أخبار المركز
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)
  • بهاء محمود يكتب: (ضغوط ترامب: كيف يُعمق عدم استقرار حكومتي ألمانيا وفرنسا المأزق الأوروبي؟)
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)

تسييس المدركات:

تأثير الانتماء السياسي على استجابة الأفراد لأزمة كورونا

28 يوليو، 2020


كشفت جائحة "كورونا" عن الارتباط الوثيق بين الانتماءات السياسية والتوجهات تجاه تفشي الفيروس والإجراءات المتخذة لمواجهته، فعلى الرغم من اعتبار أزمة كورونا قضية طبية وعلمية في المقام الأول، إلا أن السياسة ظلت تشغل حيزاً محورياً في تفاعلات الجماعات والأفراد معها، وهو ما يعود إلى أن هناك عدد من الأمور تؤثر في الجدل حول كورونا ومنها: العداء للعلم لاسيما لدي اليمين والشعبويين، والاستقطاب السياسي، وتأثير المنصات الإعلامية المختلفة، ودرجة الثقة في السياسيين، والرغبة في الحفاظ على الاتساق النفسي.

توجهات مسيسة: 

يشير استطلاع رأي صادر عن "مركز بيو" في مايو 2020 إن 43% فقط من الأمريكيين المؤيدين للحزب الجمهوري، يعتقدون أن فيروس كورونا المستجد يشكل تهديدًا كبيرًا على صحة السكان. بينما ارتفعت النسبة بين مؤيدي الحزب الديمقراطي إلى 82%. ويرصد الاستطلاع ذاته أن الجمهوريين أكثر ميلًا من الديمقراطيين للقول بأن أرباب العمل يفعلون ما يكفي لحماية عمالهم. حيث يرى 82% من الجمهوريين مقابل 59% من الديمقراطيين أن تجار التجزئة عبر الإنترنت قد فعلوا ما يكفي لحماية موظفيهم، والنسبة 80% من الجمهوريين مقابل 60% من الديمقراطيين فيما يخص أن محلات البقالة فعلت ما يكفي في هذا الشأن. ومع الاعتقاد بأن التوجهات الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بحقوق العمالة لدى هؤلاء لعبت دورًا في آرائهم، لكن يمكن أيضًا الربط بين هذه الآراء وبين مدى الاعتقاد في خطورة الفيروس، وبالتالي الإجراءات الحمائية والوقائية المطلوبة.  

كما أفاد مركز بيو في أنه في حين يعتقد 83٪ من الجمهوريين بأن استجابة "ترامب" للجائحة كانت ممتازة أو جيدة، فقد اعتقد 18٪ فقط من الديمقراطيين بذلك . ومع صحة القول بأن هذا التقييم تدخل فيه عوامل سياسية ومواقف مسبقة تجاه "ترامب"، فإن ذلك لا ينفي أن درجة الاعتقاد في خطورة الفيروس ومدى ملاءمة السياسات المتخذة تلعب دورًا هامًّا في هذا التقييم.

وأظهر استطلاع آخر أيضًا أن الديمقراطيين أكثر اقتناعًا من الجمهوريين بأن انتشار الفيروس يشكل خطرًا صحيًّا شديدًا في مجتمعهم، وأن الجمهوريين أكثر تعاملًا واختلاطًا في الأماكن العامة من الديمقراطيين، وكذلك أن الجمهوريين قلقون أكثر من الديمقراطيين بشأن التأثير الاقتصادي للجائحة، وهو ما يمكن ربطه بالقيام بسلوكيات وتأييد سياسات تُغلّب الجوانب الاقتصادية على الصحية، حيث يقول الاستطلاع ذاته إن الديمقراطيين أكثر تأييدًا من الجمهوريين لمقولة إنه "يجب على الأمريكيين أن يواصلوا التباعد الاجتماعي ما دامت هناك حاجة لكبح انتشار الفيروس التاجي حتى لو كان ذلك يعني استمرار الضرر للاقتصاد"،  وذلك يعكس أيضًا الفارق في درجة الاعتقاد بخطورة الفيروس.

وفي استطلاع سُئِل فيه الأمريكيون عن قيامهم بـ11 سلوكًا صحيًّا وقائيًّا، تتراوح من غسل أيديهم بشكل متكرر، وارتداء قناع الوجه، إلى شراء المزيد من المواد الغذائية والإمدادات؛ وجد أنه "بينما تتبنى أغلبية الطرفين سلوكيات صحية حاسمة، مثل غسل أيديهم كثيرًا، إلا أن هناك اختلافات حزبية ملحوظة لصالح الديمقراطيين" ، وهو ما يؤكده استطلاع آخر ذكر أن احتمال ارتداء الجمهوريين للكمامات في الأماكن العامة 56% مقارنة بـ74% بين الديمقراطيين. 

