أخبار المركز
  • شريف هريدي يكتب: (الرد المنضبط: حسابات الهجمات الإيرانية "المباشرة" على إسرائيل)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)

Chip Geopolitics:

هل تحسم الاستراتيجية الرمادية الصراع الصيني الأمريكي حول تايوان؟

30 مارس، 2023

image

في حال قررت الصين الغزو العسكري لتايوان سيكون ذلك بمثابة كارثة عسكرية واقتصادية شاملة ليس فقط على الجزيرة التايوانية فحسب إنما على النظام والاقتصاد العالمي برمته. فالوزن الاستراتيجي لجزيرة تايوان التي لا تتعدى أربعين ألف كيلومتراً مربعاً يتضاعف بكثير حينما يأتي الحديث عن التصينع التكنولوجي والتقني العالمي، والمدن الذكية، وشبكات الجيل الخامس والسادس من الاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والصناعات العسكرية التقنية، والتجارات المتبادلة في منطقة شرق وجنوب شرق آسيا من وإلى العالم. حيث يُعد الاقتصاد التايواني من الاقتصاديات القليلة التي تعتمد عليها صناعات وتكنولوجيات عالمية هائلة.

تسعى هذه الدراسة لفهم القضية التايوانية من خلال تحليل الاقتراب الصيني والأمريكي من مسألة سيادة الجزيرة. وربما الصين على استعداد في أي وقت لغزو تايوان ولكن عملت الأخيرة، منذ وقت مبكر، على تأخير ذلك من خلال الهيمنة على سوق تصنيع أشباه الموصلات والتحكم في سلسلة التوريدات العالمية لرقائق السيليكون وأجزاء التركيب متناهية الصغر. فالحرب التكنولوجية الطاحنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تأثرت على نحو كبير وأخذت مساراً شديد الخصوصية والتعقيد بسبب درع السيليكون الواقي للجزيرة حتى كتابة هذه السطور.

وتطرح الدراسة ثلاثة سيناريوهات حول الصراع الصيني التايواني، الأول، يتمثل في الوجود الرمادي الصينى في المحيط التايواني، وتنفيذ حملات من المضايقات العسكرية المستمرة على أطراف الأراضي الخاضعة للسيطرة التايوانية كاختراق المجال الدفاعي الجوي التايواني، والسيناريو الثاني، يتمثل في فرض الصين حصاراً محدوداً وغير عنيف على تايوان، وأخيراً يطرح السيناريو الثالث احتمالية غزو عسكري صينى شامل لتايوان. وفي النهاية يجب التأكيد أننا نبني توقعاتنا في ظل التعقيد الشديد وحالة عدم اليقين التي يشهدها النظام العالمي علاوة على المعلومات المنقوصة، ولكن المؤكد أننا على أعتاب نظام عالمي جديد تتغير فيه كل معطيات وفواعل ومحددات وهياكل ومبادئ النظام العالمي الحالي.