أخبار المركز
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)
  • بهاء محمود يكتب: (ضغوط ترامب: كيف يُعمق عدم استقرار حكومتي ألمانيا وفرنسا المأزق الأوروبي؟)
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)

تصعيد استباقي:

هل تندلع حرب أهلية في لبنان بعد تهديدات "نصر الله"؟

28 أكتوبر، 2021


أعلن حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، في 18 أكتوبر 2021، عن امتلاك حزبه لـ 100 ألف مقاتل مدربين ومجهزين، وجاء هذا التصريح خلال الإطلالة المتلفزة التي خصصها للتعليق على المواجهات المسلحة التي شهدتها منطقة الطيونة، يوم "الخميس الأسود" في 14 أكتوبر الجاري؛ وهي المنطقة التي تفصل بين منطقة الشياح المؤيدة للثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، ومنطقة عين الرمانة المؤيدة بأغلبيتها لحزب القوات اللبنانية. وإذ تزامنت هذه الأحداث مع تعقد عملية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، تُثار تساؤلات من قبيل ما هي دوافع إفصاح نصر الله عن عدد الـ 100 ألف مقاتل؟ وما هي التطورات المحتملة لمشهد ما بعد جولة العنف المسلح؟ وهل يمكن أن تندلع حرب أهلية في لبنان؟ 

مواجهات عديدة:

دخل لبنان بعد "أحداث الطيونة" في مرحلة من الجمود السياسي، تمثلت في توقف الحكومة اللبنانية عن الاجتماع خوفاً من انفراط عقدها من الداخل بعد أقل من شهر على نيلها الثقة، بالإضافة إلى تداعيات متعددة على الصعيد السياسي والإعلامي والقضائي وغيرها، تتمثل في الآتي:

1- مناظرة بين روايتين متناقضتين: نجح حزب القوات اللبنانية، مع انتهاء المواجهات المسلحة الأخيرة، في تسجيل تقدم في النقاط ضمن الشارع المسيحي، حيث استطاعت الرواية التي قدمها حول سبب اندلاع هذه المواجهات، والمتمثلة في اقتحام متظاهرين تابعين للثنائي الشيعي لبعض الأحياء المسيحية في منطقة عين الرمانة والتعرض للممتلكات الخاصة وإطلاق شعارات مستفزة مما دفع الأهالي إلى الدفاع عن أنفسهم، في إقناع الرأي العام المسيحي، ودحض الرواية المقابلة التي تحدثت عن كمين مسلح وعمليات قنص تعرض لها المتظاهرون السلميون والتي كان يسوق لها إعلام قوى "الثامن من آذار".

2- تصعيد إعلامي: منعاً لمحاولة استغلال قائد حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، هذه الأحداث لتصوير نفسه كحامي للشارع المسيحي، تتابع الظهور الإعلامي لرئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، وأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، للتركيز على نقطة واحدة وهي أن "ورقة تفاهم مار مخايل" (التي مهدت للتحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله) هي من حمت المسيحيين في لبنان، حيث خير باسيل، في 15 أكتوبر 2021، المسيحيين بين مشهدين؛ الأول هو مشهد التقاء نصر الله وميشال عون في كنيسة مار مخايل عام 2006 وبين مشهد "مواجهات الطيونة المسلحة" التي كان أحد أطرافها منافسيه أي أنصار حزب القوات اللبنانية، مؤكداً أن التعبير عن الرأي لا يبرر الرد عليه بالعنف. وتبعه نصر الله في 18 أكتوبر 2021، حيث أكد أن حزب الله شارك في القتال في سوريا من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي فيها، كما أنه منع التعرض لمناطق المسيحيين بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000، معتبراً أن أكبر تهديد للمجتمع المسيحي وأمنه هو حزب القوات اللبنانية الذي يسعى لجر لبنان نحو حرب أهلية من أجل خدمة زعامة رجل واحد، على حد وصف نصر الله. 

3- مواجهة قضائية: تقدم مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، بطلب للاستماع لإفادة رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، في ملف "أحداث الطيونة". وأعقب ذلك تداول إعلامي عن تجميد هذا القرار من قِبل المدعي العام التمييزي، القاضي غسان عويدات، الذي عاد وأوضح في بيان له أن الاستماع إلى جعجع هو موضوع قيد المتابعة من قِبل السلطات المعنية لمعرفة من هي الجهة الصالحة للاستماع له ومن دون تقييد تنفيذ الطلب بمهلة زمنية. ولاحقاً ربط جعجع مثوله أمام القضاء بمثول حسن نصر الله قبله، معتبراً، في تغريدة له يوم 22 أكتوبر 2021، أن "الطرف الأساسي في أحداث عين الرمانة يعتبر نفسه فوق القانون وللأسف يجاريه القضاء العسكري حتى الآن بهذا الاعتقاد".

