا السياق، قال ترامب: "السفاح الذي حاول كثيرًا ترويع الآخرين قضى لحظاته الأخيرة في قلق وخوف وذعر مطبق خشية أن تنقض عليه القوات الأمريكية". وكرر "ترامب" كلمة الجبن ومترادفاتها لتوصيف اللحظات الأخيرة في حياة "البغدادي"، وذكر أنه "قُتل وهو يبكي ويصرخ مثل الكلب الجبان".

2- موقع العملية: إذ تم استهداف "البغدادي" في مكان اختباء داخل قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية، وهو أمر يثير عددًا من التساؤلات حول كيفية وصول "البغدادي" إلى هذه المنطقة، لا سيما أنها تشهد تواجدًا لعدد من الفصائل غير المتوافقة مع تنظيم "داعش"، ومعادية له، وذلك على غرار هيئة تحرير الشام.

ثمة تفسيرات عديدة لتواجد "البغدادي" في المنطقة، ومنها افتراض "البغدادي" أن التواجد في تلك المنطقة سيكون مستبعدًا من قبل القوى المناوئة له، خصوصًا أن العديدين اعتقدوا خلال الشهور الماضية أن "البغدادي" كان يختبئ مع عدد صغير من الكوادر سواء في محافظة الأنبار غرب العراق أو في صحراء البادية الشاسعة في حمص بوسط سوريا. وربما لجأ "البغدادي" أيضًا إلى هذه المنطقة المستبعدة لأنها منطقة غير واضحة النفوذ، ومن ثم يمكن التحرك فيها بقدر من السهولة لغياب السيطرة الكاملة والمطلقة لأي طرف من الأطراف. علاوة على الاعتقاد بأن المنطقة بعيدة عن مناطق سورية انتشرت فيها قوات أمريكية دعمًا للقوات الكردية، في سياق الحرب على تنظيم "داعش".

3- الشراكة الاستخباراتية والعسكرية: تشير المعلومات والتقارير المتاحة عن شراكة عملياتية في استهداف "البغدادي"، وعبّر عن هذه الشراكة الرئيس الأمريكي "ترامب" حينما أشاد بتعاون تركيا وروسيا والأكراد وسوريا والعراق في تنفيذ العملية، وأشار "ترامب" إلى أن روسيا سمحت للمقاتلات الأمريكية بالتحليق في مناطق سيطرتها، كما ذكر أن سوريا سمحت له بالتحليق فوق أراضيها. وأكد أيضًا أن المقاتلين الأكراد زودوا قواته بمعلومات "حيوية"، في حين سمحت تركيا لواشنطن بالتحليق فوق أراضيها.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن دورها في العملية، حيث ذكرت في بيان "قمنا، اعتمادًا على مبادئ التعاون وتجنب التدخلات المتبادلة مع العناصر الأمريكيين، بتوجيه تحذيرات لقواتنا، واتخذنا إجراءات في الوقت اللازم لضمان أمن العمليات والكوادر". وأعلن العراق أيضًا عن دوره في عملية استهداف "البغدادي"، حيث نشر الجيش العراقي بيانًا مفاده "بعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص وعلى مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي، وفقًا لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر الذي يختبئ فيه رأس داعش الإرهابي المجرم أبو بكر البغدادي ومن معه في محافظة إدلب السورية". 

4- التشكيك الروسي: بالرغم من إشادة الرئيس الأمريكي بالدور الروسي في العملية والتيسيرات التي قدمتها موسكو للقوات الأمريكية؛ إلا أن روسيا شككت في العملية، إذ قال وزير الدفاع الروسي "إيغور كوناشينكوف"، في بيان أصدره بعد وقت وجيز من كلمة الرئيس الأمريكي، إن الجيش الروسي لم يمتلك "معلومات موثوقة" حول قيام القوات الخاصة الأمريكية في إدلب بذلك. وأضاف "كوناشينكو" أن "الأعداد المتزايدة للدول والجهات التي يُزعم مشاركتها في هذه العملية بشكل مباشر، وكل منها يعطي تفاصيل متناقضة؛ يُثير أسئلة وشكوكًا مشروعة حول حدوثها حقًّا ومستوى نجاحها على وجه الخصوص".

