أخبار المركز
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)
  • د. أيمن سمير يكتب: (بين التوحد والتفكك: المسارات المُحتملة للانتقال السوري في مرحلة ما بعد الأسد)
  • د. رشا مصطفى عوض تكتب: (صعود قياسي: التأثيرات الاقتصادية لأجندة ترامب للعملات المشفرة في آسيا)

المرونة والواقعية:

المداخل الـتسعة لجعل الاقتصاديين أكثر فائدة للعالم

01 مايو، 2024


عرض: مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

نشرت الكاتبة، سمية كينز Soumaya Keynes، مقالاً في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بتاريخ 26 إبريل تحت عنوان "كيف يرتقي الاقتصاديون بمنفعة أبحاثهم؟". وبدأت الكاتبة حديثها بالقول: "لست على وشك القول إن الاقتصاديين عديمو الفائدة"، وأيضاً "لن أزعم أنه ينبغي على كافة الاقتصاديين أن يكونوا مفيدين بشكل واضح!". 

ورغم ذلك، أردفت الكاتبة بقولها إنه في يومنا الحالي، باتت المنفعة العملية لأبحاث الأكاديميين الاقتصاديين محدودة، وذلك بالنظر إلى مجموعة من الاعتبارات تسردها الكاتبة، فيما يلي:

1- التوافق أكثر مع صناع القرار: رغم أن إجراء البحوث يدفع حدود المعرفة إلى الأمام، فإن هناك فجوة بين البحوث المفترض أنها ذات صلة بالسياسات العامة -والتي تقدمها الأوساط الأكاديمية-، وما يرغبه صناع القرار في الواقع.

وأوضحت الكاتبة أن الأوساط الأكاديمية توفر حرية التفكير في حل مشكلة واحدة باستخدام أداة مثالية واحدة. بينما تنفيذ السياسة العامة معني في أغلب الأحوال بمكافحة التشوهات المتعددة بأدوات قانونية محدودة. وأضافت كينز، أن القياس الكمي لآثار تغييرات السياسات العامة مفيد في كل الأحوال من الناحية العملية. 

2- طرح الأسئلة البحثية الصحيحة: يتمثل التحدي الرئيسي في أن الباحثين كثيراً ما يطرحون الأسئلة الخاطئة، ويقومون أيضاً بعرض الإجابات بشكل سيئ على حد تعبير الكاتبة. ومرد ذلك، أن الأوساط الأكاديمية تكافئ الابتكار وليس "معيار الفائدة". وتضيف كينز، أن المجتمع الأكاديمي يشجع الأسئلة الدقيقة بدلاً من اختيار الأسئلة الأوسع والأعم، في إشارة منها إلى أنها أكثر فائدة في بعض الأحيان.

3- تقديم إجابات واقعية: أضافت الكاتبة أن الأكاديميين يقدمون في بعض الأحيان إجابات قاصرة بشأن بعض المسائل الاقتصادية. ودللت على ذلك بقولها إن الاقتصاديين أمضوا سنوات في محاولة تقدير التكلفة الاجتماعية للانبعاثات الكربونية، زاعمين في الوقت نفسه أن ضريبة الكربون أفضل وسيلة لمكافحة تغير المناخ. ومع ذلك، فقد واجهت إدارة بايدن تحدياً في تحديد الأسس العادلة لتوزيع الإعانات المقدمة للشركات؛ لتشجيعها على مكافحة الكربون، وتخضير الأنشطة الاقتصادية، في إشارة منها إلى عدم نجاح الاقتصاديين في تقديم حلول واضحة لتلك الإشكالية.

وتأسيساً على هذه الإشكالية، استشهدت الكاتبة برأي عام لبيتسي ستيفنسون، الأستاذة الجامعية في جامعة ميشيغان الأمريكية، تقول فيه: "لا يعرف الاقتصاديون ماذا يفعلون، عندما يعتقدون أن شيئاً ما هو فكرة سيئة!". 

