يشهد النظام المالي العالمي تحولات ملموسة في ضوء المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الأخيرة حيث عزز ما يُعرف ب “تسليح الدولار”، واستبعاد روسيا من نظام المراسلات البنكية “سويفت”، مع ظهور اتجاه دولي يسعى لمواجهة الهيمنة الدولارية على النظام الاقتصادي العالمي، وذلك عبر إنشاء أنظمة مالية موازية واستخدام العملات غير الدولارية كوسيلة للتبادلات التجارية والمالية.
إن الاتجاه نحو التعددية القطبية الاقتصادية ليس ظاهرة جديدة؛ إذ تحاول أمريكا اللاتينية وبعض الدول الآسيوية منذ عقود الابتعاد عن فلك النفوذ الاقتصادي الأمريكي المتمثل في الدولار، ولكنها لا تزال تواجه عقبات جمة في سبيل تحقيق ذلك. ومع انضمام روسيا الصين وروسيا للجهود الرامية لإزالة الدولار قد تواجه عقبات مماثلة، لكنها على أية حال ستكون وضعت لبنة لتأسيس نظام مالي موازي يكتسب حصة إضافية عاماً بعد آخر، ومما قد يحد من الوضع المهمين للولايات المتحدة على هيكل النظام السياسي الدولي في الوقت الراهن.
أولاً: مناورة روسية-صينية
اتضح الاتجاه نحو نزع الدولرة عن النظام الدولي في القمة الأخيرة التي عقدتها . . .
