أخبار المركز
  • صدور العدد 38 من دورية "اتجاهات الأحداث"
  • د. إيهاب خليفة يكتب: (الروبوتات البشرية.. عندما تتجاوز الآلة حدود البرمجة)
  • د. فاطمة الزهراء عبدالفتاح تكتب: (اختراق الهزلية: كيف يحدّ المحتوى الإبداعي من "تعفن الدماغ" في "السوشيال ميديا"؟)
  • د. أحمد قنديل يكتب: (أزمات "يون سوك يول": منعطف جديد أمام التحالف الاستراتيجي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة)
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)

تأمين المصالح الاستراتيجية:

تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى

13 نوفمبر، 2024

image

شهدت السياسة الخارجية الألمانية تجاه منطقة آسيا الوسطى تحولاً مهماً في السنوات الأخيرة. تقليدياً، ظلت المنطقة في هامش الاهتمامات الاستراتيجية الألمانية والأوروبية بشكل عام، ومع ذلك، تغيَّر المشهد الجيوسياسي بشكل كبير، خاصةً بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، في فبراير 2022، في ظل البحث عن موارد بديلة للطاقة والمواد الخام؛ لتتحول سياسة ألمانيا الخارجية نحو دور أكثر انخراطاً في التفاعلات العالمية والمناطق الجغرافية المختلفة، ومن ضمنها منطقة آسيا الوسطى.

وقد حافظت ألمانيا على علاقات إيجابية مع جميع دول آسيا الوسطى؛ إذ تكفي معرفة أن ألمانيا هي الدولة الوحيدة، إلى جانب فرنسا، من بين دول الاتحاد الأوروبي، التي لديها تمثيل دبلوماسي في جميع دول آسيا الوسطى. ومع ذلك تزايد الاهتمام الألماني مؤخراً تجاه المنطقة؛ ما انعكس في انعقاد قمة مُشترَكَة هي الأولى من نوعها بين ألمانيا وجمهوريات آسيا الوسطى الخمس، في برلين، يوم 29 سبتمبر 2023؛ لتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والاستراتيجية بين الجانبين؛ خاصةً مع تصاعد النفوذ الروسي والصيني بالمنطقة، وكذلك في ضوء التحولات التي يشهدها النظام العالمي في السنوات الأخيرة.

وعلى الرغم مما يوفِّره التعاون الألماني مع آسيا الوسطى من فرص للجانبين؛ فإنه يُواجَه بالعديد من التحديات الاستراتيجية؛ ما يستدعي فهم أبعاد السياسة الخارجية الألمانية في المنطقة، والتي لا تنفصل عن تحركات الاتحاد الأوروبي بشكل عام، والدوافع الأساسية وراء تزايد هذا الاهتمام، وكذلك الفرص والتحديات التي يطرحها هذا التعاون، انتهاءً بالتطرق لرهانات مستقبل هذه العلاقات في ضوء العديد من المحددات؛ وهو ما ستحاول هذه الدراسة استشرافه.