أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

ترقب حذر:

سياقات وقضايا الانتخابات الرئاسية الأمريكية (ملف خاص)

21 أكتوبر، 2020

image

مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

تأتي الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر لها في 3 نوفمبر القادم وسط عدد من الأزمات الداخلية كجائحة "كوفيد-19"، والاحتجاجات على قتل الشرطة للمواطن الأمريكي من أصل إفريقي "جورج فلويد"، التي غيرت الكثير من مفردات المشهد السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، وقد فرضت نفسها بقوة، وكذلك تداعياتها المباشرة على تلك الانتخابات، ولا سيما مع ما رتبته الجائحة من انكماش غير مسبوق في الاقتصاد الأمريكي وركود كبير، وفقدان ملايين الأمريكيين وظائفهم، مما أثر بشكل كبير على مستوى شعبية الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وفرص فوزه بفترة رئاسية ثانية. 

وفي الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة أزمات سياسية، أظهرت عديد من استطلاعات الرأي التي أُجريت قبل انتشار الجائحة أن الناخبين الأمريكيين يفتقرون إلى الثقة في نظامهم الانتخابي. فعلى سبيل المثال، وجد استطلاع أجرته مؤسسة IPSOS في خريف عام 2019 أن 46% من الأمريكيين لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة في أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 ستكون مفتوحة ونزيهة. وتتزايد تلك النسبة مع الانتقادات المتعددة للرئيس الأمريكي للتصويت المبكر من خلال البريد في وقت يتزايد فيه تفضيل الناخبين له في ظل انتشار الفيروس بمعدلات غير مسبوقة في الولايات الأمريكية، حيث قام أكثر من 20 مليون ناخب أمريكي بالإدلاء بأصواتهم حتى الآن، سواء عبر البريد أو بالذهاب إلى مراكز الاقتراع.

ورغم العديد من الحوادث واللحظات المصيرية التي شهدتها الولايات المتحدة على مر تاريخها، يوجد شبه إجماع "استثنائي" بين المؤرخين وعلماء السياسة والدبلوماسيين ومسؤولي الأمن القومي وغيرهم من الخبراء، على أن مخاطر الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين الرئيس "دونالد ترامب" ونائب الرئيس السابق "جو بايدن" في نوفمبر 2020 تعد الأهم في تاريخ الولايات المتحدة. ويرى البعض أن المخاطر التي قد تُنتجها هذه الانتخابات ربما تتعدى الحوادث التاريخية السابقة، بالنظر إلى المكانة المركزية التي تحتلها الولايات المتحدة اليوم في النظام العالمي. 

ومن المرجّح أن يُشكّك "ترامب" في نتائج الانتخابات إذا جاءت في غير صالحه، خاصة في ضوء اعتراضه على آلية التصويت عن طريق البريد. وكذلك فإن الديمقراطيين سيقاتلون بشراسة في هذه الانتخابات، خاصة في ضوء أزماتهم الكبيرة والواضحة مع إدارة "ترامب" للبيت الأبيض. ويشعر كلا الجانبين أنهما يقاتلان من أجل مستقبل أمريكا، ومن المرجَّح أن يواصلا المعركة حتى آخر نفس. ومن المحتمل أن يجد الجانب الخاسر على الأقل سببًا معقولًا للطعن في النتائج أمام المحكمة، وعلى الأرجح لن يكون قرار المحكمة العليا مقبولًا لجميع الأطراف.

وقد أثار تجنب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الإجابة عندما سأله أحد المراسلين عما إذا كان سيلتزم بانتقال سلمي للسلطة في حالة خسارته في الانتخابات الرئاسية المقرر لها في نوفمبر المقبل مزيدًا من القلق محليًّا وعالميًّا، وهو ما دفع البعض إلى اعتبار الانتقال الرئاسي الأمريكي خلال هذا العام من بين اللحظات الحاسمة التي قد تُحْدِث الفوضى في النظام السياسي للبلاد، بعد أن شهد الأمريكيون أول انتقال ديمقراطي للسلطة في العالم منذ أكثر من 220 عامًا.

ومع تقدم المرشح الديمقراطي "بايدن" حاليًّا على منافسه الجمهوري "دونالد ترامب" في أغلب استطلاعات الرأي العام الوطنية، وفي معظم الولايات المتأرجحة التي تحدد الفائز في الانتخابات الرئاسية؛ فإن الأزمات الداخلية التي تشهدها الولايات المتحدة راهنًا، وحالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد الأمريكي والعالمي، تجعل من الصعب توقع أو ترجيح هوية الرئيس الأمريكي القادم.

يناقش هذا الملف الذي يضم تحليلات وعروضًا لتقارير صادرة عن مراكز الفكر والرأي الأمريكية ومجلات أمريكية، نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، الملفات المؤثرة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإشكاليات تلك الانتخابات، وما قد تثيره من أزمات داخلية في ظل حالة من الاستقطاب السياسي غير المسبوقة في التاريخ الأمريكي، والمحددات التي طرحها المحلل السياسي والمؤرخ "ألان ليختمان" للتنبؤ بالرئيس الأمريكي في الانتخابات الرئاسية، وأخيرًا مستقبل السياسة الأمريكية في عام ٢٠٢١.