4- مخاوف من فبركة الملفات: يدرج البعض طلب الاستماع لجعجع في خانة تعمد إحراجه، خصوصاً أنه كان من أشد المدافعين عن خطوات القاضي طارق البيطار في استدعاءاته التي طالت شخصيات من الصف الأول وتدور في فلك حزب الله في ملف انفجار مرفأ بيروت، فيما يمتنع جعجع الآن عن الذهاب إلى القضاء. ويبدو أن هذا الاشتباك القضائي مؤهل للتصاعد أكثر، خصوصاً مع استحضار سيناريوهات قديمة مشابهة أدت الى حظر أنشطة حزب القوات اللبنانية في عام 1994 عقب قضية تفجير كنيسة سيدة النجاة. وفي هذا السياق، تم تسجيل دخول لافت للبطريرك بشارة الراعي الذي أعلن "رفضه تحويل من دافع عن كرامته وأمن بيئته إلى لقمة سائغة ومكسر عصا".

5- مراجعات سياسية: بعد "مواجهات الطيونة"، دخلت القوى السياسية اللبنانية في مراجعة شاملة ودقيقة لحساباتها. فحزب الله الذي يعتمد كثيراً على تعبئة بيئته وتماسكها من أجل تحقيق أهدافه السياسية، بدأ يكتشف أن لهذه التعبئة أضراراً جانبية، حيث كثيراً ما يؤدي انزلاق حماس أنصاره المعبئين نحو شعارات متعالية إلى الدخول في مواجهة مع مكونات وشرائح جديدة في المجتمع اللبناني كان حزب الله يعتبر أنها محايدة أو لا تتحسس من سلاحه، وقد تعطل هذه المواجهات غير المحسوبة من قدرته على الاستفادة من فائض القوة الذي يمتلكه. فيما يحاول التيار الوطني الحر، حليف حزب الله والمتخوف من خسارة حيازته أكبر عدد من النواب المسيحيين، تأخير موعد الانتخابات النيابية المقبلة. 

رسائل تصعيدية:

على الرغم من وضع حسن نصر الله الـ 100 ألف مقاتل في سياق منع اندلاع حرب أهلية في لبنان وليس من باب التهديد بها، فإن كشفه عن هذا العدد له أبعاد ورسائل أخرى، وتتمثل فيما يلي:

1- التغطية على إخفاقات حزب الله: قد يكون هدف نصر الله من اختيار هذا التوقيت بالذات للإفصاح عن الـ 100 ألف مقاتل، يتمثل على الصعيد المحلي في الحاجة إلى مخاطبة بيئة حزب الله من أجل رفع معنوياتها خصوصاً بعد تعرض الحزب لعدة انتكاسات داخلية في الفترة الأخيرة؛ أولها كان في أحداث منطقة خلدة في أغسطس 2021، حيث حصلت مواجهة عسكرية بين عناصر من حزب الله وبعض أهالي المنطقة أدت إلى خسارة معنوية للحزب. ولاحقاً في حادثة بلدة شويا الجنوبية في أغسطس الماضي أيضاً، حيث تم اعتراض ومصادرة قاذفة صواريخ لحزب الله كانت عائدة من تنفيذ عملية قصف على حدود البلدة باتجاه إسرائيل، وتفجر غضب الأهالي تجاه قلة مسؤولية قيادة حزب الله من حيث تعريض سكان البلدة للخطر من أجل الدفاع عن مصالح ايرانية بحتة. ثم "أحداث الطيونة" الأخيرة، حيث سقط لحزب الله عدة ضحايا، بالإضافة إلى فشل مساعيه القضائية والسياسية لعزل المحقق العدلي طارق البيطار. وبالتالي فإنه من المهم بالنسبة لحزب الله أن يظهر أمام جمهوره في وقت الانتكاسات هذه، بأنه لم يعد حركة مقاومة صغيرة بل أصبح يضاهي أكبر الجيوش.

