أخبار المركز
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)
  • د. أيمن سمير يكتب: (بين التوحد والتفكك: المسارات المُحتملة للانتقال السوري في مرحلة ما بعد الأسد)
  • د. رشا مصطفى عوض تكتب: (صعود قياسي: التأثيرات الاقتصادية لأجندة ترامب للعملات المشفرة في آسيا)

إشكالية التسييس:

ضغوط التغيرات المناخية على قضايا الأمن والدفاع

07 ديسمبر، 2023

إشكالية التسييس:

احتل الأمن المناخي مساحة واسعة في النقاشات والفعاليات المُدرجة على جدول أعمال "كوب28" بدولة الإمارات العربية المتحدة. وفي سياق مواكبة هذا الحدث الدولي، نظم مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" يوم 6 ديسمبر 2023 ورشة عمل بعنوان "تحولات ضاغطة.. المناخ وقضايا الأمن والدفاع".  

وشارك في هذه الورشة مجموعة من الخبراء والمتخصصين، وهم كل من اللواء محمد عبدالمقصود، المستشار في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، ود. عزت إبراهيم، رئيس تحرير "الأهرام ويكلي"، ود. أحمد قنديل، مدير برنامج الطاقة وخبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والأستاذة أمل مختار، الخبيرة في شؤون التطرف والعنف ورئيس تحرير مجلة المشهد العالمي للتطرف والإرهاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والأستاذ أحمد عليبه، رئيس وحدة الاتجاهات الأمنية بمركز "المستقبل"، بالإضافة إلى حضور خبراء وباحثي مركز "المستقبل".

وتطرق النقاش إلى عدد من الاتجاهات والمحاور الرئيسية، تمكن الإشارة إلى بعض منها على النحو التالي:

1- العلاقة بين تغير المناخ والأمن القومي للدول: فرضت انعكاسات التقلبات المتسارعة للمناخ في العالم ربطه بالأمن القومي للدول، والبحث عن وضع استراتيجيات تهدف إلى الحد من التهديدات والمخاطر الناجمة عن تقلبات هذه الظاهرة. فبحكم طبيعة تغير المناخ وتمدد آثاره عالمياً، أصبح تعزيز مجالات الشراكة الدولية والعمل المشترك ضرورة حتمية لمواجهة التهديدات والمخاطر الناجمة عن التقلبات المناخية.

2- حالة الشرق الأوسط وإفريقيا: تعددت مظاهر التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية وأصبحت ملموسة بدرجة كبيره عن ذي قبل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكذلك الساحل الإفريقي خلال السنوات الأخيرة، على غرار ما شهدته مدينة درنة الليبية من تداعيات لإعصار دانيال في سبتمبر 2023، إذ أثرت حالة عدم الاستقرار في الدولة على إدارة هذه الأزمة والتعاطي مع تداعياتها. أيضاً، تظهر أزمة التصحر في إفريقيا ومشكلات الرعي والزراعة والأمطار والعلاقة التبادلية بين آثار هذه المشكلات وظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف، وهو ما تعكسه مؤشرات النزوح والهجرة وتنامي حضور التنظيمات المتطرفة في تلك المناطق، فضلاً عن مشكلات الأمن الإنساني بشكل عام.

3- متغير سياسات الدفاع: ثمة اتجاه متنامٍ لظهور استراتيجيات طوارئ لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية العنيفة، فحتى سنوات قليلة مضت لم يكن هناك اعتراف بالأساس بتأثير هذه الظاهرة في الجيوش، وكان هناك رفض لفكرة البصمة العسكرية، فضلاً عن عدم إلزام مؤسسات الدفاع باعتبارها مؤسسات أمن قومي بأي استحقاقات أو حتى إفصاح عن البيانات. لكن بمرو الوقت ومع انعكاس التقلبات المناخية العنيفة على البنية العسكرية وعمليات الاستعداد والتشغيل، تنبهت جيوش القوى الكبرى للتحديات الهائلة التي تواجهها واضطرت لتغيير موقفها بشكل إجباري. 

وكانت نقطة التحول الرئيسية في منتدى باريس للعسكريين 2021، ومنذ ذلك الحين أُعيد تشكيل منظور الجيوش بشأن تغير المناخ، وهو ما انطبع في الاستراتيجيات والموازنات العسكرية ولاسيما مجال الابتكار الدفاعي. وفي بعض الجيوش، تشكلت إدارة معنية بالتكيف المطلوب، كما هو الحال في جيوش حلف شمال الأطلسي "الناتو". ومع ذلك، ظل الجدل حول تسييس قضايا التغير المناخي ذات البعد الأمني والعسكري؛ نظراً لأن حالة الاستقطاب الدولي هي السمة الرئيسية للعلاقات بين الولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى. ولعل التحولات المناخية في الدائرة القطبية الشمالية كنقطة التقاء جيوسياسي بين تلك الأطراف أبرز دليل عملي على هذه السمة.   

4- معالجة مشكلة فجوة التمويل كمدخل للحد من انعكاسات تغير المناخ: على مستوى قمة "كوب28"، أشار المشاركون إلى أن ما تحقق مع إطلاق صندوق "الخسائر والأضرار" المناخية لتعويض الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ، في اليوم الأول للقمة، يشكل بداية جيدة تدعو للتفاؤل فيما يتعلق بتوفير التمويل اللازم للتعامل مع قضايا المناخ، باعتبار أن ذلك يمثل جزءاً من المعالجة الشاملة للتغير المناخي. كما أن مساهمة دولة الإمارات بمبلغ 100 مليون دولار في الصندوق، شكلت حافزاً لتدفق المساهمات الدولية الأخرى فيه. ومن المتوقع أن يشكل ذلك خطوة على طريق معالجة المخاطر والتهديدات في ظل الفجوة التمويلية الهائلة، واستمرار تسارع ظاهرة تغير المناخ.