نظم مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة، يوم الأربعاء الموافق 26 مايو 2021، على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 30، ثلاث حفلات توقيع لإصدارات جديدة ضمن سلسلة "كتب المستقبل"، وهذه الكتب هي: "الشعبوية الاقتصادية: مستقبل العولمة في عصر الجيل الثاني من الحروب التجارية"، من تأليف الأستاذ علي صلاح رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بالمركز. و"الحرب السيبرانية: الاستعداد لقيادة المعارك العسكرية في الميدان الخامس"، من تأليف الدكتور إيهاب خليفة رئيس وحدة التطورات التكنولوجية بالمركز. و"عالم مخيف: تصاعد الأساليب غير التقليدية للسياسات الواقعية في إدارة التفاعلات الدولية"، من تحرير الأستاذ إبراهيم غالي نائب مدير المركز للشؤون الأكاديمية.
وخلال حفل التوقيع، أكد الأستاذ علي صلاح، مؤلف كتاب "الشعبوية الاقتصادية: مستقبل العولمة في عصر الجيل الثاني من الحروب التجارية"، على الأهمية الكبيرة لصدور الكتاب في هذا التوقيت، وذلك في ظل عدة معطيات، أهمها موضوع الكتاب الذي يعالج مصطلحاً جديداً لم يأخذ حظه في الأدبيات الاقتصادية العربية، ألا وهو "الشعبوية الاقتصادية"، والتطورات التي شهدتها العقود الأخيرة من تنامي الحالة "النزاعية" والنبرة "الحمائية" في السياسات التجارية للدول. وأضاف صلاح أن توقيت صدور الكتاب يضفي على موضوعه أيضاً أهمية كبيرة، لاسيما أنه يصدر في الوقت الذي يمر فيه العالم بظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا، والتي انعكست بدورها على السياسات الاقتصادية للدول تجاه بعضها البعض.
من جانبه، قال الدكتور إيهاب خليفة، مؤلف كتاب "الحرب السيبرانية: الاستعداد لقيادة المعارك العسكرية في الميدان الخامس"، إن تزايد اعتماد الدول على التقنيات الذكية وتبني نماذج الحكومات والمدن الذكية، جعلها أكثر انكشافاً وعرضة للحروب السيبرانية. وأضاف أن تزايد الاعتماد على الإنترنت أثناء جائحة كورونا لتيسير مهام العمل والتعليم عن بعد، تزايد معه نشاط القراصنة مستغلين ضعف الثقافة الأمنية لدى كثير من مستخدمي الإنترنت حول العالم، وهو ما يتسبب في تهديد الأمن القومي وتعريض مصالح الأفراد والدول للخطر. وأكد خليفة أن الحرب السيبرانية قادمة لا محالة، بصورة قد تكون أكثر شراسة عن غيرها من الحروب، لذا بات من الضروري على جميع الدول التي تسعى للحفاظ على أمنها القومي أن تطور آليات للمواجهة وأن تستعد للمعركة القادمة.
بدوره، قال الأستاذ إبراهيم غالي، محرر كتاب "عالم مخيف: تصاعد الأساليب غير التقليدية للسياسات الواقعية في إدارة التفاعلات الدولية"، إن السنوات الأخيرة شهدت استخداماً مكثفاً من قبل الفاعلين الدوليين لعدة أساليب غير تقليدية تم توظيفها بشكل أكثر حدة في السنوات الأخيرة، في إطار السياسات "الواقعية"، من أبرزها الاستفزاز والابتزاز والسياسات الخفية، والتي تعد بمنزلة تشكيل لما يمكن أن يُطلقَ عليه "العلاقات الدولية المخيفة". وأوضح غالي أن المعضلة الأمنية تبقى هي أساس ومحور التفكير الواقعي، وهي السبب خلف السلوكيات الغريبة وغير المعتادة في العلاقات الدولية، سواء أكانت هذه السلوكيات صراعية أو تعاونية.