أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

رؤى مُتناقضة:

ماذا كشفت المناظرة الأولى بين هاريس وترامب؟

13 سبتمبر، 2024


نظّمت شبكة "إيه بي سي" المناظرة الأولى بين المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، في 10 سبتمبر 2024، بمدينة فيلادلفيا، أكبر مدن ولاية بنسلفانيا ذات الطابع الانتخابي المتأرجح، وذلك قبل أقل من شهرين على إدلاء الأمريكيين بأصواتهم لاختيار رئيسهم يوم الانتخابات في 5 نوفمبر 2024.

ملامح المناظرة:

يمكن الإشارة إلى أبرز ملامح المناظرة بين هاريس وترامب على النحو التالي:

1. المقابلة الأولى: كانت هذه المرة الأولى التي تلتقي فيها هاريس بدونالد ترامب، الذي تزامن انتخابه للبيت الأبيض في عام 2016 مع انتخابها لمجلس الشيوخ. ومنذ ذلك الحين، كانا يدوران حول بعضهما بعضاً؛ إذ اكتسبت هاريس سمعة في مجلس الشيوخ لاستجواب مسؤولي إدارة ترامب. وبعد أربع سنوات، ساعدت على هزيمة ترامب كمرشحة لمنصب نائب الرئيس مع جو بايدن. وعلى الرغم من أن التقليد الانتخابي كان يسمح بمقابلة بعضهما بعضاً يوم حفل تنصيب الرئيس بايدن في يناير 2021، فإن ترامب كرئيس منتهية ولايته لم يحضر مراسم تنصيب الرئيس جو بايدن؛ ومن ثم، لم يقابل هاريس على الإطلاق.

2. مناظرة مُهمّة: في حين أن تلك المناظرة هي السابعة لدونالد ترامب منذ ترشحه لأول مرة في عام 2016، تخوض كامالا هاريس هذا الحدث لأول مرة؛ ومن ثم، تُشكل المناظرة أهمية كبيرة في المسيرة السياسية لهاريس، خاصة أنها دخلت السباق الانتخابي مُتأخرة، ولا يعرفها الكثيرون، مقارنة بترامب الذي حكم البلاد 4 سنوات.

والحقيقة أن هاريس بحاجة إلى استغلال المناظرة لإقناع شريحة كبيرة من الناخبين الأمريكيين وعلى وجه الخصوص الشباب الذين يرفضون موقف بايدن من الحرب في قطاع غزة؛ ومن ثم، فإن المناظرة بمثابة "فرصة" للإعلان عن إبعاد نفسها بشكل خفي عن سجل بايدن الرئاسي، ولاسيما في ضوء استياء بعض الناخبين في الولايات المتأرجحة من الوضع الاقتصادي ورغبتهم في التغيير، ولكن في الوقت نفسه، يتعين عليها إظهار الوفاء للرئيس الحالي.

وبالنسبة لترامب، تُعد هذه المناظرة بمثابة محاولة للتغلب على ما واجهته حملته الرئاسية من صيف صعب، ولاسيما بعد أن نجحت هاريس في تقليص الفجوة مع ترامب في استطلاعات الرأي على عكس تقدمه اللافت على الرئيس الحالي جو بايدن، قبل أن يقرر الأخير الانسحاب من السباق في 21 يوليو الماضي.

وإذا كانت المناظرة تُشكل أهمية قصوى لكل من المرشحين؛ فإن انعقادها في ولاية بنسلفانيا يُضيف إليها ثقلاً أكبر؛ لأن تلك الولاية أصبحت قلب السياسة الأمريكية في ظل احتدام المنافسة الشديدة بين الحزبين بها، فهي من أكثر الولايات المتأرجحة؛ إذ فاز بها ترامب في انتخابات 2016، وانتزعها منه جو بايدن في انتخابات 2020؛ مما يعني أنها في "ملتقى الصراع الحزبي المحتدم" خلال السباق الانتخابي الأمريكي الجاري؛ ومن ثم، فإن أي تصرف غير لائق من قبل المرشحين خلال المناظرة قد ينعكس بالسلب على نتيجة التصويت في تلك الولاية الأرجوانية.