شكل (1): نتائج استطلاع رأي يوضح اختلاف استجابات الديمقراطيين والجمهوريين في التعامل مع "كورونا"


المصدر:

Sander van der Linden, and others, Coronavirus: new survey shows how Republicans and Democrats are responding differently, The Conversation, May 12, 2020,

وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب، أن 73% من الديمقراطيين يخشون أن يتعرضوا هم أو أحد أفراد أسرتهم لفيروس كورونا مقابل 42% فقط من الجمهوريين. كما أوضح استطلاع آخر أن ما يزيد قليلًا على نصف الجمهوريين يعتبرون التهديد من الفيروس مبالغًا فيه مقارنة بخُمس الديمقراطيين.  وهو ما يجد صداه في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "كايزر فاميلي" الذي أوضح أن حوالي نصف الديمقراطيين قد عطّل تفشي الفيروس حياتهم على الأقل، وأنهم غيّروا خطط السفر وقرروا عدم حضور تجمعات كبيرة، فيما كانت النسبة الثلث بين الجمهوريين. 

ومن العرض السابق يمكن إجمال أن استطلاعات الرأي التي تناولت المواطنين الأمريكيين خَلُصَت إلى أن المنتمين والمؤيدين للحزب الجمهوري أقل إدراكًا واقتناعًا بخطورة فيروس كورونا، ومن ثم أقل خوفًا منه، وبالتالي أقل التزامًا بالسلوكيات الوقائية، وأقل مطالبةً بمزيد من السياسات الحكومية في هذا الشأن.

إدراكات "كورونا":

تلعب الإدراكات دورًا رئيسًا في سلوكيات الأفراد المترتبة على هذه الإدراكات، وقد نبهت دراسات مختلفة إلى أهمية إدراك المخاطر المترتبة لتحفيز الخطوات التي يتخذها الناس لحماية صحتهم.  وتلعب الانتماءات السياسية دورًا هامًّا في تشكيل هذه التصورات عبر عدة طرق وأسباب منها:

1- الانتماءات السياسية: تشكل الانتماءات السياسية والمؤسسات السياسية إدراكات الأفراد ومن ثم سلوكياتهم، حيث يمكن اعتبار الانتماءات والأحزاب نافذة الأفراد لإدراك وفهم الأحداث المختلفة وتشكيل موقف تجاهها، مما يدعم أن تكون مواقف وإدراكات غالبية المنتمين لتيار سياسي واحد متقاربة ومن ثم سلوكياتهم. حيث يكون الفرد جزءًا من جماعة تجمعه بأعضائها أفكار وتفسيرات ومواقف مشتركة، ويعيد تعريف نفسه من خلال هذه الجماعة.

2- "عداء العلم": تؤثر الأيديولوجيات والأفكار السياسية على تفسيرات الأفراد للحوادث وسلوكياتهم تجاهها. فقناعات مثل زهد الدنيا والقدرية والمؤامرة وغيرها هي قناعات تنتجها معتقدات الشخص، وتتحكم في السلوك المتخذ حيال الظواهر والأحداث المختلفة. ويكون للأشخاص أصحاب الأيديولوجيات والأفكار الواحدة مواقف متشابهة تجاه أفكار أو مؤسسات يعتقدون أو لا يعتقدون فيها. وفي هذا الصدد، يقول الباحث "جيفري كاباسيرفيس"، إن "ميل الناخبين والمسؤولين في الحزب الجمهوري إلى التقليل من المخاطر يعكس جزئيًّا رسائل ترامب الرافضة في البداية حول الأزمة. لكنها قد تتعلق أيضًا بشك أيديولوجي أعمق بالعلماء ووسائل الإعلام وخبراء متخصصين في الحكومة الفيدرالية ".

3- تأثير الإعلام: يلعب الإعلام دورًا مهمًّا في صناعة الرأي العام وفي تشكيل قناعات الأفراد ومعارفهم، وعادة يلجأ الأفراد إلى متابعة وسائل الإعلام المتوافقة معهم والمحسوبة أو التابعة أو المؤيدة لتياراتهم السياسية. وذلك ثقة في تياراتهم السياسية وفي هذه القنوات من جهة، ورغبة في تناول الأخبار من رؤى ووجهات نظر متوافقة مع معسكرهم الفكري والسياسي من جهة أخرى. وعلى الأقل فإن الأفراد يتابعون منصات إعلامية تجمع بينها حدود مقبولة من التوافق الفكري والسياسي. وبذلك فإن هذه المنصات المسيسة تشكل قناعات وإدراكات الأفراد نحو الظواهر والأحداث (فيروس كورونا في هذه الحالة) بما يتوافق مع الأحزاب أو التيارات السياسية التابعة لها.

