تؤشرّ العمليات الإرهابية التي تمت مؤخراً، إلى تحوّل في نمّط الإرهاب من مفهومه التقليديّ المرّتبط تاريخياً بمعاوّل فردية أو جماعية إلى استّلال أطرّ هيكلية، واقعية وافتراضية أكثر تشبيكاً وعبوراً للحدود.
تقف "شبكات" نسّقية معقدّة خلف مرافدّ تغذية الإرهاب المنظّم، مالاً وسلاحاً وتدريباً، وفق تراتبية أفقية تضمّ الأطراف "القائدة"، و"جماعة" الأنصار والمريدين والتابعين، وخطوط الاتصال، وقنوات "التدفق" الداعمة، ما أسهم في زيادة منسوب الجرائم البشرية، واتساع رقعة النشاط، وتنوع الأدوات المسّتخدمَة، وتفاقم التأثيرات السلبية، المصاحبة لنزّعات العنف والتطرف والفوضى، وصولاً إلى السيطرة الفعلية على مساحات معتبرّة من الأراضي، كما في حالات سوريا والعراق وليبيا، وذلك بعدما تحول الإرهاب إلى ظاهرة عالمية عابرة للحدود القومية، تحكمها "الشبكات"، بفعل توظيف الإرهابيين لديناميات الثورة الاتصالية التقنية في خدمة أهدافهم الدمّوية.