أخبار المركز
  • د. أمل عبدالله الهدابي تكتب: (اليوم الوطني الـ53 للإمارات.. الانطلاق للمستقبل بقوة الاتحاد)
  • معالي نبيل فهمي يكتب: (التحرك العربي ضد الفوضى في المنطقة.. ما العمل؟)
  • هالة الحفناوي تكتب: (ما مستقبل البشر في عالم ما بعد الإنسانية؟)
  • مركز المستقبل يصدر ثلاث دراسات حول مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي
  • حلقة نقاشية لمركز المستقبل عن (اقتصاد العملات الإلكترونية)

سباق الردع:

كيف تغير الأسلحة فرط-صوتية حروب القوى الكبرى؟

03 يوليو، 2019


عرض: محمد محمود السيد - باحث في العلوم السياسية

بعد دخول العالم العصر النووي، وامتلاك القوى الكبرى كمًّا هائلًا من الأسلحة النووية القادرة على تدمير حياة البشر؛ سيطرت فرضية أساسية على كافة أدبيات العلوم السياسية والعسكرية، وهي أن الحرب العالمية القادمة، أو أي حرب ستندلع بين القوى الكبرى؛ ستكون حربًا نووية، محدودة أو شاملة. ولكن، يبدو أن هذه الفرضية في طريقها إلى التغير.

فغالبًا ما تخوضُ الدول الحروب وهي ترغب في تحقيق انتصار حاسم وسريع، والحسم هنا يعني حرمان العدو من القدرة على الرد والتصعيد من جديد. ومع تطور تكنولوجيا التسليح ومنظومات الدفاع، بات تحقيق الحسم عن طريق الأسلحة التقليدية -خاصةً في مواجهات تجمع بين قوى عسكرية كبرى- أمرًا شبه مستحيل. لذا باتت القوة النووية هي صاحبة القدرة على حسم الحروب الكبرى، كما كان الأمر في نهاية الحرب العالمية الثانية. إلا أن التطور التكنولوجي للأسلحة فرط-صوتية (التي تتحرك بسرعة تتجاوز 5 أضعاف سرعة الضوء) في طريقه لتغيير هذه الحقائق وتلك الفرضيات.

وفي هذا الشأن، أصدر "معهد السياسة الخارجية الأمريكية" دراسة في مايو 2019، بعنوانHypersonic Weapons "الأسلحة فرط-صوتية"، التي تحوي على ثلاث أوراق سياسات ترسم الملامح العامة لهذه التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها العملية، والتهديدات الناجمة عن تطوير كلٍّ من روسيا والصين لهذا النوع من الأسلحة، وإمكانية دخول العالم في سباق تسلح جديد.

الحروب التقليدية الجديدة

تتركز جهود وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حاليًّا على ما يُسمى بـ “conventional prompt global strike” (CPGS)، أي "الضربة العالمية الفورية التقليدية"، وهي المهمة العسكرية الأكثر أهمية في الوقت الحالي، والتي تهدف ببساطة إلى ضمان القدرة على ضرب أي هدف في أي وقت في أي مكان في العالم في أقل من ساعة، شريطة استخدام القوة النارية التقليدية وليست النووية. ومن بين القدرات المتعددة التي تُوجه لخدمة هذا الهدف هي الأسلحة فرط-صوتية أو "فائقة السرعة" Hypersonic Weapons، التي صارت حاليًّا أكثر الأسلحة حيوية على مستوى العالم، والأكثر إثارة للجدل أيضًا.

والأسلحة فرط-صوتية هي أسلحة يمكنها التحرك بسرعة تزيد عن سرعة الصوت بخمسة أضعاف، أي تقطع ما يصل إلى ميل (1.6 كيلومتر) في الثانية. وهناك نوعان لهذه الأسلحة؛ النوع الأول صواريخ "كروز" فائقة السرعة، التي تحملها صواريخ أو طائرات أخرى خلال رحلتها، أي إنها ببساطة نسخة أسرع من صواريخ كروز الحالية. أما النوع الثاني فهو الأسلحة فائقة السرعة المعتمدة على تقنية "تعزيز الانزلاق"، وهذه تختلف عن الأولى. حيث تُطلق هذه الأسلحة إلى الغلاف الجوي العلوي بنفس الطريقة التي تُطلق بها الصواريخ الأخرى، بحملها على صواريخ باليستية، لكن بعد ذلك تنفصل منها مركبة انزلاقية فائقة السرعة، تُحلق على ارتفاع أقل وبسرعة أكبر باتجاه الهدف؛ ما يجعل من الصعب رصدها. وهذا يعني أن هناك متغيرين قادرين على تحويل قدرات الصواريخ التقليدية إلى هذه الفئة الجديدة من الأسلحة: السرعة والقدرة على المناورة .

