أخبار المركز
  • شريف هريدي يكتب: (الرد المنضبط: حسابات الهجمات الإيرانية "المباشرة" على إسرائيل)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)

الهند والخليج (ملف):

دوافع التقارب.. وسياسات التوجه شرقاً وغرباً

08 فبراير، 2016

image

إعداد: أحمد عاطف

تحظى العلاقات الهندية - الخليجية بأهمية استراتيجية متنامية خلال السنوات الأخيرة، في ظل الدور المتزايد الذي يضطلع به كل من الطرفين على الساحتين الإقليمية والدولية. فمنطقة الخليج تظل ذات أهمية جيوسياسية واقتصادية كبيرة للقوى الدولية، نظراً للممرات المائية المهمة التي تحويها المنطقة، وما تتمتع به من ثروات نفطية هائلة، فضلاً عن الثقل السياسي لدول مجلس التعاون الخليجي خاصةً بعد الثورات العربية، وما تبعها من أحداث ألقت بظلالها ليس فقط على مصالح القوى الإقليمية، بل والعالمية أيضاً.

أما الهند، فتعتبر من القوى العالمية الصاعدة التي فرضت تأثيرها على نحو متسارع في المسرح العالمي، نظراً لكونها ذات اقتصاد متعاظم وسريع النمو، كما طورت الهند خلال السنوات الماضية قدراتها العسكرية بوتيرة متسارعة. وهكذا، تحركت نيودلهي لاستغلال قدراتها الاقتصادية والأمنية، في صورة نفوذ إقليمي آخذُ في الاتساع. وقد بات هذا النفوذ يُنافس الصين في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا، كما مدت الهند ذراعها إلى آسيا الوسطى وأفريقيا، مُنافسة القوى الدولية الأخرى.

ويلاحظ المُتتبع لمنحى العلاقات الهندية - الخليجية على مدار الأعوام الماضية، أنها خطت خطوات سريعة إلى الأمام في شتى المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وذلك ضمن سياسة "التوجه شرقاً" التي تنتهجها دول مجلس التعاون الخليجي، أو سياسة "التوجه غرباً" من قِبل العديد من القوى الآسيوية الصاعدة – وفي مقدمتها الهند - تجاه منطقة الخليج، وذلك على أثر التحولات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وقارة آسيا على مختلف الأصعدة.

وعلى صعيد العلاقات البينية بين الهند والدول الخليجية، تشير المعطيات إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تُعتَبر ثاني شريك تجاري للهند بعد الولايات المتحدة، وتحصل الهند على ثُلثي احتياجاتها النفطية من دول الخليج، كما تحظى بأكبر اتفاقية في مجال الغاز مع قطر، بالإضافة إلى تزايد عدد العمالة الهندية في الخليج، والذي تقدره الهند بحوالي 6 مليون فرد.

وفيما يتعلق بفرص التعاون المستقبلية بين الهند والخليج، فإن العلاقات بين الطرفين مُرشحة بالفعل للتنامي في كافة المحاور الاقتصادية والاستراتيجية. فاقتصادياً، ثمة مجالات واسعة لتعزيز العلاقات، خاصةً في ظل التقاربات الثقافية والتاريخية القوية، وهو ما يجعل من السهل توسيع نطاق تعاون دول الخليج مع الهند باعتبارها من أبرز القوى الآسيوية الصاعدة، وربما بشكل يفوق دول اخرى مثل الصين.

وفيما يخص الأمن الإقليمي، تبرز الحاجة إلى تنسيق الجهود الخليجية مع القوى الآسيوية، ومنها الهند، للعمل على الحد من بؤر التوتر ومصادر الصراع وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومواجهة التطرف الديني والإرهاب العابر للحدود، ومكافحة تهريب المخدرات والأسلحة، وضمان أمن الممرات المائية، والاستفادة من التطور في منظومات السلاح الآسيوي.

في ضوء ما سبق، يتضمن هذا الملف عدداً من التحليلات وعروض الكتب والدراسات، التي تُسلط الضوء على جوانب العلاقات الهندية - الخليجية، وأهمية الروابط بين الطرفين، ومعوقات تفعيل العلاقات، وسُبل تعزيزها، بالإضافة إلى الخيارات الأمنية للهند في منطقة الخليج، ومستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الهند والخليج.