أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

الاتحاد:

دراسة: «إكسبو 2020» يرسم خريطة تنموية اقتصادية جديدة في الإمارات

16 فبراير، 2022


أبوظبي (الاتحاد) أكدت دراسة أن الفعاليات العالمية الضخمة التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة مثل إكسبو 2020 دبي تفتح الطريق أمام رسم خريطة تنموية اقتصادية جديدة في الدولة تعتمد على الأفكار الإبداعية والأعمال النوعية والمجالات الجديدة والمستحدثة مثل الذكاء الاصطناعي.

وذكرت الدراسة، الصادرة عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة وأعدها الكاتب والباحث الإماراتي محمد خلفان الصوافي، أن دولة الإمارات تثبت يوماً بعد يوم، أن استضافتها الفعاليات العالمية الكبيرة ليست طموحاً مؤقتاً، وأن هذا التوجه إنما هو جزء من استراتيجية متكاملة تستخدم فيها الدولة كل ما يتاح لها حالياً ومستقبلاً من أدوات القوة الناعمة ومصادرها، وفق رؤية شاملة لبناء المستقبل.

وأكدت أن دولة الإمارات تقدم تجربة تنموية عربية وإقليمية فريدة، وقوتها الناعمة تتنامى وتتنوع بتسارع على الصعيد الإقليمي بشكل لافت للجميع، حيث جمعت منظومة بناء القوة الناعمة للإمارات بين سهولة وضع الأهداف وتحديد الأدوات وترتيب الأولويات.

ونوهت بالعناصر التي تشكل محددات القوة الإماراتية "الناعمة" أبرزها، إنتاج الأفكار المستقبلية، ونشر ثقافة التسامح، واتباع نهج الإبهار، علاوة على قيادة التغيير، حيث تمتلك الإمارات قدرة عالية على التكيف مع المتغيرات الجديدة في العالم.

وقالت الدراسة إنه مع قرب انتهاء معرض إكسبو 2020 دبي في مارس المقبل، فإن كل المؤشرات تؤكد صدقية قدرة دولة الإمارات على إحداث قيمة مضافة إلى النسخ السابقة لهذا المهرجان العالمي الضخم والمتعدد المجالات.

وذكرت أن هناك سمتين أساسيتين تنفرد بهما دولة الإمارات في استضافتها الفعاليات العالمية هما: التميز النوعي لدولة الإمارات، بالإصرار على أن تكون استضافتها للفعاليات الدولية مختلفة جداً، ليس فقط من ناحية إبراز قدراتها وإمكانياتها الإبداعية، لكن أيضاً بالتميز في نوعية الموضوعات والقضايا التي تتضمنها الفعالية.

وتجسدت هذه السمة في إكسبو عبر شعار التواصل بين العقول من أجل صناعة المستقبل، حيث تبدأ مرحلة جديدة من العمل الجماعي على مستوى العالم لمواجهة التحديات وبناء المستقبل عبر أفكار خلاقة ووسائل مُبتكرة تحركها عقول متفتحة وطموحات نشطة .

أما السمة الثانية، بحسب الدراسة، فهي مرتبطة بالصورة النمطية للسياسة الخارجية الإماراتية، التي نجحت في تأكيد وإبراز البعد الإنساني في كل تحركاتها ونشاطاتها، التنموية والاقتصادية والثقافية. وأضافت الدراسة: اتضح بما لا يدع مجالاً للشك خلال حفل الافتتاح التنوع الكبير للمشاركين في افتتاح الفعالية، في تعبير عملي على الاندماج والتكامل في التركيبة المجتمعية لدولة الإمارات من مُقيمين ومواطنين، وهي سمة تتفاخر فيها دولة الإمارات باستضافتها أكثر من 200 جالية من مختلف الأعراق والأديان والجنسيات، ما يثبت قدرة وأهلية الدولة لأن تكون حاضنة إنسانية عالمية بالمطلق من دون تمييز أو قيود.

وأكد الصوافي في دراسته أن دولة الإمارات تقدم تجربة تنموية عربية وإقليمية فريدة، وقوتها الناعمة تتنامى وتتنوع بتسارع على الصعيد الإقليمي بشكل لافت للجميع، حتى أنها صارت محل متابعة ومراقبة من الدول الكبرى ومكان ثقة وتقدير في تكليف بأدوار عالمية كما هي حال استضافتها للمؤتمر الدولي للمناخ العام المقبل COP28.

وأضاف: فيما يؤكد قادة الدولة السعي إلى تحويل الإمارات إلى واحدة من أفضل خمس دول في العالم، تبدأ فعلياً مرحلة جديدة من تاريخ قصتها التنموية باختراق مجالات كانت تعتبر حكراً على الدول الكبرى.

وقال إنه من المهم تتبع وقراءة المسيرة التنموية الإماراتية من منظور محدد، هو أدوات ومصادر القوة الناعمة التي تستند إليها دولة الإمارات العربية المتحدة في تلك المسيرة، والتي صارت بمرور الوقت تلعب دوراً جوهرياً وحاسماً في مسارات التنمية المستدامة والتقدم وازدهار الشعوب، خصوصاً على مستوى الدول المتقدمة والساعية فعلياً لرفاهة ورفعة شعوبها.

وركزت الدراسة على مكانة وأدوات القوة الناعمة لسياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية. وناقشت فرضية رئيسة، هي أن دولة الإمارات تعطي أولوية قصوى لمصادر وأبعاد وآليات القوة الناعمة، بهدف التقريب بين الشعوب في العالم، دون انتقاص من الاهتمام بالقوة الصلبة أو الخشنة المتطورة هي الأخرى في الإمارات. واتخذت الدراسة من معرض إكسبو 2020 دبي مدخلاً لرصد وتحليل ملامح وأبعاد هذه القوة الناعمة الإماراتية باعتباره الحدث الأبرز الذي يتواكب مع نشر الدراسة.

وألقت الضوء على مجموعة من أدوات وأشكال القوة الناعمة التي استخدمتها دولة الإمارات على النطاق العالمي وليس في محيطها الإقليمي فقط، وبالأخص الفعاليات الضخمة كاستضافتها البطولات العالمية كبطولة الأندية العالمية لأكثر من مرة، والمعارض العسكرية ومهرجانات التوفيق بين الأديان والأخوة الإنسانية، كما تتعرض لعلاقة كل ذلك بخدمة الإنسانية كهدف استراتيجي نهائي لدولة الإمارات في مواجهة حالة التحارب والخلاف بين الدول والشعوب.

 *لينك المقال في الاتحاد*