4- الثقة السياسية: تعتبر الثقة السياسية من قبل المواطنين في زعمائهم أو أحزابهم من العوامل المؤثرة في سلوكهم السياسي والاجتماعي، حيث يصدق الأفراد ما يقوله ويروجه الساسة ومن ثم يتصرّفون على أساسه، فترويج رؤساء -مثل "ترامب" و"بولسونارو"- لمقولة أن "فيروس كورونا ما هو إلا إنفلونزا بسيطة" يدفع المؤيدين لهم والواثقين في حديثهم إلى التهوين من الفيروس، وعدم اتخاذ إجراءات وقائية كافية. وفي هذا الصدد، تُشير دراسة تحليلية لمعهد "رويترز للصحافة" إلى أن البيانات غير الصحيحة التي صرح بها شخصيات سياسية، أدت إلى مستويات جهلٍ أعلى بالوباء في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا، وأن أفرادًا وضعوا ثقتهم في سياسيين قدموا روايات خاطئة عن الفيروس تسببت في أن يكون لديهم معلومات أقل ومن ثم سلوكيات مختلفة عن غيرهم رغم امتلاك المستوى ذاته من الذكاء. 

5- اتساق نفسي: تحتاج النفس البشرية إلى تحقيق توافق بين أفعالها ومعتقداتها، ولذلك من غير اليسير على الفرد أن يقوم بسلوكيات متناقضة مع ما تروج له الأحزاب التي ينتمي إليها وما يروجه القادة الذين يؤيدهم. ولا يَسهُل أن يتقبل الفرد اتّباع رؤى وسلوكيات الأحزاب والتيارات المختلف معها مقابل ترك رؤى وسلوكيات الأحزاب والتيارات المؤيد لها.

6- البيئة والسياق: بشكلٍ ما فإن للأحزاب والتيارات السياسية أماكن نفوذ، ولكل حزب في المجتمع الأمريكي -على سبيل المثال- المدن التي تعتبر محسومة له في الانتخابات وتعتبر من معاقله، ويجمع بين هذه المناطق بدرجة ما سياق عام للبيئة المحيطة وأوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية تحفز تأييد الأشخاص للحزب وقناعتهم بأفكاره. وفي تلك النقطة فإن ميل الأماكن ذات الميول الديمقراطية إلى الشعور بالتأثير يعكس فيما يعكس الفوارق والفصل الاقتصادي بين الحزبين. حيث يسيطر الديمقراطيون الآن في الولايات المتحدة على الأماكن الأكثر اندماجًا في الاقتصاد العالمي والأكثر اندماجًا في منظومة العولمة، والتي بطبيعة الحال تكون أكثر عرضة لاستقبال زائرين أجانب أو مسافرين للخارج أو منتقلين من ولايات مختلفة.  وهو في هذه الحالة من عوامل انتشار الفيروس، ومن ثم الشعور بخطره عن قرب. بالإضافة إلى ما تتركه تلك البيئة المحيطة من تأثيرات على أفكار الأفراد وأيديولوجيتهم. ناهيك عن مسألة المستويات الاجتماعية والاقتصادية التي تترك تأثيراتها على أفكار وانتماءات وسلوكيات الأفراد.

7- الاستقطاب السياسي: يلعب الاستقطاب السياسي دورًا في تشكيل إدراكات وتصورات وسلوكيات متناقضة لدى أتباع التيارات والأحزاب المختلفة، حيث يميل الأفراد المسيسون في البيئات التي تعيش استقطابًا سياسيًّا إلى التشكيك في صحة مواقف الطرف الآخر ورفض التسليم برؤاه وتصوراته، وهو ما يدفعهم إلى تصديق روايات غير منطقية، أو اتّباع سلوكيات غير صحيحة لمجرد تناقضها مع الطرف الآخر، مع السعي إلى إثبات أنهم الطرف صاحب الرؤية الأصح والسلوكيات الأفضل، وهو أمر له خطورته على مستوى صناعة السياسات، وعلى مستوى السلوكيات المجتمعية. ففي مجتمعات الاستقطاب تختفي الموضوعية، فيدعم أنصار الحاكم قراراته ورؤاه ولو كانت غير علمية وخاطئة، بينما يرفض المعارضون قرارات الحاكم ولو كانت صائبة، ويحشد كل طرف لرؤاه، ويخشى الطرفان من أن يحقق الآخر نصرًا سياسيًّا أو يكسب أنصارًا جددًا. في حين أن الكوارث والجوائح تستدعي إيمانًا بوحدة المصير، وجماعية النجاة، وتشكيل قناعات موضوعية ومنطقية لا تخضع للخلافات الشخصية أو السياسية. مما دفع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس غيبريسوس" إلى التحذير من تسييس الفيروس، مؤكدًا أن "الحد من الانقسام السياسي أمر حاسم لمعالجة الوباء" .