وحاول وزير الدفاع الروسي تقويض الخطاب الأمريكي في هذا الصدد من خلال تأكيده أن القوات الروسية لم تسجل غارات جوية أمريكية أو من قبل ما يُسمى بالتحالف الدولي في منطقة خفض التصعيد بإدلب، يوم السبت 26 أكتوبر 2019 أو خلال الأيام السابقة لذلك. ومن جهة ثانية، أن روسيا لم تقدم المساعدة التي ذكرها الرئيس الأمريكي لسلاح الجو الأمريكي كي يدخل أجواء منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال هذه العملية.

ولا يمكن إغفال أن هذا السعي الروسي لتقويض السردية الأمريكية قد يكون مرتبطًا بمحاولة موسكو التقليل من شأن العملية وتجنب احتسابها كإنجاز غربي في خضم الصراع القائم بينها وبين القوى الغربية. وربما يعكس هذا الموقف الروسي امتعاض موسكو من مسارعة تنفيذ واشنطن لعملية استهداف "البغدادي"، وخاصة مع التقارير التي تحدثت عن حصول المخابرات السورية على معلومات حول مكان تواجد "البغدادي"، وإمكانية تنفيذ القوات الروسية والسورية عمليةَ استهداف "البغدادي" في ضوء بدء عملية عسكرية مشتركة في منطقة ريف ادلب الجنوبي.

5- دعم "ترامب": من المرجّح أن يكون توقيت عملية استهداف "البغدادي" مرتهنًا بسعي "ترامب" لتحقيق إنجاز سياسي يساعده في تخفيف الضغوط الداخلية المفروضة عليه، والمساعي التي يبذلها الحزب الديمقراطي لعزله من منصبه، ناهيك عن الانتقادات التي تعرض لها "ترامب" عقب قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وهو القرار الذي اعتبره العديدون تمهيدًا لإحياء "داعش" مجددًا والتهديدات التي يمثلها. ومن ثمّ، قد يعوّل "ترامب" على مقتل "البغدادي" ليدعم قراره بالانسحاب من سوريا.

لقد كانت التوترات السياسية الداخلية بين "ترامب" والحزب الديمقراطي حاضرة في خلفية عملية استهداف "البغدادي"، حيث ذكر الرئيس الأمريكي أنه تعمد حجب المعلومات عن عملية استهداف "البغدادي" عن بعض أعضاء الكونجرس، بما في ذلك كبار الديمقراطيين في اللجان المشاركة في التحقيق في قضية عزله، خوفًا من تسريب المعلومات. 

وفي المقابل، انتقدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" ترامب لأنه أبلغ روسيا بالعملية، وفقًا لتصريحات الرئيس الأمريكي، قبل إبلاغ الكونغرس بالأمر. ولم تكتفِ "بيلوسي" بذلك، بل اتهمت "ترامب" ضمنيًا بعدم الكفاءة حينما قالت: "تستحق قواتنا المسلحة والحلفاء قيادة قوية وحكيمة واستراتيجية من جانب واشنطن".

6- التوظيف التركي المحتمل: ربما توظف أنقرة عملية استهداف "البغدادي" لخدمة مصالحها، ومواجهة الانتقادات التي تعرضت لها على خلفية تدخلها العسكري في سوريا من خلال عملية نبع السلام. فقد سارعت وزارة الدفاع التركية، بعد الإعلان عن مقتل "البغدادي"، لتؤكد أنه جرى تبادل معلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية التركية والأمريكية، قبل العملية التي نفذها الجانب الأمريكي. 

وصرح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أيضًا بأن مقتل البغدادي "يمثل نقطة تحول في حربنا المشتركة ضد الإرهاب". وهذا الأمر ربما يدلل على احتمالات استخدام تركيا في الأيام القادمة للعملية لتحسين صورتها السلبية، والترويج لفكرة أن عملية "نبع السلام" تخدم حملة مكافحة "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى. 

وقد أثار هذا التوظيف التركي المحتمل للعملية هواجس قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية والقيادة الكردية، التي سارعت هي الأخرى لتؤكد أن عملية نبع السلام التركية أخرت عملية قتل "البغدادي". ولم تكتفِ قوات سوريا الديمقراطية بذلك، ولكنها أشارت خلال مؤتمر صحفي عقدته في محافظة الحسكة، إلى أن عملية استهداف "البغدادي" تمت بمشاركة "مؤثرة" من جانب مخابراتها، وكانت العملية نتاج خمسة شهور من العمل المشترك والتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية، لكنها أُجلت بسبب "العدوان التركي".