3. مُعادلة الطرفان: تُشير التقديرات الأولية إلى أن المناظرة شهدت تعادلاً دون تحقيق أي من الطرفين ضربة قاضية على الآخر، فالحقيقة أن المناظرة افتقدت العفوية والمفاجآت؛ إذ اتخذ كل من الجانبين نهج "توخي الحذر"، فبينما حققت هاريس بعض الإنجازات وأدت دور المهاجم الذي جعلها تبدو قوية الشخصية أمام ترامب، ابتعد الأخير عن الهجوم، حتى لا يتهم بالعنصرية ومعاداة المرأة، وتجلت المعادلة أيضاً في توجيه حديث كل من المرشحين لفئة تصويتية بعينها، فبينما وجهت هاريس حديثها إلى الناخبات الأمريكيات والأقليات، وجّه ترامب حديثه لقاعدته الخاصة بالرجل الأبيض التقليدي الذي ليست لديه شهادات جامعية.

مواقف مُتباينة:

غطى النقاش مجموعة واسعة من القضايا وتميز بسلسلة من التبادلات المكثفة بين الخصمين اللدودين، وبينما قدمت هاريس نفسها على أنها صاحبة حلول براغماتية للمشكلات، محاولة التقليل من شأن ترامب باعتباره "دكتاتوراً محتملاً"، دافع ترامب عن سياساته المقترحة، وهاجم هاريس باعتبارها متطرفة، وحملها فشل سياسات الهجرة. وفيما يلي مواقف المرشحين إزاء القضايا محل الجدال كما تم تناولها خلال المناظرة:

1. الرؤية الاقتصادية: أظهرت المناظرة تبايناً حاداً في وجهات النظر الاقتصادية لكل من المرشحين، فمن ناحية، أكدت هاريس أنها ستعمل على ما يُسمى باقتصاد الفرص، محاولة تقديم نفسها كمرشحة الطبقة المتوسطة والعاملة؛ إدراكاً منها بأن أخطر عامل يمكن أن يؤثر سلباً في حملتها هو الأداء الاقتصادي الضعيف لإدارة بايدن، وعلى هذا النحو، أبدت تضامنها مع الأمريكيين الذين يعانون من ارتفاع تكلفة السكن، وتعهدت بخفض الضرائب، وانتقدت بصورة واضحة سياسات ترامب الضريبية. ومن ناحية أخرى، انتقد ترامب اقتصاد بايدن-هاريس، قائلاً: "لم أشهد قط فترة زمنية أسوأ من هذه"، ودافع عن خططه للتعريفات الجمركية ووصف هاريس بأنها "ماركسية". ويبدو أن المناظرة أظهرت مفارقة واضحة ما بين تركيز ترامب على القوة والحمائية الاقتصادية وتركيز هاريس على العدالة والمساواة.

2. الهجرة وأمن الحدود: تشير التقديرات إلى أن النقاش في المناظرة لم يلق الضوء فقط على رؤى كل من المرشحين حول الهجرة وأمن الحدود، ولكنه كشف عن المخاطر التي تواجه ملايين المهاجرين الذين يعيشون على الأراضي الأمريكية بالنسبة للمجتمعات الآسيوية والأفارقة والأمريكيين من ذوي البشرة السمراء. وبشكل عام، أوضحت المناظرة أن خطاب ترامب بشأن الهجرة راسخ بعمق في أجندته القومية؛ إذ كرر التزامه بتشديد مراقبة الحدود، والحد من الهجرة القانونية وغير القانونية، واستكمال الجدار الحدودي مع المكسيك، وأكد أن حجته الأساسية هي أن المهاجرين يأخذون الوظائف الأمريكية ويشكلون تهديدات أمنية لا حصر لها.

