أخبار المركز
  • صدور العدد السادس من "التقرير الاستراتيجي" بعنوان "حالة الإقليم: التفاعلات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط 2024"
  • محمد خلفان الصوافي يكتب: (منتدى الخليج وأوروبا.. دبلوماسية جماعية للتهدئة الإقليمية)
  • معالي نبيل فهمي يكتب: (تأملات حول فشل جهود السلام الفلسطينية الإسرائيلية)
  • د. أيمن سمير يكتب: (المكاسب المُنتظرة: حدود فاعلية رسائل الضربات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة)
  • سعيد عكاشة يكتب: (مستقبل الحرب بين إسرائيل وإيران ومأزق "مصداقية الردع")

ذكرى إرهاب 11 سبتمبر (ملف)

هل أصبح العالم أكثر أمنا بعد التدخلات الأمريكية؟

02 نوفمبر، 2016

image

إعداد: عمرو عبد العاطي

ضربت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 القوتين الاقتصادية (مركز التجارة العالمي) والعسكرية (وزارة الدفاع) للولايات المتحدة الأمريكية، وقد وصفها الأمريكيون بمسميات عدة، منها: "بيرل هاربر" الجديدة و"الثلاثاء الدامي"، وعلى إثرها عسكرة إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" وأقطاب تيار المحافظين الجدد السياسة الخارجية الأمريكية، لتخوض الولايات المتحدة الأمريكية حربا دولية على الإرهاب بدأتها بحربين مكلفتين بشريا وماليا على أفغانستان (أكتوبر 2001) والعراق (مارس 2003). ومع مرور خمسة عشر عاما على تلك الهجمات الإرهابية يثار تساؤلا حول ما إذا كان العالم أكثر أمنا بعد مرور تلك الأعوام على تلك الهجمات الإرهابية؟

على الرغم من الحروب والتدخلات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة بمفردها، أو بالتعاون مع حلفائها على التنظيمات الإرهابية، إلا أنها أخفقت في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، حيث أن حالات التدخل العسكري الأمريكي بعد أحداث سبتمبر الإرهابية أنتجت دولا فاشلة تموج بالحروب الأهلية والصراع المذهبية والعرقية؛ ما وفر ملاذات آمنه للتنظيمات الإرهابية التقليدية التي يأتي على رأسها تنظيم "القاعدة" والتنظيمات التي تدين بالولاء له، فضلا عن ظهور تنظيمات إرهابية جديدة مثل تنظيم "داعش"، الذي أصبح أكثر قوة ونفوذا من تنظيم "القاعدة" الذي شنت ضده الولايات المتحدة الأمريكية حربين فشلتا في القضاء عليه. 

وقد فشلت الحرب الدولية على الإرهاب، ومليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة والدول الغربية على منظومتها الأمنية لحمايتها من هجمات إرهابية جديدة، لتشهد تلك الدول عمليات إرهابية على أراضيها، ولكنها لم تصل إلى كارثة أحداث سبتمبر الإرهابية. وقد كشفت تلك الأحداث عن تحولات في عمليات وتكتيكات التنظيمات الإرهابية، بحيث أصبحت التنظيمات الإرهابية تعتمد على أفراد ينتمون لها، أو يؤمنون بأفكارها داخل تلك الدول لتنفيذ هجماتها الإرهابية، وهو الأمر الذي يفرض مزيدا من التحديات أمام الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للدول. 

ومع الثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات تواجه الحرب على الإرهاب جملة من التحديات، بحيث أصبحنا أمام نوع جديد من الإرهاب. وفي الوقت الذي تعتمد فيه البني التحتية في الدول الغربية على الانترنت في الربط فيما بينها، وفي تقديم خدماتها للجمهور تصاعد الحديث في الأوساط الغربية عن احتمالية تنفيذ التنظيمات الإرهابية   "هجمات الكترونية" تشل البني التحية للدول الغربية لاسيما في القطاعات الحيوية مخلفة ضحايا مدنيين قد يفوق عدد من قتلوا في أحداث سبتمبر الإرهابية، ناهيك عن التكلفة الاقتصادية التي ستؤثر بالتبعية على قوة الدولة وموقعها في النظام الدولي. كما استفادت التنظيمات الإرهابية من الثورة التكنولوجية في عملية التجنيد ونشر أفكارها والعمليات التي تنفذها ما جعلها تصل إلى أكبر نسبة من المتلقين مع ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت في العالم. 

أدي تزايد العلميات الإرهابية داخل الدول الغربية رغم التكلفة المالية والبشرية التي تحملتها لمحاربة الإرهاب في تزايد حالة الخوف والفزع والتي استفاد منها التيار اليمني في الترويج لأفكاره المناهضة للإسلام والمسلمين، والمهاجرين المسلمين أو من دول المنطقة التي تضم تنظيمات إرهابية، وأن يفوز بالانتخابات في عدد من الدول الأوروبية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية يستغل المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" حالة الخوف والفزع الأمريكي من تنفيذ تنظيم "داعش" علميات إرهابية في تبني سياسات متشددة ضد المسلمين، حيث تحدث في السابق عن فرض حظر مؤقت على هجرة المسلمين إلي الولايات المتحدة، ثم تحدث عن اختبار أيديولوجي للمهاجرين للتأكد من إيمانهم بالقيم والمبادئ الغربية الليبرالية، ويستند "ترامب" على حالة الفزع في تعزيز فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية المقرر لها في الثامن من نوفمبر المقبل، والتي ستزيد في حال تعرض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية قبل فترة قصيرة من موعد ذهاب الناخب الأمريكي لصناديق الاقتراع حسب كثير من التحليلات الأمريكية. 

يضم هذا الملف عدد من التحليلات والتقديرات المنشورة على موقع المركز، وكذلك عروض الكتب والدراسات والتقارير التي تتناول القضايا المتعلقة بظاهرة الإرهاب والتي مرت بمرحلة من التطور بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. فيركز الملف على التنظيمات الإرهابية الجديدة على خلاف تنظيم "القاعدة" مثل تنظيم "داعش"، وأفكار تلك التنظيمات الإرهابية، وسبل التجنيد ونشر الأفكار، وتحليل للعمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم "داعش" في الدول الأوربية، واحتمالات تنفيذ التنظيمات الإرهابية هجمات الكترونية، وكيف تؤمن تلك الدول ذاتها من مثل تلك الهجمات، والاستراتيجيات المطروحة لمواجهة تنظيم "داعش" باعتباره التنظيم الإرهابي الأكثر قوة في الوقت الحالي. 

محاور الملف 

أولا: تفسير ظاهرة الإرهاب 

ثانيا: استراتيجية تنظيم "داعش" للتجنيد والانتشار 

ثالثا: العلاقة بين التنظيمات الإرهابية

رابعا: الهجمات الإرهابية في أوروبا وأمريكا وتركيا 

خامسا: استراتيجيات مواجهة الإرهاب