مستقبل "داعش":

صحيح أن مقتل زعيم تنظيم "داعش" ستكون له تأثيرات عميقة في بنية التنظيم؛ إلا أن هذا لا يعني انتهاء التنظيم والتهديدات الأمنية التي يمثلها، على أقل تقدير على المدى القريب، ويستند هذا الافتراض إلى عدد من الاعتبارات؛ أولها حضور فكرة الخلافة المزعومة التي طرحها تنظيم "داعش"، والتي وجدت جاذبية لدى العديدين خلال السنوات الماضية، ليتحول التنظيم إلى ماركة brand لها جاذبيتها بالنسبة للعديدين، وهو ما سيدفع عناصر التنظيم إلى الحفاظ عليه بأقصى درجة ممكنة، حتى ولو عبر اللجوء إلى الكمون المؤقت، وانتظار اللحظات المناسبة لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق متفرقة تؤكد استمرار فكرة التنظيم.

ومن ناحية ثانية، تساعد سياسة اللا مركزية التنظيمية التي تبناها "داعش" في السنوات الأخيرة في تعزيز احتمالية استمرار تهديده، إذ استدعت الضغوط العسكرية على "داعش" التوجه المتزايد نحو اللا مركزية في العمليات القتالية، وتشكيل خلايا نائمة في كل من سوريا والعراق في إطار استراتيجية حرب العصابات. فضلًا عن التعويل على الحراك الجغرافي والانتقال بعيدًا عن مناطق الصراعات التقليدية، على غرار الشرق الأوسط، والبحث عن مواطئ قدم جديدة تمنح للتنظيم حيزًا أكبر للحركة، وفي مقدمتها إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا كمناطق تحظى بالزخم الإرهابي.

ويتصل الاعتبار الثالث بالقرار الذي اتخذه "البغدادي" في شهر أغسطس الماضي، بتعيين "عبدالله قرداش" نائبًا له وزعيمًا للتنظيم بعده. فمثل هذا القرار قد يلعب دورًا ما في الحفاظ على قدر من التماسك لتنظيم "داعش"، ولكن يظل هذا الأمر مرهونًا بقدرة "قرداش" على الحصول على ثقة عناصر التنظيم والولايات التابعة، ومن ثم مبايعته كقائد جديد لداعش. 

ومن جهة رابعة وأخيرة، يحتمل أن يقابل عناصر "داعش" خبر مقتل "البغدادي"، والإهانات اللفظية التي وجهها الرئيس الأمريكي له، بتنفيذ عمليات إرهابية مؤثرة للثأر لمقتل زعيم التنظيم. وفي هذا الإطار، ثمة إمكانية لأن تتزايد التعقيدات التي يمثلها التنظيم إذا تنامى تأثير التيار الأكثر تطرفًا وراديكالية داخل التنظيم، ولا سيما ذلك المحسوب على ما يعرف بتيار "الحازمية"، وخصوصًا أن الفترة التي سبقت مقتل "البغدادي" كشفت عن خلافات داخل التنظيم، وسعى تيار "الحازمية" إلى السيطرة على التنظيم وقراراته، وهكذا قد يلجأ تيار "الحازمية" إلى استغلال فرصة مقتل "البغدادي" لفرض رؤيته وهيمنته على التنظيم، وفي حال حدوث ذلك سنكون أمام نسخة أكثر تطرفًا من "داعش".

وختامًا، يظل مستقبل "داعش"، على المدى المتوسط والبعيد، مفتوحًا أمام سيناريوهات عديدة تتأرجح من جهة بين استمرار التنظيم وتكوين هيكل قيادي جديد قادر على تدعيم التنظيم ورؤيته المتطرفة والحصول على مبايعة وولاء التنظيمات والولايات الفرعية. ومن جهة أخرى، قد يتعرض التنظيم لأزمة حقيقية تقوض من تماسكه وبنيته الداخلية ليتحول إلى مجرد تنظيمات صغيرة منفصلة تعمل في سياقات محلية وتتنازع حول إرث "داعش" وشرعية تمثيله.