لطالما كانت عقيدة “المركزية الصينية” محدداً رئيسياً لرؤية الصين لذاتها ولموقعها في النظام الدولي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 ؛ حيث عملت النخب الصينية المتعاقبة منذ ماو تسي تونغ، وحتى شي جين بينغ، على تطوير فكرة أن الصين قوة مركزية عظمى في الشؤون العالمية. وبعد أن عزز الحزب الشيوعي الصيني سلطته في منتصف خمسينيات القرن الماضي، استمر الرئيس ماو، في التأكيد أن “مركز الثورة العالمية قد انتقل إلى الصين التي تدعم الحركات الثورية في آسيا وخارجها”، وكان هدفه إعادة تأسيس “الصين العظمى”.
وطيلة العقد الماضي، أعاد الرئيس شي، التأكيد أن هدف الصين هو “التجديد العظيم للأمة الصينية” و“الحلم الصيني” حتى تكون “أقرب إلى مركز المسرح العالمي”؛ ليسلط بذلك الضوء مجدداً على أن استعادة المكانة المركزية الطبيعية والعادلة والدائمة للصين باتت “حتمية تاريخية، وطريقاً لا رجعة فيه”. ويشير ذلك الفهم ضمنيّاً إلى نظام عالمي جديد تستعيد فيه الصين دورها كقوة مركزية كما كانت في الماضي بما يتناسب مع تاريخها الحضاري وإمكاناتها الاقتصادية الحالية ونفوذها الإقليمي المتنامي.. . .