أخبار المركز
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)
  • د. أيمن سمير يكتب: (بين التوحد والتفكك: المسارات المُحتملة للانتقال السوري في مرحلة ما بعد الأسد)
  • د. رشا مصطفى عوض تكتب: (صعود قياسي: التأثيرات الاقتصادية لأجندة ترامب للعملات المشفرة في آسيا)

الإتحاد:

«مائة عام من رؤية زايد».. بـ«الشارقة للكتاب»

15 نوفمبر، 2021


 استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ 40 المقامة حالياً في مركز إكسبو الشارقة، ندوة نظمها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بعنوان «أرض الطموح: مائة عام من رؤية زايد»، أدارها حسام إبراهيم نائب المدير التنفيذي للمركز وتحدث خلالها ثلاثة من الخبراء، وهم: علي صلاح رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية، والدكتور إيهاب خليفة رئيس وحدة التطورات التكنولوجية، وإبراهيم الغيطاني رئيس برنامج دراسات الطاقة، بحضور عدد من خبراء وباحثي المركز وجمهور غفير من رواد وزوار المعرض. 

سلطت الندوة الضوء على إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار الـ 50 عاماً الماضية منذ تأسيس الاتحاد في عام 1971، في مجالات التنمية الشاملة والمستدامة وبناء اقتصاد المعرفة وإدارة موارد الطاقة والتحول إلى الثورة الخضراء، وكذلك في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، كما تناولت الندوة الطموحات المستقبلية لدولة الإمارات ضمن الخطة المئوية والتي تطمح من خلالها لتكون أفضل دولة في العالم بحلول عام 2071. 

وأشار علي صلاح إلى أن السياسات الاقتصادية والتنموية لدولة الإمارات خلال الـ 50 عاماً الماضية، اتسمت بمجموعة من الثوابت وهي الديناميكية والشمول والانفتاح والاستثمار في البشر، وقد ساعدت هذه الثوابت الدولة على الاستمرار في تحقيق الإنجازات بل مكنتها من تحقيق إنجازات استثنائية، سواء تعلق الأمر بالنمو الاقتصادي الكمي أو التنوع القطاعي للاقتصاد أو على صعيد التنمية الاقتصادية الشاملة. 

وأكد صلاح أن الإمارات تمكنت من تنويع اقتصادها الذي كان يعتمد بالأساس على النفط في تأمين أكثر من 90 بالمائة من إيراداتها العامة قبل تأسيس الاتحاد إلى أقل من 30 بالمائة في الوقت الراهن، كما تقدمت الإمارات إلى المرتبة الأولى عالمياً في 50 مؤشراً ترتبط بالتنافسية وأصبحت من أفضل دول العالم في مؤشرات التنمية البشرية والابتكار وسهولة ممارسة الأعمال وغيرها، ولا تتوقف مسيرة التنمية في الإمارات عند هذا الحد بل وضعت خطة شاملة لمواصلة البناء خلال الـ 50 عاماً المقبلة، والتي تتضمن سلسلة مشروعات تنموية كبرى لتحويل الإمارات إلى مركز شامل في القطاعات كافة ووجهة مثالية للمواهب والمستثمرين بحلول عام 2071. 

تجربة فريدة 

وتناول إبراهيم الغيطاني خلال الندوة تجربة الإمارات الفريدة في مجال الطاقة والتحول للثورة الخضراء، والتي تقوم على المواءمة بين تأمين احتياجات السوق المحلي من إمدادات الطاقة المتنوعة ومراعاة الأبعاد البيئية والموازنة بين مراعاة مصالح الدولة كمنتج للنفط والغاز ومصالح المستهلكين بالأسواق الدولية، موضحاً أن إدارة قطاع الطاقة في الإمارات مرت بثلاث مراحل رئيسة حيث كانت المرحلة الأولى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي عندما بدأ إنتاج النفط في إمارة أبوظبي وتم تصديره إلى الأسواق الدولية، وخلال هذه المرحلة لعبت الإمارات دوراً حيوياً في تأمين إمدادات النفط للأسواق الدولية خاصة الآسيوية والأوروبية، أما المرحلة الثانية فقد كانت مع بداية الألفية الجديدة حيث اتجهت الإمارات إلى تنويع مصادر الطاقة وبدأت التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي وتسييله وتصديره إلى الخارج إلى جانب صادرات النفط، وخلال هذه المرحلة خاصة مع حلول العقد الثاني من الألفية الجديدة، شرعت الإمارات في تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة لتلبية الطلب المستقبلي على الكهرباء في السوق المحلي وتقليص البصمة الكربونية لقطاع الطاقة. 

ولفت الغيطاني إلى أن المرحلة الثالثة بدأت في العقد الثاني من القرن الحالي، حيث عملت الإمارات على دعم إنتاج مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الطاقة النووية، وعلى نحو يساعد في تأمين احتياجات السوق المحلي في المستقبل، بالإضافة إلى مواكبة الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ، وفي هذا الإطار أعلنت الإمارات في أكتوبر الماضي عن خطة لتحقيق الحياد الكربوني تستهدف التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة وتعزيز صادرات الطاقة منخفضة الكربون مثل الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى القيام بدور حيوي في توفير التمويل اللازم لتدشين مشاريع الطاقة المتجددة في البلدان النامية. 

نموذج ريادي

من جانبه أكد الدكتور إيهاب خليفة، أن الإمارات قدمت نموذجاً ريادياً في الابتكار التكنولوجي، حيث كانت من أولى الدول التي تبنت مفاهيم الحكومة الإلكترونية منذ نحو عقدين، وجاءت أيضاً في صدارة الدول التي تبنت مفهوم الحكومة الذكية والمدينة الذكية، فتم تحويل معظم الخدمات الحكومية إلى خدمات ذكية مثل إنشاء الشبكة الإلكترونية الاتحادية ومركز الإبداع الرقمي ومتجر تطبيقات الحكومة الذكية والتطبيق الموحد للخدمات الحكومية ومشروع الرابط الحكومي للخدمات، إضافة إلى مشروع البيانات الضخمة. 

وقال إن الدولة أنشأت وزارة مستقلة للذكاء الاصطناعي لتبني تطبيقات التقنيات الذكية في مختلف المجالات الحكومية والخاصة، وأنشأت هيئة للأمن السيبراني وأسست شركات وطنية لتقديم حلول الأمن السيبراني، وهي تعد حالياً من أولى دول العالم في نشر شبكات الجيل الخامس للاتصالات اللاسلكية. 

وأشار خليفة إلى أن ريادة الإمارات في التطور التكنولوجي انعكست على قدرتها في تحقيق المرونة المجتمعية المطلوبة خلال مكافحة فيروس (كوفيد- 19) حيث قدمت تجربة ملهمة في الإدارة الذكية على مستوى الجاهزية والعمل والتعليم والتسوق وربط البيانات الصحية وغيرها، مؤكداً أن ريادة الدولة لم تكن فقط على مستوى الجاهزية السيبرانية بل تم أيضاً إطلاق «خليفة سات»، وهو أول قمر اصطناعي عربي يتم تصنيعه بأيادٍ إماراتية بنسبة 100 بالمائة في عام 2018، كما تم إطلاق «مسبار الأمل» في عام 2020 لتكون بذلك الإمارات واحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف المريخ. 

*لينك المقال في الإتحاد*