أخبار المركز
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)
  • د. إبراهيم فوزي يكتب: (سيطرة تبادلية: السيناريوهات المُحتملة لانتخابات الكونغرس الأمريكي 2024)
  • مركز "المستقبل" يصدر العدد الثاني من مجلة "اتجاهات آسيوية"

العين الإخبارية:

برميل البارود بالمنطقة.. خبراء يرسمون لـ«العين الإخبارية» سيناريوهات الانفجار

23 أكتوبر، 2023


بين محاولات كبح جماح النار المستعرة في غزة واستعراض القوة على ساحات المعارك رسم خبراء تحدثت معهم "العين الإخبارية" ملامح مستقبل يكاد ضباب الأزمة الراهنة يخفيه.

وفوق مؤشر التفاؤل، حدد الدكتور محمد قواص الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، المقيم في بريطانيا، عوامل تثبط تفاعلات الشرق الأوسط غير المحسوبة.

وقال قواص لـ"العين الإخبارية" إن "المنطقة تتهيأ لمرحلة ساخنة، وربما لسيناريوهات قاتمة، حيث إن مخاطر الانجراف إلى حرب شاملة أمر حاضر، فيما تحاول العواصم الكبرى حتى الآن، ألا تنفلت الأوضاع وتخرج عن السيطرة".

حسابات معقدة

وأوضح أن إيران "لديها مصلحة مباشرة ألا تتدخل في الحرب بشكل مباشر، وتحريكها لجماعات موالية لها في العراق وسوريا ولبنان، أمر لا يزال تحت السقف، أو ضمن قواعد الاشتباك.. وتلويحها بمناوشات فصائلها للقول بأنها حاضرة بقوة في المعادلة".

ويشير قواص إلى أن "طهران تريد بين الحين والآخر أن تبعث برسائل بأنها موجودة وشريك في مآلات المعركة، وأنها تستطيع أن تشاغب دون أن يؤدي ذلك إلى تدخل مباشر أو حرب شاملة".

في الوقت نفسه رأى قواص أن لا إسرائيل ولا أمريكا راغبتان في الدخول في حرب شاملة أيضا حتى الآن لاعتبارات المصالح في المنطقة، لكنه رجح المعركة طويلة نسبيا في غزة.

إلا أن تداعيات الصراع الحالي بحسب قواص، تبقي فرصا لتفاعل غير مسحوب، أو خطأ ميداني قد يشعل حربا شاملة.

وبالنظر لما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول حينما شن نحو 1200 مسلح من كتائب القسام بهجوم مباغت على مواقع عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة سقط خلاله 1400 قتيل إسرائيلي إلى جانب عشرات الرهائن، تحتاج تل أبيب لترميم صورة الردع.

وكان وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان قد لوح في وقت سابق بإجراءات "استباقية"، متابعا: "كل الخيارات مفتوحة، ولا يمكننا أن نكون غير مبالين بجرائم الحرب ضد سكان غزة.. قادرون على شن حرب طويلة الأمد مع العدو"، لكنه مع ذلك، تحدث عن جهود إقليمية لمنع اتساع نطاق الحرب.

3 سيناريوهات

بدروه، رسم الدكتور عارف نصر، الخبير المتخصص في الشأن الإيراني، 3 سيناريوهات محتملة للحرب الدائرة حاليا في غزة وتداعياتها في ظل المعطيات الحالية.

وأوضح نصر في حديث لـ"العين الإخبارية" أن السيناريو الأول يتمثل في دخول حزب الله بقوة على خط الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، في حال أقدمت تل أبيب على الاجتياح البري لغزة.

وحول هذا السيناريو، يشير إلى أن بنيامين نتنياهو يدفع باتجاه الاجتياح البري كمحاولة لرفع شعبيته واستمرار نشاطه السياسي، لكن المصلحة القومية الإسرائيلية ضد هذا التوجه.

أما السيناريو الثاني، بحسب نصر، فهو شن إسرائيل "ضربة استباقية" للبنية الدفاعية الإيرانية كمركز من شأنه إضعاف الجبهة اللبنانية وباقي جبهاتها في المنطقة، مبينا في هذا الصدد أن هناك استراتيجية معلنة من قبل إسرائيل تدعى "رأس الأخطبوط"، بمعنى أنه إذا ما أرادت إسرائيل أن تتخلص من المليشيات المسلحة عليها ضرب رأس الأخطبوط.