4- استخدام البيانات اللحظية: أضافت الكاتبة أنه إذا أراد الاقتصاديون تحقيق مزيد من التأثير الفعلي، فعليهم الاستعانة بتحليل البيانات اللحظية (real-time) المتوافرة لدى بعض الشركات العاملة في السوق. 

5- مقارنة نتائج الأدبيات الاقتصادية: تشير الكاتبة إلى أن إجراء مراجعة وتلخيص لنتائج الأدبيات الاقتصادية؛ سوف ينقذ صناع السياسات من تصفح أكوام من الأوراق. وأضافت أن هناك مبادرات طُرحت في هذا الشأن مؤخراً مثل، المبادرة التي اضطلعت بها إيفا فيفالت، من جامعة تورنتو الكندية؛ إذ تهدف الأخيرة لتطوير معايير لإجراء مقارنات سهلة وبسيطة بين نتائج الدراسات الاقتصادية. 

ولعل من بين النتائج التي توصلت إليه إيفا، بعد جمع أكثر من 600 دراسة في اقتصاديات التنمية، أن أقل من 10% منها تطرقت للتكاليف الخاصة بالسياسات الاقتصادية؛ وهو الأمر الذي يركز عليه صناع القرار بشدة.

6- مكافآت الربط بين الباحثين وصناع القرار: أكدت كينز، أنه عادة لا تتم مكافأة الأكاديميين الاقتصاديين إذا تم الاستشهاد بأبحاثهم من قبل إدارة حكومية أو جهة تنظيمية. رغم ذلك، ظهرت بعض الجهود في هذا الشأن مؤخراً، من ضمنها عمل تقوم به مجموعة باحثين، تضم جوبي شاه جودا، وهي زميل أول في "معهد ستانفورد لأبحاث السياسات الاقتصادية"؛ ويهدف لإنشاء مقياس يدعم هذا النوع من المراجع، والذي يمكن أن يوضع في النهاية بجانب الاستشهادات الأكاديمية.

7- حرية الحركة بين المجالين الأكاديمي والعملي: يقدر الباحثون وجود طريق للتنقل بسهولة وبمرونة بين العمل الحكومي والأكاديمي؛ وهو الأمر المفقود في واقعنا الحالي. في بريطانيا، قد يكون من الصعب العودة إلى المجال الأكاديمي بعد المكوث فترة ما في وظيفة ذات طابع عملي. فيما تؤكد مارثا جيمبل، التي عملت مؤخراً في مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض، أن فترة عمل هناك كفيلة أن تضر بآفاق ترقية الأكاديميين.

8- كتابة عناوين جذابة: تدعو الكاتبة لأن يصوغ الاقتصاديون عناوين أكثر وضوحاً. وتقول كينز: "ليس مطلوباً كتابة عناوين على شاكلة (10 عواقب مذهلة لأسعار الفائدة المرتفعة.. لن تصدقوا أنها موجودة). ولكن من الضروري أن تكشف العناوين عن الأسئلة أو النتائج". وأضافت كينز، أن أقل من 15% من عناوين أوراق عمل المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية الأمريكي (National Bureau of Economic Research) تتضمن علامات استفهام. 

9- سهولة قراءة الأوراق: أكدت الكاتبة أهمية صياغة الأوراق العلمية بلغة سهلة وبسيطة، مشيرة إلى أن الأوراق العلمية التي تحتوي على ملخصات (abstracts) ذات درجات أعلى في سهولة القراءة تحصل على المزيد من الاستشهادات. 

اختتمت الكاتبة حديثها بالقول إنها لا تغفل بالتأكيد أن هناك فوارق جلية في الكتابة للصحف ومراكز الأبحاث، ومع ذلك، يتعين على خبراء الاقتصاد إدراك أن زبائنهم يواجهون صعوبات في قراءة الأبحاث!

المصدر: 

Soumaya, K. (2024, April 26). How economists could make themselves more useful. Financial Times. https://www.ft.com/content/0f458670-417c-4aef-ae05-11a003fa48db