لا تعد الاغتيالات ظاهرة جديدة في التفاعلات الإقليمية والدولية، حيث مثلت بشكل دائم متغيراً مهماً كان له تأثير في تحديد مسارات واتجاهات هذه التفاعلات على مدار التاريخ. ويكفي أنها كانت السبب المعلن الذي أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى بعد اغتيال الأرشيدوق النمساوي “فرانز فرديناند”، ولي عهد النمسا، في 28 يونيو 1914 .
يجادل هذا التحليل بأن الاغتيالات، في حد ذاتها، ليست ظاهرة جديدة، ولكن تزايد الاعتماد عليها في إدارة التفاعات الإقليمية والدولية هو البعد الجديد في هذه الظاهرة، حيث استخدمت بشكل مكثف كإحدى أدوات إدارة الصراع بين العديد من القوى والتيارات السياسية والمسلحة داخل بعض الدول، أو كوسيلة تعكس ردود فعل متباينة إزاء سياسات أو مواقف معينة تتبناها العديد من الدول تجاه أزمات إقليمية أو دولية مختلفة.