في عالم يتسارع فيه تطور التكنولوجيا بشكل لم يسبق له مثيل؛ يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز هذه التطورات؛ محدثاً تغييرات جذرية في كافة جوانب الحياة البشرية، من الصناعة والاقتصاد، إلى الثقافة والمجتمع، وحتى السياسة والأمن.
وفي ظل هذه التحولات؛ نظمت وحدة التطورات التكنولوجية بمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" في أبوظبي، يوم 6 مارس 2024، ورشة عمل بعنوان "الذكاء الاصطناعي: فرص واعدة وتداعيات مُربِكة"، لمحاولة تقديم فهم عميق ومتعدد الأبعاد للذكاء الاصطناعي وتداعياته المزدوجة؛ ساعية لمناقشة واستكشاف كيف يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للابتكار والتقدم، وفي الوقت ذاته، كيف يطرح تحديات ومخاوف جديدة.
وأدار ورشة العمل الدكتور إيهاب خليفة، رئيس وحدة التطورات التكنولوجية بمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، وتحدث عن تأثيرات الذكاء الاصطناعي في العلاقات الدولية. وشارك نخبة من الخبراء والمتخصصين، وهم الأستاذ الدكتور محمد فوزي، أستاذ ورئيس قسم القانون والبحث الجنائي في أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، متحدثاً حول فرص ومخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن الداخلي. والدكتورة سمر الباجوري، أستاذ مساعد الاقتصاد بكلية الدراسات الإفريقية العليا في جامعة القاهرة، متحدثة حول التداعيات الاقتصادية والصناعية للذكاء الاصطناعي. وكذلك توماس كوكس، مؤسس مشارك شركة (Veristage) التي تعمل في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع قطاع النشر، متحدثاً حول التداعيات الاجتماعية للذكاء الاصطناعي.
وتناولت ورشة العمل موضوعات متنوعة، تشمل مدخلاً لفهم الذكاء الاصطناعي، وتأثيره في مفهوم القوة في العلاقات الدولية، والأنماط الجديدة من الجرائم التي يسهم في ظهورها، واقتصاديات الذكاء الاصطناعي، وتداعياته على سوق العمل، وأخيراً تأثيراته الثقافية والاجتماعية.
وسعت الورشة إلى توفير منصة للتبادل الفكري والنقاش البناء؛ ليس فقط لفهم التطورات الحالية ولكن أيضاً للتنبؤ بالمستقبل، وكيف يمكننا أن نشكله بطريقة تحقق الأمان والازدهار للجميع.