أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

الصين وأمن الخليج

22 يوليو، 2019


لا حديث يعلو على الحديث عن التوترات التي تصنعها إيران في مياه الخليج العربي، وتهديداتها المتواصلة لخطوط الملاحة وعرقلة التجارة الدولية ومحاولة التأثير على تصدير النفط من الخليج العربي، وبخاصة بعد التصعيدات الأخيرة التي يراقبها العالم بأسره.

دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقرة سياسياً ومنتعشة اقتصادياً وهي تتجه للمستقبل بقوة وتسعى لبناء مستقبل مبهرٍ لأبنائها وأجيالها القادمة، ولذلك تتسابق على المستوى الإقليمي والدولي في صناعة تنمية غير مسبوقة ومنظومات تعليمية بالغة التميز، ولكن هذا كله بحاجة إلى بناء تحالفات قوية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للصين تأتي ضمن هذا الإطار، فالإمارات ودول الخليج تربطها علاقات تاريخية وتحالف قديم مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ولكنها في الوقت ذاته تبني علاقات الشراكة الاستراتيجية مع كافة دول العالم شرقاً وغرباً من اليابان إلى روسيا مروراً بالصين وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول.

في ظل التغيرات الاستراتيجية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، من المهم أن تفهم دولة عظمى مثل الصين ما الذي يجري في هذه المنطقة، فالصين التي تواجه مشكلات تجارية مع أميركا بحاجة إلى المحافظة على شراكاتها في دول الخليج العربي والدول العربية، مهتمة بشركائها الأقوياء في مشروعها الكبير «الحزام والطريق»، والإمارات العربية المتحدة دولة مهمة في هذا المشروع الاقتصادي الجبار.

العلاقات السياسية بين الدول تحكمها معطيات ومصالح متعددة وعلاقات الصين بالإمارات وبدول الخليج علاقات قديمة وقوية وهي تتعزز بالشراكات المعاصرة التي هي برسم التوسع والنمو لا برسم الانحسار والانكماش، وفي بعض الملفات يحتاج صانع القرار الصيني لأصدقاء من قادة المنطقة قادرين على نقل صورة حقيقية عن طبيعة الصراعات التي تجري على الأرض، وطبيعة مواقف الأطراف المتنازعة وأهداف وغايات كل منها، لأن هذا يُسهل على صانع القرار الصيني فهم ما يجري ومعرفة من يدعم الاستقرار، والسلم والأمن الدوليين، ومن ينشر الفوضى ويسعى لجعلها مستقرة في العديد من الدول العربية وغيرها.

إحدى مشكلات إيران مع العالم والمؤسسات الدولية هي مشكلة الصواريخ الباليستية التي تطورها طهران وتهدد بها خصومها، وهي مشكلة تهم دولة كبرى مثل الصين، فهي معنية بهذه القضية على سبيل المثال ضمن إطار مواقف بكين وتأثيرها الكبير حول العالم بوصفها إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تتطرق إلى الملفات الحساسة حول العالم.

من أهم تلك المشكلات الدولية اليوم مشكلة تهديد الملاحة في الخليج العربي وتهديد خطوط التجارة الدولية، والتي يرى العالم ويسمع كل يوم أخباراً تتحدث صراحة عن الجهة التي تقوم بذلك وهي «الحرس الثوري» الإيراني، والمسألة ليست تخميناً ولا استنتاجاً بل هي حقائق يقرّ بها ويصرح حولها المسؤولون الإيرانيون أنفسهم، وقد أقروا مؤخراً بسيطرتهم على سفينة بريطانية وإجبارها على التوجه إلى الموانئ الإيرانية.

ليس مفيداً لأحدٍ على الإطلاق تصعيد الصراع في منطقة حساسة جداً بالنسبة لأمن العالم السياسي والاقتصادي، وتحديداً إحدى أهم مناطق تصدير الطاقة على المستوى الدولي، وهي منطقة تقع في صلب مشروع الصين الكبير «الحزام والطريق»، ولا يجوز بحالٍ العبث بأمنها وتهديد دولها وتهديد المصالح الدولية المرتبطة بها.

أخيراً، فدولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها عنصراً فاعلاً في كل التغييرات الاستراتيجية التي تجري في المنطقة تضطلع بأدوارها المهمة في المشاركة في صناعة مستقبل أفضل للمنطقة.

*نقلا عن صحيفة الاتحاد