هناك تصور بأن المسألة ثقافية، وقد تكون "الرؤوس" أحد أبعادها بالفعل، لكنها أعقد من ذلك، فا أزال أذكر دورة تدريبية عن "حل الصراعات" نظمها المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بمصر في منتصف التسعينيات، بالتعاون مع مؤسسة "البحث عن أرضية مشتركة" الأمريكية، إذ ذهب شباب الباحثين المشاركين فيها إلى بحيرة قارون بالفيوم، حيث تعقد، وفي أذهانهم جميعاً تصور محدد لماهية الصراعات والطريقة التي تدار بها، قبل أن يفاجأوا بما اعتبروه محاولة خارجية لاختراق العقول الصغيرة التي شكلتها ما لا يقل عن 5 حروب رئيسية شهدها الإقليم، بين العرب وإسرائيل، والعراق وإيران، وعدد لا حصر له من الصراعات العربية – العربية، آخرها وقتها حرب الكويت.