في المقابل، فإن تأطير هاريس للهجرة مغاير تماماً؛ إذ ترى أن الهجرة ضرورة أخلاقية واقتصادية؛ ومن ثم، تدعو إلى ضرورة اتباع نهج إنساني للهجرة، مع توسيع قبول اللاجئين، وفي تقديرها أن التنوع هو أعظم قوة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن المهاجرين جزء لا يتجزأ من قصة الأمة الأمريكية واحتضانهم هو مفتاح نجاح البلاد في المستقبل.

ويرى المراقبون أن عداء ترامب للمهاجرين جعله يورط نفسه في تصريحاتٍ غير موثوقة من مثل الادعاء بأنّ المهاجرين من هاييتي يأكلون الحيوانات الأليفة في سبرينغفيلد بولاية أوهايو، وعلى النقيض، ظهرت هاريس أكثر انضباطاً؛ إذ سعت إلى وضع نفسها كمرشحة للقانون والنظام من خلال خبرة الملاحقة القضائية والحلول السياسية العملية.

3. إشكالية حق الإجهاض: أشعل ملف الإجهاض مناظرة الرئاسة الأمريكية، فبينما سعى دونالد ترامب، إلى تأكيد موقفه من حظر الإجهاض، هاجمته كامالا هاريس، مُعتبرةً أن سياسته "غير أخلاقية" وتتعارض مع حق المرأة في اختيار مصيرها الجسدي.

ويرى المحللون أن هاريس كانت الأقوى في المناظرة عندما تحدثت عن الإجهاض، وبينما اعتمد ترامب على القول إن الديمقراطيين يؤيدون ما سمّاه "إعدام" الأطفال بعد ولادتهم، فإن خطاب هاريس بشأن الإجهاض كان أكثر جذباً وربما يعبر عن صلب قيم الحريات الأمريكية.

4. مواجهة تداعيات التغيرات المناخية: قالت هاريس إن تغير المناخ "حقيقي للغاية"، وحاولت ربط تلك القضية بأمرين، الأول هو ارتباط التغيرات المناخية بمدى ارتفاع تأمين أصحاب المنازل في الولايات المتحدة، معتبرة أن الظواهر الجوية المتطرفة الناجمة عن التغيرات المناخية هي السبب وراء ارتفاع تكلفة تأمين المنازل؛ ومن ثم، لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الاحتباس الحراري، وفي هذا الصدد، سلطت الضوء على استثمارات إدارة بايدن البالغة تريليون دولار في مجال الطاقة النظيفة؛ مما أسهم في توفير وظائف تصنيع جديدة في قطاع الطاقة المتجددة مع فتح آفاق جديدة للابتكار. وفي الاتجاه المعاكس، قلل ترامب من أهمية مكافحة التغيرات المناخية، مركزاً بدلاً من ذلك على الفوائد الاقتصادية لمصادر الطاقة التقليدية.

5. الانقسام حول أولوية القضايا العرقية: سردت هاريس قائمة طويلة من الخلافات العنصرية التي أثارها ترامب مثل: تسويته القانونية للتمييز ضد المستأجرين من ذوي البشرة السمراء المحتملين في مباني الشقق الخاصة به في نيويورك في السبعينيات؛ وإعلانه الذي دعا فيه إلى إعدام المراهقين من ذوي البشرة السمراء واللاتينيين الذين تم اعتقالهم ظلماً في قضية اعتداء سنترال بارك في الثمانينيات؛ ومزاعمه أن الرئيس السابق باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، يرى مراقبون أن هاريس كانت تحاول إحراج ترامب باعتباره مفرقاً يستغل الاختلافات العرقية، في حين أنها تسعى إلى الدفاع عن العدالة بين مختلف الأعراق؛ إذ وصفت التنوع العرقي في البلاد بأنه أعظم قوة في الولايات المتحدة.

