أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

صدمة كابول:

ارتدادات صعود حركة طالبان

15 سبتمبر، 2021

image

أصابت العالم حالة من "الصدمة" مع إعلان حركة طالبان يوم 15 أغسطس 2021 سيطرتها سريعاً، وفي غضون أيام قليلة، على أفغانستان وعودتها مرة أخرى إلى حكم البلاد بعد نحو 20 عاماً. وقد أثارت هذه الخطوة المفاجئة وغير المتوقعة في توقيتها، العديد من التساؤلات حول أسباب سرعة سقوط العاصمة كابول في أيدي مقاتلي طالبان بعد انهيار القوات المسلحة الأفغانية، مستغلين في ذلك الانسحاب الأمريكي من هذا البلد، فضلاً عن وجود مخاوف من تداعيات عودة طالبان للحكم على تفاقم أزمة اللاجئين والنازحين من أفغانستان وتحديداً إلى دول الجوار، ناهيك عن احتمالية تحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، خاصة بعد تراجع تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط وخساره معاقله في العراق وسوريا خلال السنوات الأخيرة.

ومن جانبها، حاولت حركة طالبان إرسال رسائل إيجابية للمجتمع الدولي من أجل كسب الشرعية الدولية والاعتراف بحكومتها الانتقالية التي أعلنت عن تشكيلها يوم 7 سبتمبر الجاري، فضلاً عن الحصول على الدعم الدولي والإقليمي لعمليات إعادة الإعمار التي تحتاجها أفغانستان خلال الفترة القادمة. وفي هذا الصدد، ظهر مقاتلو وقيادات الحركة بصورة مغايرة عن التي اعتادوا عليها خلال الـ 20 عاماً الماضية، ووظفوا في ذلك وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي للترويج لهذه الصورة الجديدة، مع تبنيهم خطاباً إعلامياً انطوى على رسائل مطمئنة للدول الأخرى، خاصة فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان وطوائف المجتمع الأفغاني كافة ومنها المرأة، وعدم التضييق على وسائل الإعلام، وسرعة تشكيل حكومة انتقالية.. إلخ.

فيما تعرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات حادة تتعلق باتهامها بسوء تقدير الأوضاع في أفغانستان، وفشل أجهزة الاستخبارات الأمريكية في توقع سقوط كابول سريعاً، فضلاً عن إتاحتها الفرصة لعودة سيطرة طالبان على هذا البلد مرة أخرى، وذلك بالرغم من المبالغ الطائلة التي أنفقتها الولايات المتحدة هناك على مدار 20 عاماً. ومن المتوقع أن تُلقي هذه التطورات بتداعياتها على الداخل الأمريكي وانتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2022، في ظل الانتقادات التي وجهها الجمهوريون لإدارة بايدن، علاوة على الارتدادات الأخرى لصعود طالبان على نفوذ واشنطن في العالم وعلاقاتها مع حلفائها الأوروبيين وحلف "الناتو"، فضلاً عن التأثيرات المحتملة أيضاً على منطقة الشرق الأوسط.

إجمالاً، يتضمن هذا الملف عدداً من التحليلات والتقديرات المنشورة على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، حيث يلقي الضوء على تطورات المشهد الأفغاني بعد سقوط البلاد في قبضة حركة طالبان، مع محاولة فهم ممارسات هذه الحركة وكيفية تعاملها مع الوضع الحالي والتحديات التي تواجهها في إدارة الدولة الأفغانية على كافة المستويات، بالإضافة إلى توضيح الموقف الأمريكي من الأزمة الأفغانية وصعود طالبان، والارتدادات المختلفة لذلك على دول الجوار الأفغاني ومنطقة الشرق الأوسط.