وقد تمّ وصف ظهور الأسلحة فرط-صوتية بأنها "نهضة" في مجال القذائف. فهي تمتلك العديد من المزايا الفريدة، وكلها تتعلق بزيادة درجة عدم اليقين لدى الخصوم حال تم استخدامها في نزاع عسكري ما، حيث إن السرعة التي يمكن أن تصل لها هذه الأسلحة إلى أهدافها تُقلل من قدرة الخصم على تفادي الضربة أو الرد قبل وقوعها. وفي الوقت نفسه، فإن قدرة هذه الأسلحة على المناورة تسمح لها بالانطلاق في مسارات لا يمكن التنبؤ بها، مما يجعل من الصعب تعقبها وتدميرها قبل أن تخترق الدفاعات الصاروخية الجوية للخصم. كما أن قدرة هذه الأسلحة على الطيران على ارتفاعات منخفضة تُصعِّب من مهمة الرادارات والدفاعات الصاروخية في العثور عليها أو اعتراضها.

وتتمثل النقطة الأكثر أهمية في أن قدرة هذه المركبات (الفرط-صوتية) على حمل الرؤوس الحربية النووية بجانب الرؤوس التقليدية تُضيف عنصرًا آخر من عدم اليقين إلى تهديد لا يمكن التنبؤ به بالنسبة للخصوم، مما يؤثر على قدرة القيادات العسكرية -حينئذ- على اتخاذ القرارات المناسِبة بسرعة وفاعلية.

وهنا نُشير إلى مقولة "مايك غريفين"، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للأبحاث والهندسة، إن التقنيات الفرط-صوتية تعمل على تغيير قواعد اللعبة بأكملها، وهي ليست بالميزة التي يمكن للولايات المتحدة أن تتنازل عنها لخصومها المحتملين (أي روسيا والصين).

سباق تسلح جديد

يشير الخبراء العسكريون والاستراتيجيون بوضوح إلى أن الصين وروسيا صارتا التهديد الأخطر على الأمن القومي الأمريكي، خاصة في إطار سعيهما لتعزيز التعاون فيما بينهما، وكذلك تطوير قدرتهما العسكرية، وكأنهما في سباق مع الزمن.

وتحتل فكرة تطوير الأسلحة النووية المساحة الأكبر في الاستراتيجيات العسكرية للبلدين، وقد مثّلت الخصائص الفريدة للأنظمة فرط-صوتية (بما في ذلك قدرتها على جعل جميع الدفاعات الصاروخية الأمريكية الحالية عديمة الفائدة) فرصة مثالية لكل من موسكو وبكين لأخذ زمام المبادرة في مجال التكنولوجيا عالية المخاطر، حيث أجرى كلا البلدين اختبارات متعددة لهذه الأنظمة، مع الاستمرار في توجيه تمويل هائل للبحث والتطوير في هذا المجال.

ومع ذلك، تبدو الولايات أكثر هدوءًا في التعامل مع هذا التهديد، حيث ترى أن اهتمام الصين وروسيا بالحصول على أسلحة فرط-صوتية تحمل رؤوسًا نووية لن يُغيّر من المعادلة العسكرية الحالية، فالضربات النووية ستحمل نفس النتائج، سواء نُفّذت عن طريق أسلحة تقليدية أو أسلحة فائقة السرعة.

ولكن يرى المسئولون الأمريكيون أن الخطورة الحقيقية تكمن في تطوير الأسلحة التقليدية -وليست النووية- فائقة السرعة، لأنها ستُعطي روسيا والصين وغيرهما من خصوم الولايات خيارات جديدة وفعالة في مواجهة النفوذ الأمريكي في بؤر الصراعات الإقليمية، وذلك دون تجاوز العتبة النووية.

ناهيك عن أنه في المستقبل القريب، لن تكون دول أوروبا وكذلك الولايات المتحدة -بكامل مساحتها- مُحصنة ضد ضربات الصواريخ فرط-صوتية، التي قد تشنها بكين أو موسكو، خاصة في ضوء المزايا التشغيلية لهذه الصواريخ التي تحدثنا عنها سابقًا.

تطور الصين عسكريًّا

تعتمد استراتيجية الردع النووي التي تنتهجها الصين منذ عقود على عدد صغير أو محدود من الأسلحة النووية التي يمكن أن تُلحق أضرارًا جسيمة بالعدو إذا ما تعرضت للهجوم. ومع ذلك، فقد زاد عدد الصواريخ الصينية القادرة على حمل الأسلحة النووية على مر السنوات الماضية، إلى جانب مخزونها من الرؤوس الحربية. ومع تحسن دفاعات الصواريخ الباليستية وتطوير البلدان المجاورة -مثل الهند- لأسلحة نووية، بدأ الجيش الصيني في تطوير تقنيات وأنظمة أخرى لضمان قدرته على الحفاظ على وضعية الردع.

