أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

دروس شرق أوسطية:

"20 عاماً على 11 سبتمبر" في عدد ثالث من "ملفات المستقبل"

16 سبتمبر، 2021

image

تبدو ذكرى أحداث 11 سبتمبر 2001 مختلفة هذه المرة، ليس فقط، لأنه مر عليها عقدان شهد فيهما العالم تحولات غير مسبوقة، على صعيد قضايا الأمن والسياسة والاقتصاد والمجتمع والتكنولوجيا، وإنما لكون تلك الذكرى جاءت بعد أسابيع من عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، إثر انسحاب أمريكي أثار جدلاً بين من يرونه استمراراً لتراجع القوة الأمريكية، وآخرين يعدونه نهجاً واقعياً ممتداً منذ إدارتي أوباما وترامب إلى بايدن، حيث الأولوية لبناء الداخل لمنافسة القوة الصينية المتصاعدة.

لقد أظهر ذلك الانسحاب الأمريكي درساً جديداً يُضاف إلى سلسلة دروس أفرزتها – ولا تزال- أحداث 11 سبتمبر بالنسبة لدول ومجتمعات الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال، بدت هناك مراجعات إقليمية حول مدى إمكانية مواصلة الاعتماد على الشراكات الوثيقة مع الولايات المتحدة، في ظل استراتيجيتها لتقليص المهام العسكرية الخارجية، خاصة أن ذلك العزوف الأمريكي عن الشرق الأوسط أنتج بدورها تقدماً لقوى "ملء الفراغ"، مثل روسيا وتركيا وإيران، لتصبح بدورها فواعل رئيسية في ديناميات الحرب والسلام في المنطقة.

وانعكس ذلك الدرس الذي أدركته بعض حكومات الشرق الأوسط مبكراً على وتيرة التكيف الإقليمي الذي بدا أكثر تسارعاً خلال الأعوام الأخيرة، لجهة إعادة تشكيل المحاور الإقليمية والنزوع إلى تهدئة الصراعات والاستقطابات الخارجية، وتنويع علاقتها مع القوى الدولية على غرار روسيا والصين، بل وعودة الدعوات لتفعيل الاتجاه العربي المشترك، على أسس أمن وسلامة الدول العربية لمواجهة التغلغلات الإقليمية لتركيا وإيران في شؤون دول المنطقة.

ومع تلاقي ذكرى 11 سبتمبر والصعود الطالباني في أفغانستان، بدت المنطقة أيضاً في مواجهة مغذيات جديدة ومحتملة لظاهرة الإرهاب التي أخذت صعوداً وانزواءً خلال عقد ما بعد ثورات العام 2011، حيث إن بعض الخبراء يتوقعون حفزاً جديداً للإرهاب على المستويين المحلي والعالمي، بفعل تداعيات النموذج الطالباني على تحركات تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وفروعيهما في الشرق الأوسط والساحل الأفريقي.

وبالتالي، فإن وتيرة تغير مفاهيم مثل الأمن وسيادة الدول التي عرفها الشرق الأوسط بفعل مكافحة الإرهاب والتدخلات الخارجية في أعقاب 11 سبتمبر 2001، ستظل على الأرجح مستمرة، بل وستعزز ظواهر جديدة منها صعود "الرجل القوى" لمواجهة أزمات الانكشاف الأمني والسياسي لبعض الدول العربية، في ظل تراجع النموذج الديمقراطي، إذ بدا من الصعب بناء استقرار وتوافق سياسي داخلي في الدول والمجتمعات نتاجاً لفرض الإرادات الخارجية أو استدعاء نموذج سياسي إلى سياقات مغايرة.

ومثل هذه الدروس والانعكاسات لأحداث 11 سبتمبر على الشرق الأوسط يطرحها هذا الملف الخاص لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، حيث يقدم آراء خاصة ومتنوعة لكبار الكتاب والخبراء والباحثين العرب، حول ما الذي تغير في منطقتنا، وإلى أين ستتجه بعد عقدين من أحداث 11 سبتمبر؟