أثار فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية العديد من الأسئلة حول أسباب فوزه، واختيار شرائح مجتمعية عديدة التصويت له، وما إذا كان ذلك يعكس عجز المحللين والمتابعين عن فهم المجتمعات، واتجاهاتها، خاصة مع تكرار سيناريوهات غير متوقعة في عدد من الدول الأخرى، وفي فترات زمنية متقاربة، بحيث يمكن القول إن المجتمعات أصبحت تقود الدول إلى واقع جديد لم تتوقعه المؤسسات.
كشفت الانتخابات الأمريكية النقاب عن معضلة فهم المجتمع واتجاهاته. والواقع أن صدمة نتائج الانتخابات الأمريكية متسقة مع بروز تيار عام في عدد من المجتمعات يميل إلى التعبير عن تفضيات مخالفة لتوجهات المثقفين ووسائل الإعام. ففي سبتمبر 2015 ، فاز "الممثل الكوميدي" جيمي موراليس بالانتخابات الرئاسية في جواتيمالا، وهو لا يملك أي خبرة سياسية، بل إن أفكاره السياسية وتصريحاته كانت محل سخرية ونقد، مثل تعهده بتوزيع تليفونات ذكية على الأطفال، وربط المدرسين بجهاز تحديد المواقع (جي. بي. إس) للتأكد من حضورهم الفصول الدراسية. وكان برنامجه الانتخابي لا يتعدى ست صفحات، ولا يوجد به أي سياسات واضحة، مما جعل فوزه "مستحيلاً" للكثيرين، غير أنه تفوق على منافسيه بفروق كبيرة لصالحه.