6. الرعاية الصحية وجدلية قانون "أوباما كير": على الرغم من أن خطة هاريس للرعاية الصحية غامضة بعض الشيء؛ فإن المناظرة لم تكشف سوى دفاعها عن قانون الرعاية المُيسرة "أوباما كير"، مُوضحة أنه لولا هذا القانون، لكانت تكاليف الرعاية الصحية للأمريكيين مرتفعة للغاية، ومحذرة من أن محاولات ترامب لإلغاء قانون الرعاية المُيسرة؛ ما هي إلا خطوة ستضر بالملايين من الأمريكيين.

في المقابل، أعلن ترامب اعتزامه وضع برنامج للرعاية الصحية أفضل من برنامج "أوباما كير" الذي وضعه الرئيس الأسبق باراك أوباما، وحين سُئل عما إذا كان يمتلك أي تفاصيل بشأن ذلك البرنامج، أوضح أنه يمتلك "مفاهيم لخطة"، وأنه لن يُغير الوضع الراهن إلا إذا توصل لخطة أفضل وأقل تكلفة.

7. قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي: تجلى النقاش بين المرشحيْن بشأن ملفات وقضايا السياسة الخارجية في التالي:

أ‌. مُعضلة دعم أوكرانيا ومسألة إنهاء الحرب: تطرق المرشحان إلى موضوعات قديمة إلى حد كبير في مناقشة حرب موسكو على أوكرانيا، فقد كرر ترامب أنه سينهي الحرب كرئيس منتخب؛ لأنه يعرف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيداً وكلاهما يحترمه. كما كرر ادعاؤه بأن بوتين لم يكن ليشن الغزو الكامل لو كان ترامب في منصبه، وعندما سأله المحاور ما إذا كان يعتقد أن انتصار أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة، قال ترامب إن إنهاء الصراع الدموي هو الذي يصب في مصلحة الولايات المتحدة، ويرى المراقبون أنه من المؤسف أن هذا السؤال لم يُطرح على هاريس، فلم يُطلب منها سوى أن تجيب عن سؤالها بشأن الحرب؛ لتستغل الفرصة وتشير إلى مخاطر عدوان نظام بوتين.

ومن الواضح أن هاريس استخدمت الحديث عن روسيا وأوكرانيا لمهاجمة ترامب؛ بسبب شغفه الموثق جيداً بالرجال الأقوياء والمستبدين الدوليين، وقالت: "من المعروف أن هؤلاء الدكتاتوريين والمستبدين يشجعونك على أن تصبح رئيساً مرة أخرى". وبوجه عام، يشير المراقبون إلى أن هاريس لم تُقدم أي تفاصيل بشأن نهجها المستقبلي فيما يتعلق بكيفية التعاطي مع كييف في حال فوزها بالانتخابات، إلا أنه يبدو من تصريحاتها أنها سوف تسلُك نفس المسار الذي اتبعه بايدن في ذات الشأن.

ب‌. مأزق الحرب في غزة: حاولت هاريس جذب التقدميين واليساريين والأقليات المسلمة، وقالت إن هذه الحرب يجب أن تنتهي ويتم وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، ويجب أن يكون هناك حل دولتين لإعادة بناء غزة. في حين، سعى ترامب لجذب المجتمع اليهودي الأمريكي في البلاد، وقال إن هاريس تكره إسرائيل، ولن تكون الأخيرة موجودة خلال سنتين إذا فازت هاريس.

ويُشير المراقبون إلى أنه في الوقت الذي كان فيه ترامب يسعى أحياناً إلى تأجيج الغضب بين الأمريكيين العرب بشأن تعامل بايدن مع الصراع، إلا أنه يوم المناظرة تخلى بسرعة عن هذا التكتيك، وبدلاً من ذلك وبخ هاريس لتجاهلها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى الكابيتول هيل. بوجه عام، حاول ترامب إلقاء مسؤولية هجمات حماس على إدارة بايدن كونها "رفعت جميع العقوبات" التي فرضها ترامب على إيران، وأضاف أن "إيران كانت مفلسة تحت حكم دونالد ترامب ولم يكن لديها أموال لحماس أو حزب الله".

