أخبار المركز
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)
  • شريف هريدي يكتب: (مخاطر الانفلات: خيارات إيران للرد على استهداف قنصليتها في دمشق)

صحيفة العرب

النظام العالمي لم يعد يعجب 'المزاج العام'

29 نوفمبر، 2016


ترصد دراسة صادرة عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ومقره أبوظبي، كيف بات هذا المزاج العام يلعب دورا استباقيا في صناعة القرارات وصياغة البرامج، وفهم تطورات الوضع في مجتمع ما. وقد ركز معدها، الباحث عمرو صلاح، على نموذج المزاج العام، وكيف يسهم في تغيير المشاهد السياسية، خصوصا في البلدان التي شهدت انتفاضات شعبية قلبت الأنظمة وغيرت 

تقوم مراكز استطلاعات الرأي، ودوائر صنع القرار والأحزاب السياسية برصد هذا المزاج العام، الذي يتغير بفعل عوامل محيطة به، لغاية محاولة فهمه واستيعاب ما يريد تجاه القضايا المختلفة، خصوصا في فترات الانتخابات أو الاستفتاء على قضية معنية. وتمكن هذه الآلية من التنبؤ، سواء برد الفعل في حال تبني سياسات بعينها، أو بمدى استقرار النظم الحاكمة في البلدان الديمقراطية أو غير 

يبدو تأثير تقلبات المزاج العام للجمهور في الكثير من التغيرات التي يشهدها العالم خلال السنوات الأخيرة واضحا، فمن مزاج عام حاضن للتغير قبل الثورات العربية في منطقة الشرق الأوسط، إلى مزاج عام داعم للاستقرار يحن إلى الماضي، واستعادة الوضع القائم، بعد ما تمخض عن تلك التغييرات السياسية التي شهدتها المنطقة من أزمات أمنية واقتصادية واجتماعية.

وتلفت الدراسة إلى أن هناك اختلافا واضحا بين مفهومي المزاج العام والرأي العام، فالأول هو معبر عن حالة عامة داخل المجتمع سلبية كانت أو إيجابية، يشوبها الرضى أو عدم الرضى العام، وإن كانت ليست موجهة تجاه قضية بعينها، أما الثاني فهو معبر عن فكرة أو حكم على موضوع أو قضية أو شخص بعينه من قبل أفراد هذا المجتمع. وبرغم ذلك الفارق، يظل المزاج العام عنصرا فاعلا في تشكيل اتجاهات الرأي العام للمواطنين تجاه القضايا المختلفة، ومن ثم مواقفهم السياسية 

بينما تقوم نظريات المزاج العام بالأساس على فرضية انتماء الأفراد إلى مجتمع سياسي، فإن غالبية الدارسين يتفقون على جملة من العوامل الرئيسية التي تؤثر في المزاج العام وتشكيله على النحو 

عوامل سياسية واقتصادية: الأزمات السياسية والاقتصادية قد تخلف لدى أفراد المجتمع شعورا بالقلق أو عدم الارتياح، أو الخوف أو التشاؤم من المستقبل. كذلك فإن المخاوف الأمنية قد تؤدي إلى شعور عام لدى قطاعات واسعة من الجمهور بحالة من القلق أو عدم الارتياح. وعلى العكس، فإن حالة الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي قد تخلق لدى قطاعات واسعة من أبناء المجتمع حالة ارتياح، أو شعور بالأمل أو الأمان أو 

وسائل الإعلام: بعض الدراسات تشير إلى دور كبير لوسائل الإعلام التقليدية منها أو الحديثة في تشكيل المزاج العام، حيث التعرض لنوعيات معينة من المعالجات والمضامين التي تقدمها، تؤدي إلى بناء وتشكيل تقييمات أو اتجاهات إما إيجابية وإما سلبية لدى أفراد المجتمع، وتؤثر بدرجة رئيسية على المزاج العام السائد في ما بينهم في 

منظومة القيم لدى أفراد المجتمع: وهي بعد ذو تأثير هام على تشكيل المزاج العام. فمن ناحية، تؤثر القيم السائدة داخل المجتمع على شكل استجابة أفراده للأحداث السياسية والاقتصادية، ومن ناحية أخرى تؤثر على تكوين الجمهور لانطباعاته، وإصداره الأحكام وتقييمه لما يتلقاه من معلومات عبر وسائل الإعلام، ومن ثم تبنيه مواقف بعينها إزاء ما يتلقاه، وهو ما يعزز بالفعل مزاجا عامّا قائما أو يغير هذا المزاج، وينعكس على مواقف سياسية تجاه السياسات العامة أو المسؤولين أو النظام القائم المحلي أو الدولي أو قضايا 

وهنا تبرز أهمية المهارات الخاصة بالفاعلين السياسيين في التنبؤ بالتغير في المزاج العام أو ثباته، وهي مهارات قوامها الرئيسي الخبرة السياسية، ودرجة القرب والتواصل المباشر مع الجمهور، والامتداد الشعبي لهؤلاء الفاعلين السياسيين، والحس السياسي والقدرة على التنبؤ بتأثير الأحداث والتغيرات السياسية على المزاج العام للجمهور.

للمزيد: صحيفة العرب اللندنية