على الرغم من تحول مراكز الفكر إلى ظاهرة عالمية، سواء من حيث قدرة بعض هذه المراكز على فتح فروع لها في مناطق مختلفة من العالم، على نحو جعلها فاعلاً عالمياً(1)، أو من حيث تحولها إلى نافذة تستطيع من خلالها الدول والحكومات، وأيضاً الفاعلون من غير الدول، أن يخلقوا شبكات دولية وإقليمية تمكنهم من التأثير على نحو يخدم مصالحهم الاستراتيجية؛ فإن هذه المراكز لم تحظ بدراسات وافية في الدوائر الأكاديمية والبحثية العربية، كما لم تدرس بصورة كافية من الباحثين الغربيين المهتمين بمنطقة الشرق الأوسط (2). وعلى سبيل المثال، لا توجد كتب تؤرخ لنشأة أعرق هذه المراكز في المنطقة على غرار تلك الكتب التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية، ويظل تاريخها يتناقل من جيل لآخر(3).