مؤشرات وتحديات صعود الهند على الساحة العالمية ينظر العديد من الباحثين إلى تجربة الصعود الهندي، على أنها من أكثر التجارب المستحقة للدراسة حالياً؛ نظراً لتمكنها من الصمود رغم تعدد العراقيل. فرغم الأعباء الاقتصادية من جراء الأزمات المالية العالمية، والمشكلات الداخلية التي دفعتها للتخلي عن النظام المركزي لصالح الليبرالية الاقتصادية، ناهيك عن التحديات الأمنية، المتمثلة في تهديدات باكستان والصين، إلى جانب التحولات السريعة في العلاقات الدولية، نتيجة اشتداد حدة التنافس بين القوى الكبرى. فإن كل ما سبق كان بمثابة المنعطف الذي أعاد هيكلة أهداف الهند، وحرّر القيود التي فُرضت عليها على مدار فترة الاستعمار، ووضعها في مكانتها البارزة حالياً. وقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة عدة كتابات ناقشت التجربة الهندية، من حيث استعراض المؤشرات الكاشفة للصعود، وإبراز التحديات التي عرقلتها في بعض الأحيان، وآليات التعامل معها. ولا يمك إغفال الكتابات التي تضمنت رؤى مضادة لفكرة الصعود الهندي، والتي قدّمت طروحات معتبرة في هذا الصدد.
أولاً: ملامح الصعود على الساحة الدولية
يستعرض كتاب “الهند والحوكمة العالمية: القوة الصاعدة وسخطها”، وهو من تحرير هارش بانت، وإسهامات عدد من الباحثين- عدة مؤشرات، تعكس . . .