ج. التعريفات الجمركية أساس الحديث عن الصين: على الرغم من أن الصين تمثل أكبر تحدٍّ سياسي واقتصادي للولايات المتحدة، كانت المناقشة حولها محدودة في المناظرة؛ إذ قال ترامب إنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي أجبر الصين على دفع المليارات. ولكن مسألة التعريفات الجمركية وآثارها على التضخم والاقتصاد الأمريكي هي التي سيطرت على النقاش، فلم يوضح أي من المرشحين كيفية التعامل مع النفوذ الصيني وتمدده العسكري، بقدر ما ناقشا أهمية تلك التعريفات كأداة اقتصادية، ولكنهما اختلفا حول المجالات المستهدفة التي يجب أن تُفرض عليها تلك التعريفات.

د. مستقبل العلاقة الأمريكية عبر الأطلسية: قدّم ترامب خلال المناظرة إجابة مباشرة حول مستقبل العلاقة الأمريكية عبر الأطلسية؛ إذ شدد على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي بشكل كبير وسريع، وأشار إلى أن سياساته السابقة أجبرت الأوروبيين على زيادة استثماراتهم في الدفاع. ويرى مراقبون أن المناظرة كانت تذكيراً للأوروبيين بأن واشنطن حليف غير مستقر -وعلى المحك- وقد لا يدعم الناتو، وأوروبا في مواجهة تحدياتها المتفاقمة، خاصة أن ترامب وعد بشكل صريح بفرض رسوم جمركية تصل إلى 20% على الأوروبيين.

نتائج المناظرة:

يمكن الإشارة إلى أبرز النتائج الفورية للمناظرة على النحو التالي:

1. استطلاعات الرأي في صالح هاريس: أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي أن أن"، في أعقاب المناظرة أن نحو ثلثي الناخبين قالوا إن المرشحة الديمقراطية تفوقت على غريمها الجمهوري؛ إذ كشف الاستطلاع أن 63% من متابعي المناظرة قالوا إن هاريس فازت، مقابل 37% فقط يعتقدون أن ترامب فاز بالحوار.

2. استياء روسيا: أبدى الكرملين، استياءه من طريقة الحديث عن روسيا في المناظرة التي جمعت بين المرشحين. وأكد الكرملين أنه "لم يعجبه الطريقة التي تم بها تداول اسم بوتين (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) في المناظرة بين هاريس وترامب". ورد الكرملين على تصريح ترامب بأنه يمكنه إنهاء الحرب في أوكرانيا باتصال هاتفي مع بوتين قائلاً: "مثل هذا الاتصال لن ينهي أي شيء".

وفي التقدير، يمكن القول إن المناظرة نجحت من الناحية المبدئية في تحقيق أهدافها المرجوة، إلا أنه من الصعب حسم السباق الرئاسي في الوقت الراهن، بل على العكس، فقد أكدت المناظرة أن مسألة حسم نتيجة الانتخابات ستكون صعبة، وخاصة في ظل استمرار تقارب نتائج استطلاعات الرأي. ولكن القراءة الأولية لمناظرة هاريس – ترامب أكدت حقيقة مفادها أن فجوة التناقضات هائلة بين المرشحين؛ مما جعل الأمريكان يشاهدون ثنائية متصارعة ما بين هاريس، التي تبدو مرشحة "التنوع والمساواة والعدالة واحتواء الأقليات"، وترامب الذي يحمل لواء "أمريكا أولاً" مع المحافظة على القوة والحماية الاقتصادية وسياسات القانون والنظام، بما يضمن عزلة الولايات المتحدة عن كل التحديات العالمية التي أعاقتها عن التقدم والريادة الدولية.