أخبار المركز
  • مركز المستقبل يتيح العدد الثالث من مجلة "اتجاهات آسيوية"
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (الخروج الثاني: عواقب أجندة ترامب في مناهضة المناخ على إفريقيا)
  • د. إبراهيم فوزي يكتب: (المعضلة الروسية: المسارات المُحتملة لأزمات الانتخابات في جورجيا ورومانيا)
  • إسلام المنسي يكتب: (جدل الوساطة: هل تخلت سويسرا عن حيادها في قضايا الشرق الأوسط؟)
  • صدور العدد 38 من دورية "اتجاهات الأحداث"

في الشرق الأوسط . . كن حذرًا مما تتمناه

03 يناير، 2025

image

تتمنى أية دولة أن يكون العالم على صورتها، أن يعمل كما يحلو لها، أو أن تتمكن من أن تعيد تشكيل محيطها وفقاً لمصالحها، إلا أن المأساة تبدأ من اعتقاد أي فاعل دولي أن لديه القوة الكافية لفعل هذا؛ إذ سرعان ما يكتشف أن القوة دائماً محدودة سواء في مواردها أم في مقاومة الأطراف الأخرى لتأثيرها. وفي غياب هذا الوعي، تكمن أحد جذور أزمات الشرق الأوسط؛ إذا تبدو منطقة خصبة للتجارب الجيوسياسية التي تجريها القوى الدولية والإقليمية متصورة أنها قادرة على تشكيل المنطقة على صورتها، وغالباً ما تكتشف بعد حين أن هذا يرتد إليها مصداقاً للقول الدارج: «احذر دائماً مما تتمناه. فقد يتحقق .» قيادات الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان 1982 خلال إعداد هذا الإصدار، تعاقبت أحداث متوالية واسعة التأثير في مستقبل المنطقة، وكلها كان مجرد سلسلة من التداعيات التي بدأت مع هجمات 7 أكتوبر في العام الماضي ضد إسرائيل، وما أعقبها من حرب شرسة على قطاع غزة، ثم امتدت إلى لبنان، وإيران، واليمن، وأخيراً سوريا. بعد عام من بدء هذه الحرب الإقليمية، اتضح سوء تقدير جميع الأطراف، خاصة الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة حماس. كانت الهجمات محاولة من الحركة لإحداث إرباك في موازين القوة بالمنطقة، وإعادة قضية فلسطين إلى الواجهة، ورفع الحصار عن القطاع. وعول مخططوالهجمات بالأساس ع ىل إحداث زخم يمكن من خلاله دفع حزب الله وحلفاء إيران إلى الصراع المباشر ضد إسرائيل. وكذلك، دفع المجتمع الدولي للتدخل بالضغط ع ىل إسرائيل لدفعها نحو التفاوض ع ىل إعادة الرهائن، ودفع عجلة التفاوض على مستقبل الدولة الفلسطينية. بيد أن هذه الافتراضات خلت من الأدلة الكافية على حدوث ما تمنته حماس والفصائل . . .