2- رسالة للقوى المراهنة على الأغلبية النيابية القادمة: تحظى الانتخابات التشريعية المقبلة في لبنان في 2022، بحيز واسع من الاهتمام الخارجي خصوصاً لدى الدوائر الأمريكية والأوروبية، إلى درجة دفعت الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة شرق المتوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، للتصريح مؤخراً بأن بروكسيل مستعدة لفرض عقوبات على أي شخصية لبنانية في حال عرقلتها للعملية الانتخابية في لبنان. وأصبح متداولاً أن نتائج هذه الانتخابات ستُغير شكل الأكثرية الحالية في لبنان المؤيدة لحزب الله، إذ يعاني تيار رئيس الجمهورية الحالي من تراجع واسع من حيث الشعبية في الشارع المسيحي، مع تقدم لقوى ثورة 17 تشرين ولحزب القوات اللبنانية.

وبالتالي يبدو أن نصر الله أراد عبر ذكر عدد مقاتليه الكبير إرسال رسالة استباقية إلى المراهنين على أن تغير شكل الأغلبية وتحولها إلى الجبهة المعارضة سيؤدي إلى تجريد حزب الله من سلاحه، حيث يحاول إبلاغهم بطريقة غير مباشرة بأن حساباتهم لن يُكتب لها التحقيق، خصوصاً أن حزب الله كان محاصراً بين عامي 2005 و2018 بأغلبية مناهضة له ولم تنجح في إنجاز هذه المهمة. 

3- استعراض للقوة أمام الخارج: يبدو أن حزب الله مدرك لعدم رغبة أي طرف خارجي (أمريكي أو أوروبي) في التدخل عسكرياً من أجل منع تمدده أو سيطرته على مفاصل الدولة في لبنان، ويعرف تماماً أن أهداف الدعم الأمريكي المستمر للجيش اللبناني منذ عام 2005 يأتي في سياق إيجاد بديل للتصدي لتمدد حزب الله من دون الدخول في مواجهة مباشرة معه. كما أن حزب الله مطلع على النقاشات التي كانت تدور بين قوى التغيير والمجتمع المدني في لبنان مع بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية السابقة والحالية حول ماهية مهمة الجيش اللبناني المطلوبة منه أمريكياً؛ وهي حماية المتظاهرين السلميين وقوى المعارضة في حال تعرضهم للاعتداء من قِبل أنصار حزب الله، وهو ما حدث في عدة مناسبات في السابق إبان ثورة 17 تشرين.

وبالتالي فإن الرسالة التي ربما أراد نصر الله توجيهها للخارج، وللأمريكيين بشكل خاص، هي أنه على الرغم من كل الدعم الأمريكي للجيش اللبناني، فإن عدد مقاتلي حزب الله الذي يناهز الـ 100 ألف مقاتل هو أكبر من عدد أفراد الجيش اللبناني المُقدر بـ 85 ألفاً. ويبدو أن هذه الرسالة مقصود بها أيضاً، في بعض جوانبها، إلهاء الداخل الإسرائيلي حول صحة أو عدم صحة العدد الذي ذكره نصر الله، وبما يؤدي إلى تشكيل مصدر قلق مستمر ودائم لتل أبيب من جانب حزب الله. 

4- استباق نتائج التحقيق في انفجار مرفأ بيروت: تظهر الوقائع المتتالية تخوف حزب الله من نتائج التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، حيث بدأت أولى معالم هذه الخشية تتكشف منذ أغسطس الماضي، واعتبر حسن نصر الله في إطلالة متلفزة له أن القاضي بيطار "يقود التحقيق نحو التسييس". ثم تبع ذلك توجيه تهديد للبيطار من قِبل رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، في 22 سبتمبر الماضي، خلال زيارة كان يقوم بها إلى قصر العدل. كما هدد ممثل الثنائي الشيعي على طاولة مجلس الوزراء، في 12 اكتوبر 2021، بأن تنفيذ مذكرة التوقيف بحق النائب علي حسن خليل والتي سطرها البيطار سوف تقود إلى فتنة. 

ومن المحتمل أن يكون إعلان نصر الله لعدد مقاتليه يأتي في سياق التحذير الاستباقي من مغبة المُضي قدماً في تحميل حزب الله أي مسؤولية عن انفجار المرفأ، خصوصاً أن هناك عدة قراءات تعتبر أن الحزب قد توصل إلى اختراق التحقيق في المرفأ، وهو بالتالي حسب هذه القراءات يحاول مقايضة التحقيق في "أحداث الطيونة" بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت.


