قائمة مصادر تهديد الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، أصبحت أطول مما يمكن تخيله، فقد تزايدت التهديدات إلى درجة يصعب معها حصرها أو تحليلها، وفقاً للمفاهيم المعتادة، حتى إن بعضها يحتاج إلى "اسم"، ويحتاج بعضها الآخر إلى تغيير الاسم، فتعبير مثل "الدول الفاشلة" هو في حقيقة الأمر "حقل ألغام" تنفجر ذاتياً، حتى لو لم يتم السير فوقها أو الاقتراب منها، والمشكلة أن كثيراً منها يمس حياة البشر، وليس نمط حياتهم، فهي لا تؤدي فقط إلى إرباكهم أو إفقارهم، وإنما قد تقود إلى قتلهم، حتى في أماكن يفترض أن يشعروا فيها، بمستوى من الأمان، كالمساجد والفنادق، كما حدث في الكويت وتونس، ناهينا عن الشوارع، كما وقع في مصر، وهي حالات مستقرة، بالمناسبة، قياساً بدول أو مناطق لا يوجد فيها مكان للهروب إليه.