تتسم الموجة الجديدة من الفاشية بأن القائمين عليها هم الفاعلون من دون الدول، وذلك بعد أن كانت النماذج الأساسية لها هي عدد من النظم السياسية التي ظهرت في فترة ما بين الحربين العالميتين، ومع ذلك، فإن العديد من العناصر التي اعتمدتها الولايات المتحدة في أوروبا لمواجهة الفاشية لاتزال تصدق في مواجهة الحركات الفاشية.
وإذا كان الخيار العسكري هو الحل الوحيد الذي تم اعتماده في أوروبا لإسقاط النظم الفاشية، فإن القراءة المتأنية للتجربة الغربية تكشف أن تلك التجربة اعتمدت، بعد انتهاء الحرب، على أساليب إضافية لمواجهة الفاشية، خاصة الاقترابات الاقتصادية والثقافية، وهو ما تسعى المقالة للتركيز عليه.