ارتدادات عكسية: 

أشارت الاستطلاعات إلى أن "الهوية السياسية -سواء كان شخصًا جمهوريًّا أو ديمقراطيًّا- تؤثر على استعداد الأمريكيين لتبني سلوكيات صحية وقائية، على سبيل المثال ما إذا كانوا سيرتدون قناع الوجه أو يستخدمون مطهر اليدين في كثير من الأحيان "، حيث لا تتوقف الاختلافات الضخمة بين الجمهوريين والديمقراطيين على تقييمهم لاستجابة "ترامب" للجائحة فقط، بل تمتد إلى مستوى الخطر الأساسي والحاجة إلى تغيير السلوك الشخصي.  إلا أن ذلك لا يعني أن هذه الفجوة في الاستجابات تتسع بمرور الوقت، أو أنها تظل واسعة، بل على العكس فإنها معرضة للتضاؤل، خاصةً عندما يتعلق الأمر بجائحة واسعة الانتشار والتأثير مثل وباء كورونا. 

وكلما أثبت الواقع حقيقة المخاطر وزاد انتشار الفيروس ووصل إلى دوائر اجتماعية أقرب وأصاب الفرد أو أسرته، تضايقت الفجوة، حيث يبدأ الأفراد في تصحيح إدراكاتهم وتصوراتهم ومن ثم سلوكياتهم نتاج الخبرة الواقعية والخطر القريب والمرئي والواضح.

وفي ارتداد عكسي، تتأثر الثقة السياسية والانتماءات السياسية –التي كانت سببًا في تكوين إدراكات وسلوكيات خاطئة وغير دقيقة سابقًا- بهذه التحولات المعرفية والسلوكية والإدراكات الجديدة، حيث يمكن أن تتسبب في تشكك بعض الأفراد في زعمائهم وتياراتهم وأحزابهم التي روجت للتصورات المغلوطة ودفعتهم إلى تبني السلوكيات التي أثبت الواقع خطأها. فكما أن الانتماءات السياسية تساهم في تشكيل إدراكات الأفراد، فإن هذه الإدراكات تتأثر أيضًا بالواقع الذي قد يُثبت خطأ التصورات التي روجها زعماء وأحزاب، مما يحد ويضعف من ثقة الأفراد بهم، وقد يدفع البعض إلى التحول عنهم إلى ساسة وتيارات امتلكت تصورات علمية وأكثر تماسكًا ودقة وزادت من معدلات الثقة السياسية بهم. كما تزداد ثقة المسيسين الذين أثبت الواقع صحة إدراكاتهم وسلوكياتهم في أحزابهم وزعمائهم الذين وجهوهم وأرشدوهم بدقة، وساهموا في تشكيل إدراكات ساعدتهم على اتخاذ سلوكيات أكثر جدوى ونفعًا. فالمنتمي يبحث عن إجابات ويقين، ومن الممكن أن يغير من انتمائه إذا ما اكتشف سرابًا أو زيفًا أو تعرض لضرر نتاج هذا الانتماء وهذه الثقة، كما يعززه إذا ما وجد يقينًا ونفعًا وسلامةً نتاج هذا الانتماء وهذه الثقة.

ختاماً تتأثر استجابات الأفراد للظواهر والأحداث بإدراكاتهم ومعارفهم التي تساهم انتماءاتهم السياسية وتياراتهم وزعماؤهم في تشكيلها بوسائل عدة. ولذلك، فقد يقوم أفراد مختلفون في انتماءاتهم السياسية ولديهم مستوى التعليم والذكاء نفسه بسلوكيات واستجابات مختلفة تجاه الظاهرة نفسها. إلا أن الظواهر شديدة الانتشار والتأثير تستطيع أن تفرض نفسها، وأن تغير عبر الخبرة الواقعية من هذه الإدراكات وتثبت خطأها، مما قد يؤثر بشكل ما على الثقة والانتماء السياسِيَّيْن.