أخبار المركز
  • د. أمل عبدالله الهدابي تكتب: (اليوم الوطني الـ53 للإمارات.. الانطلاق للمستقبل بقوة الاتحاد)
  • معالي نبيل فهمي يكتب: (التحرك العربي ضد الفوضى في المنطقة.. ما العمل؟)
  • هالة الحفناوي تكتب: (ما مستقبل البشر في عالم ما بعد الإنسانية؟)
  • مركز المستقبل يصدر ثلاث دراسات حول مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي
  • حلقة نقاشية لمركز المستقبل عن (اقتصاد العملات الإلكترونية)

الانتخابات النصفية وتوازن السلطات

05 نوفمبر، 2018


عزيزي القارئ، بعد 23 سنة من كتابتي لهذا العمود، أعتقدُ أنك بت تعلم أني لست شخصاً كسولاً أو متقاعساً. فأنا أحاول دائماً أن أطرح أفكاراً جديدة، غير أنني اليوم بتُّ خالياً من الأفكار الجديدة. واليوم، وأكثر من أي وقت آخر خلال مساري المهني، أعتقدُ أن بلدنا أضحى في خطر، وذلك لأن من يتولى رئاسته ينبغي أن يكون معالجاً للبلاد في أوقات الأزمات الوطنية الكبرى ويوحّدنا للقيام بأشياء كبيرة لا يمكننا القيام بها إلا معاً، والابتعاد عن تقسيمنا من خلال الغضب والخوف. والواقع أن الخطر كبير للغاية. فإذا أكدت الانتخابات النصفية المقبلة سيطرة ترامب على كل أذرع السلطة الوطنية – البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب، والمحكمة العليا – فإنه هذا الوضع سيصبح أكثر خطورة على مؤسساتنا، كونه سيخل بتوازن السُلطات.

لقد قال ترامب متفاخرا ذات مرة: «إنني قومي». ولا شك في ذلك، ولكن علينا أن نتذكر ما قاله الرئيس الفرنسي ذات يوم: إن محبي الوطن يضعون حب شعبهم أولاً، في حين يضع القوميون كراهية الأشخاص الآخرين أولاً. وهذا هو الوقت لكي يقوم كل أميركي محب لوطنه بالشيء الوحيد الذي يمكن أن يُحدِث فرقاً الآن: في الانتخابات النصفية، صوِّت لمرشح «ديمقراطي»، واطلب من الناس التصويت على مرشح «ديمقراطي»، واجمع التبرعات من أجل مرشح «ديمقراطي»، وقم بتوصيل شخص ما بسيارتك إلى مكتب التصويت من أجل التصويت على مرشح «ديمقراطي». أكرر: في الانتخابات النصفية، صوِّت لمرشح «ديمقراطي»، واطلب من الناس التصويت على مرشح «ديمقراطي»، واجمع التبرعات من أجل مرشح «ديمقراطي»، وقم بتوصيل شخص ما بسيارتك إلى مكتب التصويت من أجل التصويت على مرشح «ديمقراطي». أكرر: في الانتخابات النصفية، صوِّت لمرشح «ديمقراطي»، واطلب من الناس التصويت على مرشح «ديمقراطي»، وقم بتوصيل شخص ما بسيارتك إلى مكتب التصويت من أجل التصويت على مرشح «ديمقراطي».

في ما عدا ذلك، لا شيء آخر يهم. فنحن مطالَبون بحماية مؤسساتنا والتركيز على حب بلدنا أكثر من كره الآخرين. وحتى نذكّر أنفسنا بهذه المطالب، أفردُ ما تبقى من الحيز المخصص لي على هذه الصفحة للرئيس جورج واشنطن ومقتطفات من الرسالة التي كتبها إلى إحدى الطوائف الدينية بمدينة نيوبورت، في ولاية رود آيلاند، بتاريخ 18 أغسطس 1790: (أيها السادة: لقد تلقيتُ بسرور كبير خطابكم الحافل بعبارات الحب والتقدير... وقد سعدتُ بفرصة التأكيد لكم على أنني سأحتفظ دائماً بذكرى جميلة عن الترحيب الوطني الذي لقيته من كل فئات المواطنين خلال زيارتي إلى نيوبورت. إن التفكير في أيام المصاعب والمخاطر التي مرت أصبح أحلى، انطلاقاً من إدراك بأن ما ستعقبها هي أيام ازدهار وأمن غير معهودة.. وإذا كنا نتمتع بالحكمة لاستغلال ما نحظى به من امتيازات، فإننا لن نفشل في سعينا إلى أن نصبح شعباً عظيماً وسعيداً، تحت الإدارة العادلة لحكم رشيد... يحق لمواطني الولايات المتحدة الأميركية الشعور بالفخر وتهنئة أنفسهم لأنهم منحوا البشرية نماذج لسياسة ليبرالية وكبيرة: سياسية جديرة بالتقليد والمحاكاة. 

*نقلا عن صحيفة الاتحاد