يُعد التعقد واحداً من المصطلحات الأربعة التي شملها مفهوم “الڤوكا”، والذي يمكن النظر إليه بشكل عام كانعكاس لحالة وجود كم هائل من العلاقات والمتغيرات والمؤثرات في نظام ما مع ارتباطها بعلاقات سببية يصعب الوصول إليها بسهولة أو تفسير الترابط بينها، رغم توفر الكثير من
المعلومات والبيانات حولها. وقد أصبح من اليسير على الباحثين ومحللي السياسات الدولية أن يروا كافة الظواهر الدولية من منظور التعقد والنظم المعقدة. إلا أن ما تبدو نتائج منطقية لتداخل الظواهر الإنسانية على كافة مستوياتها بالنسبة للباحثين، تمثل صعوبة بالغة بالنسبة لصانعي السياسات الذين هم في حاجة إلى “درجة” من البساطة ومن ثم القدرة على التنبؤ بمسار السياسات التي يتخذون قرارات بشأنها.
أولاً: تعريف التعقد
يُعرِّف أول ويڤر، أحد رواد نظريات الأمن الدولي، التعقد على أنه “درجة صعوبة التنبؤ بخصائص نظام ما حتى مع معرفة خصائص عناصر . . .