أخبار المركز
  • بهاء محمود يكتب: (ضغوط ترامب: كيف يُعمق عدم استقرار حكومتي ألمانيا وفرنسا المأزق الأوروبي؟)
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)
  • د. أيمن سمير يكتب: (بين التوحد والتفكك: المسارات المُحتملة للانتقال السوري في مرحلة ما بعد الأسد)

مكاسب "بوتين":

قمة هلسنكي.. اللحظة الكاشفة للقوة الروسية المتصاعدة (ملف)

25 يوليو، 2018

image

إعداد: عمرو عبدالعاطي

أشار العديد من المشرّعين والمحللين الأمريكيين إلى أن المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين" في مدينة هلسنكي، يوم الاثنين (16 يوليو الجاري)، يمثل انتكاسة في تاريخ الرئاسة الأمريكية، حيث مدح بوتين بأنه "قائد قوي"، وعارض خلاصة تقارير استخباراتية أمريكية، بأن الرئيس الروسي قد أمر بمهاجمة أسس الديمقراطية الأمريكية، قائلًا إنه لا يرى أي سبب لاتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام ٢٠١٦. وفي المقابل، هاجم "ترامب" المؤسسات التي أقسم على الدفاع عنها، ومجتمع الاستخبارات الأمريكي، ووزارة العدل، ومكتب التحقيقات الفيدرالي.

وعلى الرغم من تراجع الرئيس الأمريكي عن تبرئته الرئيس الروسي من قرصنة خوادم الحزب الديمقراطي خلال انتخابات عام ٢٠١٦ في أعقاب لقائه عددًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي المعارضين لتلك التصريحات؛ لا يزال ما جرى خلال المؤتمر الصحفي المشترك للرئيسين يُثير الكثير من الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها في عواصم حلفاء الولايات المتحدة الذين انتقدهم "ترامب" خلال لقاءاته المشتركة، وفي المنظمات الدولية التي تجمعهم منذ سبعة عقود.

وقد كانت القمة انتصارًا كبيرًا لـ"بوتين" حتى قبل أن تبدأ، حيث سبقها تقليل الرئيس "ترامب" من أهمية حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، وتقليله من أهمية دور حلف شمال الأطلنطي، ومجموعة الدول السبع، والاتحاد الأوروبي. وخلال تلك القمة، أحرز "بوتين" انتصارًا رمزيًّا من خلال الظهور على قدم المساواة مع الرئيس الأمريكي، وتأكيد النفوذ الروسي عالميًّا بعد سنوات من التراجع في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. وبهذه القمة أنهى الرئيس الروسي العزلة الدولية المفروضة على دولته في أعقاب غزوها أوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم. فضلًا عن أنها كشفت أن الإدارة الأمريكية لا تملك استراتيجية واضحة للتعامل مع التهديدات الروسية للداخل الأمريكي، وكذلك لمصالحها في الخارج.

ويتأكد الفوز الروسي خلال تلك القمة في أنه بعد ثلاثة أيام من الضجة التي أثارتها تصريحات الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي في هلسنكي، أعلن البيت الأبيض يوم الخميس (١٩ يوليو الجاري) أن "ترامب" يعتزم دعوة نظيره الروسي لزيارة واشنطن في خريف هذا العام. وقد أثارت تلك الدعوة استياء عدد من المسئولين الأمريكيين (الدبلوماسيين والاستخباراتيين) لأنهم لم يكونوا على علمٍ بها، ناهيك عن عدم إلمامهم بتفاصيل ما ناقشه الزعيمان خلال لقائهما، ولا سيما مع حالة عدم اليقين لدى حلفاء الولايات المتحدة حول ما إذا كان "ترامب" قد توصل إلى اتفاقيات مع "بوتين" بشأن سوريا وأوكرانيا دون إطلاع مسئولين بوزارة الدفاع والخارجية عليها.

ومع إحجام الرئيس الأمريكي عن تقديم التفاصيل الكاملة لما جرى خلال لقائه مع نظيره الروسي، ينتاب المسئولين الأمريكيين الذين يحاولون كشف تفاصيل ما ناقشه الزعيمان خلال لقائهما القلق من أن الجانب الروسي بات يتحكم في مسار الكشف عما جرى في اللقاء، خاصة بعدما كشف "بوتين" أنه اقترح على "ترامب" إجراء استفتاء للمساعدة في حل النزاع في شرق أوكرانيا.

يُناقش هذا الملف الذي يضم تحليلات وتقديرات نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، كيف عزز الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قوة دولته، واستعادة مكانتها في النظام الدولي، ومظاهر القوة الروسية في الملفات الدولية، لا سيما في أزمات منطقة الشرق الأوسط.