أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)

العمالقة الرقميون:

أدوار المنصات الإلكترونية في سياسات الصين التكنولوجية والتجارية

01 مارس، 2024

image

تحولت المنصات الرقمية إلى شكل جديد من أشكال التنافس بين الدول الكبرى، خاصةً بين الولايات المتحدة والصين؛ فخلال العقد الأخير، اتجهت الدولتان كل على طريقتها الخاصة إلى استخدام هذه المنصات والشركات الكبرى التي تديرها، لتحقيق أهداف اقتصادية وتجارية، بل وجيوسياسية وثقافية أيضاً، في ظاهرة أطلق عليها بعض الأكاديميين "المنصات الرقمية المُوجهة"، وأطلق عليها آخرون "رأسمالية المنصات الإلكترونية".

وتتقاطع "رأسمالية المنصات" حالياً في الصين والولايات المتحدة مع الاتجاهات الخاصة بالتنافس بينهما تجارياً وتكنولوجياً، وهو ما زاد من أولوية اهتمام الدولتين بالمنصات، إما بالتدخل المباشر لتوجيه وتنظيم عمل هذه المنصات مثلما الحال في الصين وإما بالتعاون بين القطاعين العام والخاص للاستفادة من خدمات وتقنيات هذه المنصات كما في حالة الولايات المتحدة؛ بل إن هذا التنافس أصبح لا يدور فقط حول الاستثمارات والعوائد المالية من هذه المنصات بمختلف أنواعها، بل أصبح يدور كذلك على توظيفها ثقافياً كجزء حديث من أدوات القوة الناعمة للدول.

في هذا الإطار، تتناول هذه الدراسة المنصات الرقمية الصينية، نظراً لأن هذه المنصات أصبحت مجالاً جديداً أو ناشئاً للمنافسة بين الدول والمؤسسات، فالصين قد طورت هذه المنصات، محلياً في البداية، ثم أخذت تُوسِّع أدوارها العالمية تدريجياً، وزادت أهميتها منذ طرح مبادرة "طريق الحري الرقمي" في عام 2015، بعد عامين من إطلاق "مبادرة الحزام والطريق" في عام 2013؛ لتصبح المنصات الرقمية أحد مجالات التنافس الأخرى بين الصين والولايات المتحدة إلى جانب العملات الرقمية والافتراضية وتطوير أجيال الإنترنت والذكاء الاصطناعي وحوكمة المجال الافتراضي ووضع معايير عالمية للإنترنت، وقبل ذلك التنافس التجاري المحتدم بين الدولتين، ولاسيما في مجالات تطوير التكنولوجيات الفائقة.

وتنقسم الدراسة إلى أربعة أقسام يناقش أولها المنصات الرقمية كأداة لتحقيق القوة الهيكلية للدولة وتصاعُد دورها في الاقتصاد العالمي، ثم يناقش القسم الثاني العلاقة بين الدولة الصينية وشركات المنصات الرقمية مع مقارنة حالة الصين بالولايات المتحدة فيما يتعلق بتوظيف المنصات الإلكترونية، ويتناول القسم الثالث دور المنصات الرقمية في توسُع النفوذ العالمي للصين، وأخيراً يقدم القسم الرابع نماذج لبعض المنصات الرقمية الصينية أو ما يعرف بـ"العمالقة الرقميين" ودورهم في تعزيز سياسات الصين التجارية والتكنولوجية في الداخل والخارج.