أخبار المركز
  • د. أمل عبدالله الهدابي تكتب: (اليوم الوطني الـ53 للإمارات.. الانطلاق للمستقبل بقوة الاتحاد)
  • معالي نبيل فهمي يكتب: (التحرك العربي ضد الفوضى في المنطقة.. ما العمل؟)
  • هالة الحفناوي تكتب: (ما مستقبل البشر في عالم ما بعد الإنسانية؟)
  • مركز المستقبل يصدر ثلاث دراسات حول مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي
  • حلقة نقاشية لمركز المستقبل عن (اقتصاد العملات الإلكترونية)

الصقور المخلصون والنصر المؤزر

17 فبراير، 2020


احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأسبوع الماضي، بجنودها المخلصين من كافة قطاعات القوات المسلحة الإماراتية، بعد أدائهم الواجب تجاه الدولة اليمنية وشعبها الشقيق، وبعد أداء واجبات التحالف المظفر مع المملكة العربية السعودية، وصولاً لتحرير أكثر من خمسة وسبعين في المئة من أراضي اليمن من قبضة ميليشيات «الحوثي».

كانت حرب اليمن قبل خمس سنواتٍ حرب ضرورةٍ وليست حرب اختيارٍ، كانت حرباً ضد العدو الإقليمي المتغلغل في الدول العربية تحت غطاءات مختلفةٍ، منها الطائفي والأصولي والمدعوم من الداعمين الماديين من دولٍ وجماعاتٍ وتنظيماتٍ، لقد كانت حرب الاعتدال ضد التطرف، وحرب الاستقرار ضد الفوضى.

كانت دولة الإمارات نعم الحليف ونعم الداعم لتلك الحرب وتلك المواجهة، التي فرضت على دول الخليج العربي من قبل الخصوم، والتي أُنشأ على أساسها «التحالف العربي» لدعم الشرعية في اليمن ضد عملاء الأعداء الإقليميين، الذين يريدون بناء نموذجٍ لمغامراتهم الفاشلة وطموحاتهم التوسعية في جنوب الجزيرة العربية، لمحاصرة السعودية ودول الخليج من الجنوب، بعدما استحوذوا على دول الشمال العربي في العراق وسوريا ولبنان وغزة.

عند أي مقارنةٍ بين حجم التضحيات وحجم المكاسب في حرب اليمن، فإن الأرقام والحقائق والوثائق تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن رهان المواجهة كان حتمياً، وأن الخسائر كانت لتصبح بلا حسابٍ فيما لو لم تتم المواجهة، ولم يتم التدخل بالقوات المسلحة الخشنة.

الكلمات لا تفي والمعاني لا تغني، واللغة تصبح فقيرة في التعبير أمام حجم التضحيات والبطولات، التي قدمها الجنود البواسل في ساحات الوغى، خدمةً لله وولاءً للقيادة والوطن، فالدماء التي سالت، والأرواح التي استشهدت، والجراح المتخثرة، والمصابون إصابةً دائمةً أو زائلةً، كلها ستبقى شاهداً للتاريخ، ورمزاً للأجيال عن كيف تُفتدى الأوطان، وكيف يُصنع المجد والفخار.

بقوة هؤلاء الأبطال وبسلاحهم وكفاحهم، تحررت المدن في العديد من مناطق اليمن، وتم فرض الأمن والأمان وبسط السيادة اليمنية على أرضها، وتبارت الجهات الإماراتية المساندة في إعادة تدشين البنية التحتية في كافة المجالات، مع تقديم الخدمات الأساسية الكبرى، وتدفقت الأموال بالمليارات لإعادة بناء الإنسان اليمني، واستعادة كرامته المنهوبة مع التدريب العسكري والأمني المتقدم، حتى يكون قادراً بنفسه على الحفاظ على المكتسبات، ودحر الأعداء وتثبيت الاستقرار.

مثل هذه المواقف الشجاعة لا تحدث دائماً في العالم، ولا يقوم بها إلا الأبطال الاستثنائيون، الذين يقدمون الغالي والنفيس خدمةً للأوطان، وحماية للمصالح، ونجدةً للجار، وصداً للخصوم والأعداء، والحصيف من يستبق الأزمات، ويسابق الخطوب بالرأي الصائب والقرار الشجاع قبل أن تصل النيران لمواطئ الأقدام، وهو تحديداً ما جرى على تراب اليمن من قبل القوات الإماراتية مع أشقائها من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

في التاريخ القديم أرسل الفرس أفيالهم لحكم اليمن، ومكثوا هناك سنين طويلة لا يأبهون لحقوق العرب ولا لتاريخهم كأمةٍ من الأمم، ولكن هذا انكسر قديماً حين ضرب العرب قوات الفرس في معركة ذي قار التي لا تنسى، وضربة أخرى قاصمة في معركة القادسية وما تلاها من معارك، واليوم يعيد التاريخ نفسه، ويبني العرب مجداً جديداً وتاريخاً مشهوداً ينبض بالعزة والفخر، ويكتب سطور التاريخ المجيد بأقلامٍ من كرامةٍ وكفاحٍ وانتصاراتٍ لا تبلى ولا تتوقف.

سلّمت القوات الإماراتية الراية خفاقةً بالنصر للأشقاء اليمنيين الذين سيواصلون النجاح والظفر، ولكن المهمة ليست سهلةً، وعلى الأشقاء هناك أن يرصوا صفوفهم، ويعرفوا جيداً من هو معهم من اليمنيين ومن هو ضدهم، فتوحيد الصف مطلوبٌ، ولكن بعد تنظيفه من الدخلاء.

*نقلا عن صحيفة الاتحاد