مع ظهور نوع جديد من الشبكات الاجتماعية يتمثل في الشبكات المهنية، من المتوقع أن يكون لها تأثير مباشر على العمال وأصحاب العمل، وذلك من خلال تغيير الآلية التي تعمل بها سوق العمل حالياً، إذ يمكن أن تحل الصفحات الشخصية على موقع Linked In محل السيرة الذاتية التقليدية، وأن يجد كثير من المتخصصين مثل القادة العسكريين وظائف لهم بعد التقاعد عبر التواصل مع زملائهم من خلال موقع Hirepurpose، وأن يتمكن الأطباء من تحقيق التواصل الفعال بينهم والحصول على وظائف أفضل من خلال موقع Healthtap وموقع Sermo، وسيجد الأكاديميون مجالاً لنشر أوراقهم البحثية وتبادل المعرفة العلمية فيما بينهم من خلال موقع Academia أو موقع Researchgate.
سمات الشبكات الاجتماعية المهنية
هذه هي بداية ظهور شبكات اجتماعية مهنية متخصصة من الممكن أن تنتشر خلال الفترة القليلة القادمة، ونتيجة لتخصصها الدقيق، واهتمامها ببعد حيوي يتعلق بعمليات التوظيف والتشغيل، يتوقع أن تجد صداً ورد فعل سريع لدى أصحاب العمل والعمال، وذلك للأسباب التالية:
1 ـ تسهيل الحصول على الوظيفة الملائمة والموظف المناسب.
2 ـ تجمُع لأصحاب المهن والوظائف المتشابهة، وتبادل الخبرات بنيهم.
3 ـ تعطي انطباعاً عن حالة العمل في دولة ما، من حيث أكثر القطاعات جاذبة للعمل وأكثر الوظائف توفراً.
4 ـ معرفة مستوى الخبرات الوظيفية داخل الدولة، والمهارات التي يتمتع بها العمال.
5 ـ توضح اتجاهات الاستثمار في البلد، من خلال معرفة أكثر الوظائف التي يتم البحث عنها.
6 ـ معرفة أكثر القطاعات الوظيفية رضاءً للموظفين، سواءً من حيث المرتبات أو بيئة العمل.
7 ـ تحديد أكثر الوظائف التي ينفر منها العمال، ويتجهون للبحث عن وظائف أخرى.
8 ـ تعكس درجة الاستقرار الوظيفي داخل الدولة من خلال معرفة حالات البحث عن الوظائف الجديدة.
9 ـ معرفة الاتجاهات العامة في الدولة حول سبب قيام الموظفين بتغيير وظائفهم.
10 ـ تسويق المنتجات وسهولة الحصول على العملاء المستهدفين.
شبكة "لينكد إن" نموذجاً
"لينكد إن" هو شبكة تواصل اجتماعي موجهة نحو الأعمال والمهنيين، تم إنشاؤها في مايو 2003، وتعتبر من أكبر المواقع المهنية انتشاراً حول العالم، وأكثرها عدداً، حيث يصل عدد أعضاءها إلى 332 مليون عضو في حوالي 200 دولة، وثمة أكثر من 4 مليون شركة تمتلك صفحات لها على "لينكد إن"، كما أنها متوافرة بـ 23 لغة، ولديه أكثر من 6000 موظف في 30 مدينة حول العالم.
وقد كشفت دراسة أجرتها شبكة "لينكد إن"، عن أن يوم الأربعاء الموافق 21 يناير 2015 على سبيل المثال شهد نشاطاً أعلى من المتوقع من قبل المهنيين الأعضاء على الموقع، وذلك بهدف تحديث ملفاتهم الشخصية، والبدء بتطبيق خططهم المهنية للعام الجديد.
ومعلوم أن شبكة "لينكد إن" تتيح للأعضاء خدمة البحث عن الشركات والوظائف التي يرغبون في الحصول عليها، ومشاهدة قراءات وإحصاءات حول هذه الشركة. وتلك الإحصائيات قد تشمل نسبة الموظفات النساء مقابل الموظفين الرجال في الشركة، وموقع الشركة الرئيسي وأماكن مكاتبها، أو قائمة بموظفيها السابقين والحاليين.
وحتى يمكن الوقوف على أهمية هذه الشبكة، يمكن تناول حالة دولة الإمارات وفقاً لتقرير صدر من ملاك شبكة "لينكد إن" أوائل العام الجاري، إذ تجاوز عدد مستخدمي الشبكة في دولة الإمارات أكثر من مليون مستخدم. وأوضح التقرير "حالة الرضا وعدم الرضا" بين الموظفين داخل الدولة خلال عام 2014، حيث قسمهم إلى قسمين: الموظف النشيط، وهو الذي يسعى للترقي الوظيفي، والموظف السلبي، وهو الراضي بعمله الحالي دون رغبة في تحدٍ جديد، وكانت نتيجة التقرير كالتالي:
ـ 30% من الموظفين "راضين جداً" عن عملهم، وأغلبهم من الموظفين السلبيين.
ـ 47% من الموظفين "راضين إلى حد ما" عن عملهم، وأغلبهم من الموظفين الناشطين.
ـ 14% من الموظفين "غير راضين" عن وظائفهم، وأغلبهم من الناشطين.
ـ 7% من الموظفين "غير راضين إلى حد ما" عن عملهم، وأغلبهم من الناشطين.
ـ 3% من الموظفين "غير راضين تماماً" عن عملهم، وكانوا جميعاً من الناشطين.
هل يجب الحذر من الشبكات المهنية؟
تعد الشبكات المهنية في الواقع جزءاً من الشبكات الاجتماعية، بما تقدمه من مزايا، وتحتويه من مخاطر، ولكن التحدي الرئيسي الذي تطرحه الشبكات المهنية أنها تجعل القطاعات المتخصصة داخل الدولة أكثرا انكشافاً ليس فقط أمام الشركات والمنظمات الدولية، بل أمام الباحثين والمهتمين بهذه القطاعات.
ومع تواجد شبكات مهنية للأطباء والعسكريين، واحتمالية ظهور شبكات أخرى متخصصة تضم المهاجرين من العمال، أو الباحثين عن هجرة إلى الخارج، أو غيرها من الشبكات التي يمكن أن تظهر، فإنها تقدم تقريراً توضيحياً عن حالة هذه القطاعات داخل أي دولة، وهو ما يؤثر مباشرة على صورتها في الخارج.
ولهذا يجب التعامل مع هذا النوع من الشبكات المهنية بخصوصية عالية، ففي حالة أظهر قطاع معين أداءً سيئاً عبر الشبكات المهنية، ينصح بالقيام باستطلاع رأي لمعرفة مدى مصداقية هذا الأداء، ونشر نتائجه إذا كانت في صالح تحسين صورة هذا القطاع. كما أنه يجب النظر في إمكانية خلق قنوات تواصل بين الموظفين وأصحاب العمل عبر هذه الشبكات حتى لا يكون المؤشر النهائي مضللاً. وفي حالات محددة قد يتطلب الأمر مراقبة القطاعات التي لها شبكات مهنية جيداً، ومعرفة المشكلات التي تواجه العمال والموظفين والعمل على حلها بصورة سريعة.