تصدرت إجراءات استعادة الدولة في الأشهر الأخيرة الاتجاهات الصاعدة في معظم الدول العربية، وذلك على نقيض الأطروحات السائدة حول تصدع الدول القومية في منطقة الشرق الأوسط تحت وطأة التحولات الجذرية التي فرضتها "الثورات" العربية، إذ يرتبط هذا الاتجاه بالصعود الانتخابي غير المسبوق للرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والدعم الشعبي للحرب على الإرهاب في ليبيا واليمن، وهو ما يؤشر إلى أن ثمة قوى داخلية تعمل على عودة الدولة بقوة لتستمر فاعلاً مركزياً لشغل الفراغ السياسي الناتج عن انحسار دورها تحت ضغط الموجات الاحتجاجية، وصراعات السلطة، وتفكك وانقسام النخب وصعود الفاعلين من غير الدول لأداء أدوار موازية تهدد بقاء الدولة وتماسكها.