يُعبر نمط الحروب الدائرة في الشرق الأوسط عن ديناميكيات جديدة، خاصة منذ أن تحولت معظم الانتفاضات الشعبية إلى حروب أهلية طاحنة ألقت بظلالها المدمرة على مستقبل المنطقة. وأصبحت هذه الحروب ذات صبغة دينية وطائفية بالأساس، خاصة مع تدفق المتطوعين الجهاديين من مختلف أنحاء العالم إلى سوريا والعراق، فضاً عن تفكك الجيوش النظامية لبعض دول المنطقة، واستبدالها بهيمنة الجماعات المسلحة من دون الدول، والتي تقود حروباً لا تؤدي إلى تفكك الدولة الوطنية فحسب، بل تساهم في بناء كيانات فرعية في خروج واضح على الكيان الوطني الجامع.