أخبار المركز
  • شريف هريدي يكتب: (الرد المنضبط: حسابات الهجمات الإيرانية "المباشرة" على إسرائيل)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)

مخاوف التغيير:

اختبار ترامب .. ترقب عالمي لتوجهات الإدارة الجديدة ( ملف)

19 يناير، 2017

image

عمرو عبدالعاطي

تُخيم مشاعر القلق وعدم اليقين على حلفاء الولايات المتحدة وخصومها -على حد سواء- مع تولي الرئيس الخامس والأربعين قيادة الولايات المتحدة رسميًّا في العشرين من يناير 2017؛ لأن الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" (70 عامًا) لم يكن المرشح المفضل لدى الكثيرين لغموض سياسته الخارجية، فهو ليس ملتزمًا بأيديولوجية معينة، فهو لم يخرج من أوساط حزبية أو سياسية تُحدد نهجه السياسي، على عكس منافسته الديمقراطية "هيلاري كلينتون" التي يعرفها العالم جيدًا ما يسهل توقع سياساتها الداخلية والخارجية التي كانت ستتبعها إدارتها في حال فوزها بانتخابات الثامن من نوفمبر 2016.

وتتزايد هواجس الحلفاء من الإدارة الأمريكية الجديدة بسبب إعلان "ترامب" خلال حملته الانتخابية عن نيته حال وصوله إلى البيت الأبيض تبني سياسات من شأنها تقويض الأسس السياسية والأمنية والاقتصادية للنظام الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945، بتنصله من مبدأ "التضامن" لحماية الحلفاء في حال تعرض أحدهم للاعتداء. وفي المقابل طالبهم، لا سيما المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية واليابان، بالسعي لامتلاك سلاح نووي للدفاع عن أنفسهم في ظل غياب الالتزام الأمريكي بأمنهم طالما لا يدفعون مقابل الحماية، والتقليل من أهمية حلف شمال الأطلنطي (الناتو) ودوره في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين. هذا فضلا عن سياساته الاقتصادية التي أعلن عنها، وخاصة مطالبته بإلغاء الاتفاقيات التجارية الدولية، وتبني سياسات حمائية من شأنها تهديد حرية التجارة والليبرالية الاقتصادية للنظام الدولي الحالي. 

وستكتنف السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة حالة من الغموض؛ لعدم امتلاك الرئيس الجديد رؤية متماسكة للسياسة الخارجية، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى القول: "لا يعرف أحد ما سيقوم به "ترامب" حتى ولو كان "ترامب" نفسه". فضلا عن قوله الكثير من الأشياء ونقيضها خلال حملته الانتخابية. وما يُعقد من إمكانية استشراف السياسة الخارجية لفريق "ترامب" أنه قد أحاط نفسه بفريق متناقض في رؤيته لقضايا السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يضم ثلاثة تيارات مختلفة: أولها تيار "أمريكا أولا" الذي يُمثله الرئيس المنتخب ووزير خارجيته "ريكس تيرسلون"، وثانيها تيار "المقاتلين الدينيين" ويمثله مستشار الرئيس للأمن القومي "مايكل فلين، أما التيار الأخير فهو تيار "السياسة الخارجية التقليدية" ويعبر عنه وزير الدفاع "جيمس ماتيس". 

ولهذا، سيسعى الحلفاء والخصوم إلى اختبار الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة "دونالد ترامب" خلال أشهرها الأولى في البيت الأبيض، لمعرفة طبيعة السياسة الخارجية التي ستتبناها، وما سيطبقه الرئيس الجديد وفريقه مما تم إعلانه خلال حملته الانتخابية، وما أدلى به أعضاء إدارته خلال جلسات استماعهم أمام لجان مجلس الشيوخ للموافقة على ترشيحاتهم، وكيف ستحدث التحديات الدولية (الاقتصادية والأمنية) تحولات في رؤية "ترامب" والسياسات التي سيعتزم الرئيس تبنيها. 

وفي هذا الإطار، يسعى هذا الملف الذي يضم مجموعة من التحليلات والتقديرات التي نُشرت بموقع المركز، وتحليلات بمجلة "اتجاهات الأحداث" التي يُصدرها المركز كل شهرين بجانب عروض لدراسات أجنبية؛ إلى التعرف على تداعيات فوز "دونالد ترامب" في انتخابات الثامن من نوفمبر على الداخل الأمريكي، وكيف تفكر الإدارة الأمريكية، ورؤيتها لقضايا السياسة الخارجية، وانعكاس فوز "ترامب" على تطور الأحداث في منطقة الشرق الأوسط.