احتمالات الحرب الأهلية:

يكثر استحضار فكرة الحرب الأهلية في خطابات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ولكن في المرة الأخيرة كان الاستحضار مسبوقاً بمواجهات عسكرية حية على الأرض. وتتحدد احتماليات الانزلاق نحو حرب أهلية جديدة في لبنان، في السيناريوهات التالية:

1- إمكانية اندلاع حرب أهلية: هناك وجهة نظر في لبنان تعتبر أن حزب الله يتصرف في لبنان كأنه جالية إيرانية موجودة على أرضه، ومن غير المستبعد أن يندفع للقتال في التوقيت الذي يناسب تطلعات إيران وللدفاع عن مصالحها. كما يؤكد البعض أن الانزلاق نحو حرب أهلية لا يحصل دفعة واحدة، وإنما عبر تعدد وتوالي المناوشات، حيث يجد الأطراف أنفسهم فجأة بعد عدة جولات من القتال أنهم أصبحوا في قلب الحرب الأهلية. 

وانطلاقاً من رمزية المكان الذي حصلت فيه أحداث "الخميس الأسود" يوم 14 أكتوبر 2021، تجدر الاشارة إلى أن شرارة الحرب الأهلية في عام 1975 انطلقت من نفس المكان أي من محور الشياح – عين الرمانة، ولم يكن في الحسبان حينها أن الأمور سائرة في اتجاه حرب أهلية ستستمر زهاء 15 عاماً. كذلك فإن المسوغ الذي أعطاه حسن نصر الله لنفسه بأنه يمتلك 100 ألف مقاتل من أجل منع حرب أهلية، سيعطي مسوغاً للأطراف الأخرى المواجهة له للتسلح أيضاً من أجل ردع فكرة الاعتداء عليها. 

2- استبعاد نشوب حرب أهلية: ثمة وجهة نظر أخرى تعتبر أن نشوب حرب أهلية هو أمر مستبعد؛ وذلك لعدة أسباب، وهي أنه ليس هناك إلا فريق واحد مسلح في لبنان وهو حزب الله، وأن أطراف النزاع قرروا عدم الدخول في مواجهة عنيفة في الوقت الحالي بالرغم من وجود خلافات مستفحلة بينهم. كما يرى أنصار هذا الاتجاه أنه لكي تحدث حرب أهلية في دولة معينة يجب أن تتحقق 3 انقسامات حادة (داخلياً، إقليمياً، ودولياً) حول دور هذه الدولة ووظيفتها. وفي الحالة اللبنانية، قد توجد الانقسامات الداخلية والإقليمية، ولكن على الصعيد الدولي هناك إجماع روسي - أمريكي - أوروبي على ضرورة أن يبقى الأمن في لبنان مستقراً، وضرورة تحييد هذا البلد عن حرائق المنطقة.

3- الاستهداف بالتفرد: أيضاً هناك وجهة نظر تميل إلى أن حزب الله يهدف إلى استهداف حزب القوات اللبنانية بشكل منفرد عبر توظيف تغلغله في أجهزة الدولة القضائية والإدارية والأمنية، ولكن هذا الاستفراد لن يؤدي إلى ما يريده حزب الله؛ وذلك لعدة أسباب، منها غياب الوصاية السورية التي كانت مفروضة على لبنان سابقا، فضلاً عن أن تطورات التحقيق في انفجار مرفأ بيروت أظهرت أن هناك مفاصل في الدولة ما زالت عصية على التطويع من قِبل حزب الله.

4- سيناريو التهدئة: يمكن أن يتبلور سيناريو للتهدئة ويعمل عليه بعض الوسطاء وفي مقدمتهم رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، من أجل رأب الصدع بين أطراف الصراع، وذلك من خلال مثلاً إيجاد صيغة عملية لتطبيق اقتراح قانوني يقضي بإنشاء هيئة اتهامية عدلية للنظر في قرارات المحقق العدلي طارق البيطار وتحديداً فيما يتعلق بنواب ووزراء يتمتعون بالحصانة والعمل على إبطالها أو تثبيتها، أو التصويت في الحكومة على سحب ملف التحقيق في انفجار المرفأ من المجلس العدلي. فقد يكون هذا الحل مدخلاً لعودة وزراء الثنائي الشيعي إلى حضور اجتماعات الحكومة، وبالتالي إعادة إحيائها من جديد.