كان القضاء على الجدري على مستوى العالم منذ أكثر من 40 عاماً أحد أعظم الإنجازات في تاريخ الصحة العامة، حيث قُضى على سبب من أسباب الوفاة والعمى والتشوه الذي اُبتليت به البشرية؛ ولكن على الجانب الآخر، أدى ذلك أيضاً إلى إنهاء برنامج التطعيم العالمي الذي وفّر الحماية ضد فيروسات الجدري الأخرى، ويشمل ذلك جدري القرود، الذي بدأ ينتقل من الحيوانات إلى البشر منذ سبعينيات القرن الماضي.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت وتيرة الإصابة بجدري القرود تزايداً مُطرداً، ولم يعد الأمر قاصراً على غرب ووسط أفريقيا، باعتبارها المنطقة التي شهدت بداية تفشي هذا المرض، حيث اتسع نطاق انتشار جدري القرود ليشمل أوروبا، والأمريكتين الشمالية والجنوبية، والشرق الأوسط، وأستراليا؛ مما جعل منظمة الصحة العالمية ودول العالم في حالة تأهب لمكافحة هذا الفيروس.
وفي هذا السياق، يُسلط العدد (22) من سلسلة "رؤى عالمية"، الضوء على أبرز الكتابات الغربية التي تطرقت إلى مرض جدري القرود، من خلال تناول تاريخه وخلفية انتشاره، والأعراض المُرتبطة به، وخريطة انتشاره حالياً، بالإضافة إلى مسألة التطعيمات والوقاية من المرض، وصولاً إلى الحديث عن إدارة هذه المخاطر من خلال الحديث عن كيفية تعاطي الدول والمجتمعات مع جدري القرود.