يعد العالم على أعتاب مرحلة جديدة من الهجمات الإلكترونية، أكثر تعقيداً وسرعة، تعجز الدول منفردة عن مواجهتها، فهي تنتشر في ثوان معدودة، وتتسبب في الإضرار بالاقتصادات والجيوش والأفراد، وتقودها مجموعات متفرقة من قراصنة المعلومات والعصابات الإجرامية كما قد تتورط فيها الدول، الأمر الذي ينذر في النهاية بحدوث فوضى كبرى عبر الفضاء الإلكتروني تمثل يوماً أسود في تاريخ البشرية.
شهد العالم محاكاة، ولو بصورة مصغرة، لما يمكن تسميته "اليوم الأسود" في تاريخ الفضاء الإلكتروني، وذلك يوم الجمعة الموافق 12 مايو 2017 ، حيث قامت مجموعة من القراصنة المجهولين بشن هجوم ضارٍ من أحد البرمجيات الخبيثة المعروفة باسم "أريد البكاء" (WannaCry)، واستطاع إصابة أكثر من مائتي ألف ضحية في أكثر من مائة وخمسين دولة خلال أول 48 ساعة فقط من الهجوم، وهو ما يثير التساؤل حول فرص تكرار هذا السيناريو في المستقبل القريب، وإن بصورة أشد وأعنف، فضاً عن الوسائل والآليات التي يمكن توظيفها للتعامل مع تلك الهجمات.