ومن بين أساليب تأمين قدرة الردع التي اتبعتها الصين: تطوير غواصات صاروخية نووية، وتطوير أنواع جديدة من أنظمة الصواريخ الباليستية المتنقلة ذات الرؤوس الحربية المتعددة والمُساعِدة على الاختراق. واليوم تتغير جوانب هذه الاستراتيجية مع قيام بكين بتطوير رؤوس حربية فرط-صوتية للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

وترتكز الاستراتيجيات العسكرية الصينية بالأساس على المنافسة الجارية بينها وبين الولايات المتحدة، وقدرة كل طرف على القيام بعمليات عسكرية في غرب المحيط الهادئ، وهي المنافسة التي تحمل لبكين عددًا من المخاوف:

1. حرية الولايات المتحدة في عمليات الملاحة في مناطق المياه الدولية التي تدعي الصين أنها خاصة بها.

2. مخاوف الصين من أن تتدخل الولايات المتحدة ضد أي محاولة صينية للاستيلاء على تايوان بالقوة، أو حصار الجزيرة، أو شن هجمات صاروخية أو مدفعية على الجزيرة.

3. دعم الولايات المتحدة لليابان كدولة حليفة، إذا ما دخلت الصين في صراع مع اليابان بشأن جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي.

4. التزامات الولايات المتحدة تجاه جمهورية الفلبين، وخلافات الصين معها بشأن عدد من جزر بحر الصين الجنوبي.

5. مخاوف من أن تتحدى الولايات المتحدة مُطالبات الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي بأكمله.

وبناءً على ما سبق، رأى الجيش الصيني أنه في حاجة لإبقاء القوات الأمريكية بعيدًا عن شواطئه، وذلك عن طريق إضعاف المزايا التقنية التسليحية للجيش الأمريكي، من خلال تعطيل أنظمته المضادة للصواريخ، في مقابل تطوير استراتيجيات عسكرية للسيطرة على المجال البحري الصيني، وحرمان القوات الأمريكية من حرية الحركة والتصرف داخله، من خلال توسيع الأصول العسكرية الصينية البحرية والجوية.

ومن ناحية أخرى، حاولت بكين الاعتماد على ما يُسمى بـ"الهجمات اللينة"؛ حيث طورت مفهوم "الحرب الإلكترونية المتكاملة"، والتي تتضمن التشويش والاختراق الإلكتروني والحرب الفضائية والأقمار الصناعية والهجوم على شبكات الكمبيوتر. كما طورت مجموعة من أسلحة الطاقة الموجهة؛ مثل: الميكروويف عالي القدرة، وأشعة الليزر عالية الطاقة.

احتكار روسي 

هناك شبه إجماع بين الخبراء العسكريين على أن روسيا حاليًّا تحتكر صناعة الصواريخ فرط-صوتية، ومن المتوقع أن يستمر هذه الاحتكار حتى عام 2020 على الأقل، وقد يمتد إلى أبعد من ذلك إذا لم تُحرز الولايات المتحدة خطوات متقدمة في هذا الصدد.

ولم ينجم هذا الاحتكار بسبب تفوق التكنولوجيا العسكرية الروسية على نظيرتها الأمريكية، ولكن لأن موسكو تستعد لحربها القادمة ضد الولايات المتحدة منذ عقود من الزمن، بينما كانت واشنطن -وفق تقدير الدراسة- تعيش حالة من الإنكار، وترى في روسيا مجرد منافس، حتى جاء غزوها لأوكرانيا عام 2014. فالبرامج العسكرية الروسية لإنتاج الأسلحة فرط-صوتية تعود إلى ما يقارب الـ16 عامًا.

وفي خطاب حالة الأمة الذي ألقاه أمام مجلس الدوما في فبراير 2019، قام الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بالترويج لصاروخ "تسيركون"، وهو ضمن فئة الأسلحة فائقة السرعة، مُلمحًا إلى أنه سيُستخدم لشن ضربات مفاجئة ضد مقرات القيادة الوطنية الأمريكية. وقد ذكر أدميرال روسي متقاعد أن الصاروخ الجديد سيكون قادرًا على ضرب مواقع القيادة في الولايات المتحدة في غضون خمس دقائق من موضع الغواصات الروسية، وقد نشرت محطة تليفزيون Vesti Nedeli الحكومية الروسية قائمة بالأهداف الأمريكية التي قد يتم استهدافها بصواريخ نووية فرط-صوتية في غضون خمس دقائق حال اندلاع الحرب.

