أخبار المركز
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)
  • بهاء محمود يكتب: (ضغوط ترامب: كيف يُعمق عدم استقرار حكومتي ألمانيا وفرنسا المأزق الأوروبي؟)
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)

شرق أوسط جديد

21 مارس، 2018


عندما قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة مصر منذ أسبوعين، اهتمت وسائل الإعلام بالتأكيد على أنه خصص أول زيارة دولية للقاهرة. ومن ناحيته قام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بوضع قواعد البروتوكول والرسميات جانباً، واستقبل ولي العهد عند سلم الطائرة.

وأثناء المباحثات المكثفة داخل القاهرة وخارجها، بما فيها زيارة ولي العهد للأزهر والكتدرائية، كان واضحاً الاهتمام بتقوية ركيزة سعودية مصرية لشرق أوسط جديد. متى بدأ مفهوم الشرق الأوسط الجديد وما حاله الآن؟

يربط كثيرون مفهوم الشرق الأوسط باسم الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في بداية هذه الألفية، وبالتحديد بعد هجوم «القاعدة» على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومبنى البنتاجون في واشنطن في الحادي عشر من سبتمبر 2001، أو ما يعرف أميركياً وعالمياً باسم «11 -9». وفعلاً كان هذا الهجوم بداية مرحلة جديدة في العلاقات الدولية، حيث قامت مجموعة غير حكومية (منظمة إرهابية) بمهاجمة الدولة الأقوى في العالم، وأشعرت حكومتها وشعبها بالعجز أمام خطر خارجي، إذ شعر معظم الأميركيين بالتهديد.

لكن الحقيقة التاريخية تبين أن مصطلح الشرق الأوسط ظهر قبل ذلك بسنوات، في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وبالتحديد بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في سنة 1979. ومن قام باستخدام هذا المفهوم لأول مرة هو شيمون بريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق.

«إن السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب سوف يوجد البيئة الملائمة لعملية إعادة تنظيم أساسية لمؤسسات الشرق الأوسط.. إن هدفنا الأسمى هو إيجاد مجتمع أوطان إقليمي، مع سوق مشتركة وهيئات مركزية منتخبة، على نمط نموذج المجتمع الأوروبي». ذلك مما قاله بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الجديد». كان محقاً بعض الشيء في اعتقاده وتمنياته على أساس أن إسرائيل اقتربت من تحقيق حلمها الأكبر في «السلام» مع جيرانها العرب، بداية من إبرام معاهدة سلام مع أكبر هذه الدول، أي مصر.

نحن نعرف أن ذلك السلام كان منفرداً مع مصر فقط، وانتظرنا نحو 14 عاماً حتى تحدث معاهدة سلام مع الفلسطينيين في أوسلو سنة 1993، ثم مع الأردن سنة 1994. وحتى مع كل ذلك بقى السلام مع إسرائيل سلاماً بارداً. ومع العقد الثاني للألفية الجديدة، هناك وضع جديد وخاصيتين أساسيتين:

1- فعلاً الوضع الآن يختلف. فبعض الدول العربية -خاصة في الخليج- تشعر أن هناك تهديداً أكبر أمامها: إيران، ومحاولات الحرس الثوري الإيراني التدخل المباشر، سواء في سوريا أو اليمن أو لبنان، مع استمرار محاولات «تشييع» بعض السكان، بمساعدة «حزب الله» اللبناني أو مباشرة.

2- التقارب الإقليمي الإسرائيلي، إذ سمحت إسرائيل بزيادة كمية ونوعية للتسليح في سيناء لمواجهة «داعش»، وذلك خارج ما نصت عليه المعاهدة المصرية الإسرائيلية. وعلاوة على التنسيق الأمني، فإن هناك علاقات اقتصادية، حيث أبرمت جهات اقتصادية مصرية اتفاقاً لاستيراد الغاز من إسرائيل قيمته 15 مليار دولار للسنوات العشر القادمة، سبقتها في هذا الاتجاه جهات أردنية أبرمت اتفاقاً مماثلاً في أكتوبر الماضي.

وبالإضافة إلى ما يسمى «الحروب الجديدة» التي تدمر العراق وليبيا وسوريا واليمن.. فإن نمط الصراعات والتحالفات الإقليمية يشير أكثر فأكثر إلى «شرق أوسط جديد» بالفعل.

*نقلا عن صحيفة الاتحاد