أخبار المركز
  • شريف هريدي يكتب: (الرد المنضبط: حسابات الهجمات الإيرانية "المباشرة" على إسرائيل)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)

دبلوماسية الرياضة:

كرة القدم والسياسة بين رسائل السلام وإشعال الأزمات (ملف خاص)

14 يونيو، 2018

image

إعداد: عمرو عبدالعاطي

قال الزعيم الراحل "نيلسون مانديلا" عن الرياضة، وفي القلب منها كرة القدم الأكثر مشاهدة: "إنها أكثر وسائل الاتصال فاعلية في العصر الحديث، حيث تتجاوز وسائل الاتصال الأخرى (الشفوية والكتابية)، فهي تصل إلى مليارات الأفراد في جميع أنحاء العالم مباشرة". ويضيف، أنه ليس هناك شك في أن الرياضة طريقة صالحة لبناء الصداقات بين الأمم. ولهذا لم يكن مستغربًا ترشيح المشرّع السويدي "لارس جوستافسون" في عام 2001 كرةَ القدم لجائزة نوبل للسلام.

ورغم أن كرة القدم تدعم العلاقات الدولية بما تحمله من رسائل إيجابية للمساواة، وعدم التمييز، والإدماج، واللعب النزيه، والروح الرياضية والتفاهم؛ فإنها قد تكون سببًا في صراع بين الدول والتنافس الوطني والكراهية والعنصرية، مثل ما حدث بين السلفادور وهندوراس في عام 1969، والأزمة السياسية التي اندلعت بين مصر والجزائر في عام 2010.

وبسبب شعبية كرة القدم عالميًّا فقد أضحت إحدى أدوات القوة الناعمة للدول، والتي باتت تتفوق على أبعادها التقليدية. ولدورها المتعاظم في السياسة الدولية صُكَّ مفهوم "دبلوماسية كرة القدم" الذي يعني استخدام الاهتمام الدولي المشترك بكرة القدم في تكوين شبكات يمكن استخدامها في أغراض متعددة، بما فيها: الدبلوماسية، وإقامة علاقات سياسية وتجارية، والترويج للمنتجات، والسياحة، والتنمية، والتعليم. كما يمكن استخدام "دبلوماسية كرة القدم" في تحسين صورة الدولة، وتوطيد صداقاتها مع الدول الأخرى، وكذلك تعزيز السلام، ودمج الأقليات.

وكثيرًا ما لعبت كرة القدم دورًا في تحسين العلاقات بين الدول بعد فشل الوسائل الدبلوماسية التقليدية، والمثال الأكثر شهرة على ذلك مباراة إيران والولايات المتحدة في كأس العالم بفرنسا عام 1998. فعلى الرغم من أن المباراة اعتُبرت معركة أيديولوجية، وكان يتوقع حدوث توترات، فقد حاول اللاعبون التغلب على الانقسامات السياسية. وقبل المباراة أعرب الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" في رسالة عن أمله في أن تكون المباراة خطوة إلى الأمام تُنهي التعثر بين البلدين.

وعربيًّا، وظّفت دول الإقليم الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة، في تعزيز شرعية النظم السياسية الحاكمة كحالة نظام "بشار الأسد"، وتأكيد الروح الوطنية، وتطبيع العلاقات المتوترة بين الدول، وتأكيد التوافقات السياسية بين الدول الصديقة، وفي بعض الأحيان إنكار الشرعية السياسية للخصوم، وتعزيز دور بعض الفئات المجتمعية، والحصول على مكانة دولية رمزية.

ويُمثل اللاعب المصري "محمد صلاح" نموذجًا لكيف تكون كرة القدم مصادر إضافية لمصادر القوة الناعمة للدولة، حيث إن الإنجازات التي حققها في واحد من أكبر الأندية الإنجليزية جعلته أحد وسطاء السمعة الذين يضطلعون بدورٍ في صياغة صور إيجابية لمجتمعاتهم. وتذهب كثير من التحليلات الغربية إلى أن استمرار علاقته الإيجابية مع الجماهير الغربية يمكن أن تساعد في تخفيف حدة الكراهية للعرب والمسلمين في العديد من الدول الغربية، خاصةً إذا ترافق دوره مع استراتيجية كلية لإعادة إنتاج صور المجتمعات العربية وسمعتها في الغرب.

يناقش هذا الملف الذي يضم تحليلات وتقديرات نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" كيف عكست نهائيات كأس العالم في روسيا تفاعلات إقليم منطقة الشرق الأوسط، وكيف تحوّل لاعب الكرة الذي يحقق إنجازات في الملاعب الأجنبية إلى أحد وسطاء السمعة، وأحد مصادر القوة الناعمة للدولة، وكيف تُسهم الرياضة في بناء القوة الناعمة للدول، فضلَا عن حالات إقليمية ودولية لتسييس الرياضة.