وقد ارتفعت درجة التوتر في العلاقات الأمريكية الروسية في وقت مبكر من هذا العام، عندما أعلنت الولايات المتحدة تعليق التزاماتها بشأن "معاهدة القوى النووية متوسطة المدى"، وهو الأمر الذي بررته واشنطن بمخالفة موسكو لشروط المعاهدة، والعمل على إنتاج صواريخ فرط-صوتية لأغراض نووية.

ورغم حالة التعتيم التي غالبًا ما تُحيط بالبرامج الروسية لإنتاج الأسلحة فرط-صوتية؛ إلا أن الإعلان عن منظومة "أفانغارد" الصاروخية الجديدة فائقة السرعة في مارس من العام الماضي قد سيطر على أركان المشهد. وقد وصف الرئيس الروسي "بوتين" أهميتها بأنها مماثلة لإطلاق أول قمر صناعي في العالم عام 1957، ومن المنتظر أن تدخل إلى الخدمة هذا العام 2019.

ويصف الروس منظومة "أفانغارد" بأنها قادرة على هزيمة أي نظام دفاع صاروخي. ولكن تتركز مهمتها الأساسية في توجيه الضربة النووية الأولى المفاجئة ضد الأهداف الملحة في الولايات المتحدة إذا ما نشبت حرب مستقبلية، وذلك بعد التقليل من وقت وصولها للهدف بنسبة 50%.

المواجهة الأمريكية

تؤكد الدراسة أن الولايات المتحدة تواجه تحديًا حقيقيًّا مع تصاعد الإمكانات الروسية والصينية فيما يتعلق بالأسلحة فرط-صوتية، لأنه في حال استخدمت بكين أو موسكو هذه الأسلحة في توجيه ضربات ضد الولايات المتحدة أو على حلفائها، فإن القدرات الدفاعية الصاروخية الحالية ستصبح عديمة الفائدة.

من الناحية الفنية، يمكن لأنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية الحالية مثل باتريوت وثاد أن تعترض الصواريخ الباليستية فائقة السرعة، ولكن فاعلية هذه الأنظمة تغطي مساحة جغرافية محدودة، لذلك إذا أرادت الولايات المتحدة تحصين نفسها ضد الصواريخ فائقة السرعة، فعليها نشر أنظمة دفاعاتها لتغطي كامل مساحتها القارية، وهو إنجاز مستحيل من منظور التكلفة والجدوى.

وعلى هذا، تعترف وزارة الدفاع الأمريكية بخطورة الموقف، وتعكس اتجاهات الميزانية الحديثة تحولًا كبيرًا في فكر كل من السلطة التشريعية والتنفيذية، من حيث إدراك أهمية البرامج العسكرية للأسلحة فرط-صوتية. فقد خطط البنتاجون لإنفاق 10 مليارات دولار خلال الأعوام الخمس المقبلة لتطوير قدراته الهجومية والدفاعية على حد سواء. وفي ميزانية عام 2019، تم طلب زيادة مخصصات صناديق أبحاث الأسلحة فرط-صوتية بنسبة 136% عن العام السابق. وقد أكد الجنرال "جون هايتن"، قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية، أن وزارة الدفاع تتابع ما لا يقل عن 16 خطًّا مختلفًا من الجهود في تطوير منظومات تسليح فرط-صوتية.

وفي إطار تعزيز الجهود الدفاعية، طلب الكونجرس من وزارة الدفاع إنشاء ونشر أجهزة استشعار في الفضاء، والتي يمكنها اكتشاف وتتبع المركبات فائقة السرعة بعد إطلاقها. ولكن الجنرال "هايتن" قد ذكر ذات مرة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مارس 2018، أن واشنطن ليس لديها أي دفاع يمكنه مواجهة المركبات فائقة السرعة، وأن الرد يجب أن يتمثل في قوة الردع.

أخيرًا، سيتعين على الولايات المتحدة وكذلك روسيا والصين مواجهة تحدي الانتشار التكنولوجي للأسلحة فائقة السرعة، حيث إن إنتاج هذا النوع من الأسلحة ما زال يقتصر على هذه الدول الثلاث فقط، وذلك بسبب التحديات الفنية والتكاليف المرتفعة لعمليات البحث والإنتاج.

وبالنظر إلى أن ضوابط التصدير الدولية التي تحد من انتشار الأجهزة والتقنيات فائقة السرعة لم تُناقش بعد، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ البلدان الأخرى في السعي إلى امتلاك هذه الأسلحة، وربما لا يمتلك المجتمع الدولي أكثر من 10 أعوام فقط وبعدها ستنتشر الأسلحة فائقة السرعة.

المصدر: 

Margot van Loon, Dr. Larry Wortzel, and Dr. Mark B. Schneider. "Hypersonic Weapons". American Foreign Policy Council. May 2019.