ويرى أن السيناريو الأخير، فهو قبول إسرائيل بوقف إطلاق النار، مقابل الإفراج عن الرهائن المدنيين لدى حماس، والانخراط في مسار تفاوضي، وبالتوازي ستكون هناك مباركة عربية وعالمية لهذا التحرك، مع الدعوة لفرض عقوبات ضد كل من يتعامل مع حماس.

ولم يستبعد المحلل السياسي، أن يسبق السيناريو الأخير إقدام الجيش الإسرائيلي على القيام بسلسلة اغتيالات تطال قادة من حزب الله وحماس.

وشرح الخبير في الشأن الإيراني عددا من العوامل التي تحكم السيناريوهات المحتملة وأفق التصعيد، فعلى الجانب الإسرائيلي، يقول إن هناك عوامل ترتبط بالرواية الإسرائيلية المتكررة بامتلاكهم جيشاً لا يقهر، وهو ما انهار عمليا بعد الهجوم حماس المباغت.

ومن العوامل الأخرى، الارتدادات النفسية السيئة داخل المجتمع بفعل الشعور بالنكسة الداخلية بعد هجوم المقاومة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إضافة إلى عشرات من الأسرى والمحتجزين من إسرائيل وجنسيات أخرى، بحوزة حركة حماس، مع الوضع في الاعتبار وجود 6 آلاف معتقل فلسطيني في سجونها.

وبناء على ذلك، يتوقع الخبير في الشأن الإيراني، أن تحاول إسرائيل الذهاب إلى نقطة بعيدة باتجاه استمرار العمليات العسكرية على غزة والتي ترتفع وتيرتها يوما بعد آخر، لتعويض إخفاقها، وربما تقوم في وقت لاحق بشن اجتياح بري للقطاع لكنه لن يكون واسع النطاق.

كما أشار نصر إلى الأزمة الداخلية الإيرانية، والصعوبات التي خلفتها شهور من الاحتجاجات إلى جانب الفشل في التوصل حتى الآن إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة والغرب، وهي عوامل تكبح إيران عن الانخراط في حرب شاملة بينما تتبنى التصعيد المدروس.

خيارات صعبة

من جانبه، رأى الدكتور سعيد عكاشة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إيران أمام 3 خيارات صعبة هي؛ ترك "حماس" و"الجهاد" تواجهان خطر تدمير قدراتهما، وإنهاء حكم حماس في قطاع غزة، لكنه سوف يعني افتقاد أدوات ردعها.

وثاني الخيارات، هو دفع حزب الله اللبناني لفتح جبهة الشمال للتخفيف عن الجبهة الجنوبية، أما الثالث فهو أن تبادر طهران بالانخراط في الحرب مباشرة بقصف إسرائيل، ودفع قوات حزب الله للدخول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية والقتال من داخلها، تحت حماية الضربات الصاروخية الإيرانية، ومثيلتها من مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني والأراضي السورية، وفقا لتحليل نشر عكاشة بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.

ومن وجهة نظره، يحمل الخيار الأخير مخاوف من تعرض الأراضي الإيرانية لهجمات غير مسبوقة من أكثر من جبهة، في ظل عدم التيقن من استعداد روسيا والصين للوقوف إلى جانب إيران في مثل هذه الحرب.

أما الخيار الأقرب، فهو السماح لحزب الله بتوجيه ضربات "منخفضة القوة" لإسرائيل لا تُحفزها على شن حرب شاملة ضد لبنان وحزب الله، لكنها تحفظ لطهران ماء وجهها نسبياً، والحيلولة دون إنهاء وجودهما بالكامل، والاكتفاء بتخفيض قوتهما العسكرية لأدنى حد.

وأمس الأحد، تعهد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم الأحد بتحرك بلاده في حال توسع النزاع الدائر بين الإسرائيليين وحركة حماس في غزة.

ويشير المسؤولون في أمريكا وإسرائيل بمفهوم توسع النزاع إلى تدخل محتمل لحزب الله اللبناني.

وكان الحزب قد بدأ بالفعل عملياته ضد إسرائيل غداة العملية العسكرية التي شنتها حركة حماس في غلاف غزة وبدء القصف الإسرائيلي للقطاع.

ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية حاملتي طائرات إلى شرق المتوسط معلنة أن وجودهما يأتي في إطار ردع محاولات التدخل في الصراع الجاري في غزة ما يجعل كتلة النار تقترب من برميل البارود في الشرق الأوسط في انتظار ما يمكن أن يحدث.

*لينك المقال في العين الإخبارية*