العدد الثاني والعشرون، تعد الطاقة النووية واحدة من أبرز القضايا التي شغلت وما زالت تشغل فكر العلماء والسياسيين والجمهور على حد سواء، وذلك لما تحمله من إمكانيات هائلة لتوليد الطاقة الكهربائية، فضاً عن التحديات الجسيمة التي تطرحها عى صعيد السامة البيئية والانتشار النووي. وتتسم الطاقة النووية بطابعها المزدوج، فهي من جهة مصدر قوي وفعال للطاقة، قادرة عى تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في العالم. ومن جهة أخرى، تحمل في طياتها مخاطر جسيمة في حال حدوث أي خلل أو سوء استخدام،كما أن النفايات النووية تشكل تحدياً كبيراً على المدى الطويل.وتتركز إشكالية هذه الدراسة في محاولة فك شفرة هذا التناقض الظاهري، والتوصل إلى إجابة شافية حول جدوى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتقديم قراءة تحليلية عميقة لواقع الطاقة النووية، من خلال تتبع تاريخ الطاقة النووية، بدءاً من اكتشافها وحتى يومنا هذا، مع التركيز عى مراحل الصعود والهبوط التي مرت بها، وتحليل الفوائد والآثار السلبية للطاقة النووية، مقارنة بن الفوائد الاقتصادية والبيئية للطاقة النووية، ويبن المخاطر التي تهدد صحة الإنسان والبيئة، ودراسة دوافع عودة الدول إلى التوسع في استخدام الطاقة النووية، على الرغم من المخاوف المتعلقة بالانتشار النووي والتغرات المناخية، فضلا عن تقييم الجدل الدائر حول الطاقة النووية، من خلال تحليل آراء الخراء والمنظمات الدولية،والرأي العام العالمي.كما تسعى هذه الدراسة إلى تقديم فهم أعمق للقضية النووية، والمساعدة عى اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مستقبل الطاقة النووية. والمساهمة في رفع الوعي العام بالمخاطر والفوائد المرتبطة بالطاقة النووية،وتشجيع الحوار البناء بن مختلف الأطراف المعنية.