قدم مركز المستقبل للأشخاص والدراسات المتقدمة قراءة في كتاب كاثرين بيج هاردن: “اليانصيب الجيني: لماذا الحمض النووي مهم في المساواة الاجتماعية”.
وفي هذا الكتاب، تقدم هاردن للقراء أحدث العلوم الوراثية، عبر مناقشة فكرة رئيسية هي أن “جينات الفرد قد تؤثر على نتائج حياته كافة بصفة عامة”، ومن ثمَّ، تحاول الإجابة على تساؤل أساسي هو: ماذا يعني علم القدرات البشرية وعلم الوراثة السلوكي للمساواة الاجتماعية؟
وتسعى الكاتبة إلى إقناع القارئ بأهمية الجينات من خلال تفنيد الآراء الرافضة لذلك، كما تطرح ما يجب فعله بعد معرفة أن الجينات مهمة لفهم عدم المساواة الاجتماعية.
وجاء في قراءة كتاب كاثرين: “من خلال الربط بين القصص الشخصية والأدلة العلمية، توضح هاردن أن السبب وراء رفض البعض الاعتراف بقوة الحمض النووي هو استمرار “أسطورة الجدارة، وكيف أدى الاتجاه السائد لتجاهل وجود الاختلافات الجينية بين الناس إلى إعاقة التقدم العلمي في علم النفس والتعليم وفروع العلوم الاجتماعية الأخرى”.
وتطرح الكاتبة في المقابل فكرة مفادها أنه يجب علينا الاعتراف بدور “الحظ الجيني”، إذا أردنا إنشاء مجتمع عادل. “كما تحاول استعادة علم الوراثة من إرث علم تحسين النسل عبر التخلص من الصيغة القائلة بأن الاختلافات الجينية تشكل أساس التسلسل الهرمي للبشر ما بين متفوقين بالفطرة ومتأخرين بالفطرة، إذ تقدم رؤية جديدة جريئة للمجتمع، حيث يزدهر الجميع بغض النظر عن مدى نصيب الفرد من الحظ الجيني”.
وتتحدث الكاتبة عما أسمته “اليانصيب الجيني” وتشرح المصطلح المجازي بمزيد من التفصيل، بالإضافة إلى عدد من المفاهيم البيولوجية والإحصائية مثل: إعادة التركيب الجيني، والوراثة متعددة الجينات، والتوزيع الطبيعي. ثم تركز على الاختلافات الجينية بين الأشخاص التي تحدث بسبب الصدفة.
وتحاول الكاتبة إثبات أن الجينات لها تأثير سببي على نتائج حياة الفرد وليست علاقة ارتباط فقط، حيث تسمح إحدى التقنيات الجديدة للباحثين بمقارنة الأشقاء-ليس فقط التوائم، ولكن جميع الأشقاء-وذلك بالرجوع إلى السحب الجيني العشوائي الذي يتلقاه كل منهم من والديهم.
وتناقش الكاتبة أيضا ما يجب فعله بعد معرفة أن الجينات مهمة لفهم عدم المساواة الاجتماعية، بمجرد أن نتخلص من صيغة تحسين النسل التي سبقت الإشارة إليها، وتؤكد أن التشاؤم الوراثي حول احتمالية التغيير الاجتماعي من خلال السياسة الاجتماعية قد ميز مفكري تحسين النسل لأكثر من قرن.