أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

العرب الأميركيون.. ورد الاعتبار

26 أبريل، 2021


هذا هو شهر التراث العربي الأميركي، ويسرنا الاحتفال به من وزارة الخارجية الأميركية، ومن عشرات الولايات والحكومات المحلية والحزب «الديمقراطي». فهذا يمثل اعترافاً سعينا له طويلاً وهو اعتراف مستحق. فلطالما عانى الأميركيون العرب من سلوكيات معادية مثل التمييز الصريح والتشهير أو إنكار الهوية والاستبعاد السياسي أو إخراس أصواتنا. وكل هذا كان له نتائج مؤلمة، لكن في غالب الأحوال، جرى إنكارها، لأنها لم تكن تعتبر تعصباً. 

وهذا تجلى في صيغ مختلفة، فقد مُنعنا من الحصول على وظائف أو اُستبعدنا من الائتلافات لأننا عرب. وحين بدأنا لأول مرة ننظم أنفسنا سياسيا، وصفت الجماعات اليهودية الرئيسية الأميركيين العرب بأنهم ليسوا إلا وهم خلقته دولارات النفط لمعاداة إسرائيل. والمرشحون في الانتخابات الأميركية المختلفة ردوا إلينا مشاركتنا أو رفضوا دعمنا. وتراثنا الحضاري حقرته هوليوود وصور الثقافة الشعبية الأخرى. لكن الأسوأ من كل هذا أن منتجاتنا الثقافية يجري السطو عليها ووصفها بأنها من الشرق الأوسط ولم توصف قط بأنها عربية. 

لكن جاليتنا نظمت نفسها وتصدت لهذا وفازت بدعم كثير من الحلفاء، وتغلبت على كثير من هذه العقبات، لكن بعض العقبات الأخرى ظلت كما هي. فنحن نشارك حاليا في السياسة ونعلن عن عرقيتنا وإرثنا الحضاري بفخر. لكن بعض التعصب يطل بوجهه القبيح حين ندافع عن حقوق الفلسطينيين. فإننا نُوصف بأننا معادين للسامية حين نصف السياسات التي تستهدف الفلسطينيين بأنها غير إنسانية. وهذا أيضاً صيغة من التمييز. وكُتمت أصواتنا وأنكرت علينا حقوقنا الكاملة لأننا نهتم بقضية الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه أُنكر على الفلسطينيين إنسانيتهم وحقهم في الحياة والحرية. 

وبدايةً من إدارة بوش، واستمراراً في سنوات إدارة أوباما، واجهنا تحديات جديدة أمام حقوقنا في تعريف أنفسنا. فقد تم الخلط بين العرب والمسلمين، وتم تقسيم جاليتنا على أساس الدين. وكان هذا صيغة من محونا لأنه يُنكَر علينا حق تعريف أنفسنا كجماعة عرقية. 

وحين يتم تشويه تراثنا ويجري إنكار ثقافتنا وعرقيتنا أو يضع تعريفها آخرون، وحين نكون مستبعدين بسبب معتقداتنا أو يجري إسكات صوتنا لأن الآخرين لا يريدون سماع أصواتنا، فهذا تعصب. ويتعين علينا المطالبة بإنهاء هذا. ولهذا نحتفل بشهر التراث العربي الأميركي. وهذا يؤكد هويتنا باعتبارنا أميركيين عربا معتزين بأنفسنا ومتفوقين، وباعتبارنا أشخاصا ساهموا بحيوية في الحياة الأميركية ولا يتعين منعنا من حق تعريف أنفسنا. 

*نقلا عن صحيفة الاتحاد